القامشلي.. شح في الغاز المنزلي يقابله تضاعف أسعار “السوداء”
شهدت أسعار مادة الغاز المنزلي في “السوق السوداء” بمحافظة الحسكة شمالي شرقي سوريا ارتفاعات متكررة خلال الأشهر الماضية، وسط شكاوى من السكان من عدم توفرها بسعرها النظامي، في حين توجد “بوفرة” في “السوداء”.
صاحب الصفوك (40 عامًا) من سكان حي طي في مدينة القامشلي، قال لعنب بلدي، إنه اضطر لشراء أسطوانة غاز من “السوق السوداء” بسعر 75 ألف ليرة سورية، ما يعادل أجرة عمله في سوق “الهال” لمدة أسبوع كامل، في حين يبلغ سعرها “المدعوم” 7500 ليرة.
وأضاف صاحب أن السعر الذي اشترى به الأسطوانة يعد الأفضل في “السوق السوداء”، إذ من الممكن أن يتجاوز سعرها 125 ألف ليرة لدى بعض التجار، وذلك بحسب كمية الغاز الموجودة ضمنها.
وعادة ما تحصل العائلات المقيمة في مناطق شمال شرقي سوريا، حيث تسيطر “الإدارة الذاتية”، على أسطوانة واحدة من الغاز كل شهر أو شهر ونصف، لكن خلال الأشهر الماضية، لم يتم الالتزام بهذه المادة، وتأخر الحصول على أسطوانة بسعر “مدعوم”، ما أجبر الأهالي على التوجه لـ”السوق السوداء”.
نزهة الحسين (39 عامًا) من سكان أحد أحياء مدينة القامشلي، قالت لعنب بلدي، إن أسطوانة الغاز تنفد خلال أقل من شهر على الرغم من “الاقتصاد في استخدامها”، مرجحة أنها تُباع أقل من الوزن المفترض، ما يجبرها على شراء أسطوانة من “السوق السوداء” بعد فترة قصيرة من انتهاء “المدعومة”.
وقد تلجأ بعض العائلات، بحسب ما أوضحته نزهة، إلى استخدام “المواقد الكهربائية” (سخانات الليزر)، إلا أنها لا تصلح لطهو جميع وجبات الطعام، إذ يعتمدون عليها لصنع المشروبات الساخنة، وبعض الأكلات الخفيفة، كما أن سعرها في الأسواق قد يصل إلى نحو 200 ألف ليرة سورية.
أسعار “السوداء” تتضاعف
وحول أسباب عدم توفر المادة بسعر “مدعوم”، قال أحد المسؤولين عن توزيع الغاز في مدينة القامشلي (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية)، إن السبب يتمثل بعدم تخصيص كامل إنتاج المحافظة من المادة لأهالي المنطقة، إذ يذهب قسم منه إلى محافظتي الرقة ودير الزور من جهة، وإلى المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام من جهة أخرى.
واعتبر المسؤول أن الطلب على المادة من قبل الأهالي زاد خلال فترة عيد رأس السنة وعيد الميلاد، ما سبّب أزمة إضافية في توفر المادة.
بحسب ما رصدته عنب بلدي في حيي طي وزنود جنوبي القامشلي، يستغل تجار “السوق السوداء” حاجة السكان لمادة الغاز في ظل عدم انتظام عملية التوزيع، لبيعها بأسعار مضاعفة عن السابق.
كما أدت زيادة السعر “المدعوم” لأسطوانة الغاز المنزلي من 2500 إلى 7500 ليرة من قبل “الإدارة الذاتية” دون إعلان رسمي، في مطلع تشرين الثاني 2022، إلى زيادة في أسعار المادة بـ”السوق السوداء” أيضًا، إذ ارتفعت لنحو 125 ألف ليرة سورية، بعد أن كان سعرها قبل أشهر يتراوح بين 30 ألفًا و40 ألف ليرة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :