ما خطر اجتزاء مدرج مطار “دمشق” على حركة الطائرات
تعرض مطار “دمشق” الدولي لغارة إسرائيلية فجر الاثنين، تسببت بخروجه عن الخدمة وخسائر بشرية ومادية، فيما أعلنت وزارة النقل بعد ساعات عودته للعمل، بينما أوضح مسؤول محلي اجتزاء جزء من مدرج المطار ليتسنى عودته للعمل بسرعة.
وقال المدير العام لمؤسسة الطيران المدني السوري، باسم منصور، لبرنامج “المختار” الذي يُبث عبر تلفزيون “الخبر” المحلي، مساء الاثنين 2 من كانون الثاني، إن مطار “دمشق” استأنف عمله “بزمن قياسي”، بعد إزالة ورشات الصيانة الأنقاض عن المهابط، وإجراء “إزاحة هندسية” لنقل عتبة المهبط لـ500 متر، فيما توقف المهبط العسكري عن العمل.
وبيّن منصور أن الأضرار اقتصرت على المهابط التي تعتبر أساس عمله، دون تأثر مباني المطار، موضحًا أن أحد المهابط تضرر أكثر من المهبط الثاني، وأن “الإزاحة الهندسية للمدرج لن تؤثر على النقل”، وأن المطار حاليًا يعمل بشكل طبيعي، وسيعود المهبط الثاني للعمل قريبًا.
وبحسب منصور، لم تؤجّل أي رحلة بعد الضربة الإسرائيلية، باستثناء رحلة فقط من موسكو جرى تحويلها إلى مطار “اللاذقية”.
وكشف مركز “ألما” الإسرائيلي للأبحاث عن تفاصيل الضربة الإسرائيلية، الاثنين، قائلًا إن “المدرج المدني الشمالي أصيب بأضرار في نهاية مقدمة المدرج، ولإعادة فتحه اختصر المسؤولون المدرج بمقدار 500 متر لمواصلة عمل المطار”.
ويبلغ طول مهبطي مطار “دمشق” 3000 متر، و3600 متر.
وأشار المركز إلى أن المدرج العسكري الجنوبي “معطل”، مع احتمال تعرض أهداف أيضًا للقصف قرب منطقة مطار “الغزلانية” خلال الضربة الإسرائيلية.
ما خطورة الاجتزاء؟
الباحث واستشاري الطيران فارس الجواري، قال لعنب بلدي، إن اجتزاء 500 متر من المدرج سيؤثر على إقلاع وهبوط عدد معيّن من الطائرات الكبيرة، مثل “إيرباص A380″، أو “بوينغ 747″، وفق جدول محدد وضعته المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAF) لكل طول مدرج وما يسمح له بالهبوط.
بينما لن يؤثر هذا الاجتزاء على حركة الطائرات العسكرية، فطول 2500 متر للمدرج كافٍ ومناسب لإقلاع وهبوط الطائرات العسكرية.
وبحسب دراسة لمركز “حرمون للدراسات المعاصرة”، الثلاثاء الماضي، شهدت الأعوام الثلاثة الماضية “طفرة” في معدلات الاعتماد الإيراني على مسار التهريب الجوي عبر المطارات السورية، وهو ما جعل الاستراتيجية الإسرائيلية للتعامل مع هذه التهديدات الأمنية لم تعد تكتفي بمطاردة الشحنات الحساسة وضربها ضمن الموقع أو أماكن التخزين فقط، بل ضرب المرافق المتعلقة بعمليات النقل اللوجستي وأنظمة الملاحة ومواقف الطائرات ومدارج المطارات السورية.
وكشفت الدراسة استهداف الغارات الإسرائيلية في عام 2022 أكثر من 25 هدفًا عسكريًا داخل المطارات السورية المعنية بالدراسة (دمشق، التيفور، الشعيرات، حلب، المزة، الضبعة)، وهو ما يمثّل زيادة بمقدار 92% مقارنة بعام 2021، وزيادة بنحو 19% مقارنة بعام 2020.
تضارب أرقام مع “حميميم”
أعلن “المركز الروسي للمصالحة” في سوريا مقتل ستة عناصر من قوات النظام السوري في القصف الإسرائيلي الأحدث الذي استهدف مطار “دمشق” الدولي، فجر الاثنين.
وقال نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة”، أوليغ إيغوروف، خلال إفادة صحفية نقلتها وكالة “سبوتنيك” الروسية اليوم، الثلاثاء 3 من كانون الثاني، إن “أربع طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي في حوالي الساعة الثانية من صباح أمس الاثنين، وجهت ضربات جوية من منطقة هضبة الجولان دون دخول المجال الجوي السوري، استهدفت مواقع في العاصمة دمشق”.
وأضاف أن الغارات أسفرت عن مقتل ستة جنود للنظام وإصابة ثلاثة آخرين، بينما كان قد أعلن مصدر عسكري سوري، الاثنين، عبر الوكالة الرسمية السورية (سانا) بعد ساعات من القصف، عن مقتل عنصرين، وإصابة اثنين آخرين بجروح، ووقوع بعض الخسائر المادية، وخروج مطار “دمشق” الدولي عن الخدمة.
تعتبر الضربة الإسرائيلية على مطار “دمشق” الثانية خلال سبعة أشهر التي تُخرج المطار عن الخدمة، ففي 10 من حزيران 2022، تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت المطار بإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمدارج، إلى أن أعيد فتحه بعد أسبوعين من الإصلاحات.
وفي أيلول 2021، استهدفت غارات جوية إسرائيلية مطار “حلب” الدولي شمالي سوريا، ما أدى إلى توقفه عن الخدمة لعدة أيام.
ولم يصدر أي تعليق من إسرائيل بخصوص الضربة الأحدث، ولم تعلن مسؤوليتها عنها، كما جرت العادة بعد أي استهداف، لكنها قالت مؤخرًا، إن ضرباتها في سوريا هي لتعطيل “المشروع الإيراني” الذي أسسه قاسم سليماني لإنشاء “حزب الله 2” في الجنوب السوري.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :