هل تتأثر الليرة السورية برفع “المركزي” سعر صرف الدولار

رفع مصرف سوريا المركزي، الاثنين 2 من كانون الثاني، أسعار صرف الدولار في النشرات المتعددة الصادرة عنه، منها نشرة السعر الرسمي، ونشرة المصارف والصرافة، ونشرة الحوالات، ونشرة البدل العسكري، ونشرة الجمارك والطيران.

نسب الرفع جاءت متفاوتة، إذ رفع سعر الصرف الرسمي بزيادة قدرها 500 ليرة سورية، ليصل إلى ثلاثة آلاف ليرة، كما رفع سعر الدولار في النشرة الخاصة بالجمارك والطيران إلى 4000 ليرة سورية.

بينما كانت نسبة رفع دولار المصارف والصرافة، والحوالات، بنحو النصف، إذ ارتفع دولار المصارف والصرافة من 3015 إلى 4522 ليرة، ودولار الحوالات من 3000 ليرة إلى 4500 ليرة.

بينما بلغت نسبة رفع دولار البدل العسكري نحو 70%، إذ وصل إلى 4500 ليرة سورية بدلًا من 2800 ليرة.

وخلال السنوات الماضية، لجأ النظام السوري إلى خلق أسعار صرف متعددة للعملات الأجنبية أمام الليرة السورية لأسباب عديدة، منها محاولة السيطرة على قيمة الليرة، والاستفادة من فروقات أسعار الصرف.

وبحسب النشرات الصادرة عن مصرف سوريا المركزي، توجد في سوريا أربعة أسعار يعلَن عنها بشكل يومي، بالإضافة إلى سعر إضافي غير رسمي هو سعر “السوق السوداء”.

اقرأ أيضًا: خمسة أسعار لصرف الدولار في مناطق سيطرة النظام السوري

سعر جديد سنويًا

المديرة المشرفة وعضو لجنة الإدارة في مصرف سوريا المركزي، مها عبد الرحمن، قالت في حديث إلى إذاعة “المدينة إف إم” المحلية، الاثنين، إن من الطبيعي رفع أسعار صرف الدولار في هذا التوقيت، كـ”نهج جديد” مع بداية السنة المالية، التي تبدأ وتنتهي مع السنة الميلادية، وما يرافق ذلك من تغير في الأسعار.

وأضافت عبد الرحمن أن السنة الماضية كانت سنة متغيرة على الاقتصاد العالمي ككل، وما تخللها من ارتفاع في الأسعار خاصة الطاقة، ومعدلات التضخم حول العالم، مبررة بذلك رفع أسعار الدولار في مختلف نشرات “المركزي”.

بينما قال المحلل الاقتصادي مناف قومان، في حديث إلى عنب بلدي، إن سبب رفع “المركزي” أسعار الدولار في نشراته، يكمن في تقليص الفجوة بين السعر الرسمي وسعر “السوق السوداء”.

وأوضح قومان أن “المركزي” يهدف إلى أن يدخل الدولار إلى خزائنه من أي مصدر، بغرض الاستفادة منه في تأمين الواردات واحتياجات السوق، وعليه سيسعى دومًا لرفع السعر الرسمي مع ارتفاع السعر في “السوق السوداء” بين الحين والآخر.

وخلال عام 2022، تراجعت قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي بنسبة وصلت إلى 100% على أساس سنوي، إذ شهدت الأشهر الستة الأخيرة من السنة تغيرات كبيرة على قيمة الليرة.

وخلال كانون الأول 2022، سجّلت الليرة السورية تراجعًا بنسبة تجاوزت 23% على أساس شهري، وبنسبة قاربت 10% على أساس أسبوعي، لتحقق سعر 7150 ليرة أمام الدولار، وهو ما يقارب ضعف قيمة الدولار في الشهر نفسه من 2021، حين سجّل 3600 ليرة تقريبًا.

اقرأ أيضًا: الليرة السورية تنخفض بنسبة 100% خلال 2022

هل يؤثر في الليرة؟

وحول أثر هذه القرارات بقيمة الليرة السورية في “السوق السوداء”، قالت عضو لجنة الإدارة في مصرف سوريا المركزي، إن كل سياسات المصرف تصب في مصلحة ضبط سعر الصرف، ليس فقط تحديد أسعار الدولار، لكن غيرها من القرارات أيضًا، بحسب تعبيرها.

من جهته، اعتبر المحلل الاقتصادي مناف قومان، أن آليات تقييم “السوق السوداء” لليرة السورية وسعر صرف الدولار، ترتبط بالبيئة السياسية والاقتصادية، والحالة النفسية للمواطنين حيال الوضع العام، فضلًا عن الحساسية العالية لمعدلات الربح والخسارة، وعليه يكون سعر “السوق السوداء” عادة أكبر قيمة من سعر السوق الرسمية في هذا الإطار، ولديه استجابة أسرع من سعر “المركزي”.

ويرى قومان أن تحسن قيمة الليرة يرتبط بقرارات وسياسات أهم وأكبر من مجاراة “السوق السوداء”، الأمر الذي يحصل حين رفع الأسعار الرسمية لمستوى السعر في “السوداء”.

واعتبر قومان أن حكومة النظام لم تتبع سياسات مالية ونقدية تسهم في تحسن قيمة الليرة، وهي تدرك أن قيمة الليرة لن تتحسن ما دام كثير من الأدوات خارج إرادتها، منها شلل قطاعات الإنتاج والسياحة والصادرات، وتشظي الجغرافيا، وارتفاع تكاليف الواردات أمام فقدان أهم مولدات الدخل كالنفط، وفقدان مواد أساسية كانت سوريا مكتفية منها على رأسها القمح.

وكان مصرف سوريا المركزي علّق، الأحد الماضي، لأول مرة على أزمة تراجع قيمة الليرة السورية منذ أشهر بقوله، إنه “يستمر في مراقبة سعر الصرف بالسوق المحلية، واتخاذ كافة الوسائل والإجراءات الممكنة لإعادة توازن الليرة، ومتابعة معالجة كافة العمليات غير المشروعة التي تنال من استقرار سعر الصرف”.

وترافق التعليق مع تحسن ملموس في قيمة الليرة أمام الدولار في “السوق السوداء”، إذ سجل سعر مبيع الدولار اليوم، الثلاثاء، 6400 ليرة سورية، بعد أن وصل قبل أيام إلى نحو 7150 ليرة أمام الدولار الواحد.

–