على لسان أصحابها..
وثائقي “أحلام باردة”.. معاناة النازحين بمخيمات الشمال السوري
صدر مؤخرًا الفيلم الوثائقي القصير “أحلام باردة” من إنتاج شبكة “الجزيرة”، حاملًا على مدار ثماني دقائق و37 ثانية، هواجس وأحلام النازحين في مخيمات الشمال السوري، خلال 12 فصل شتاء عاشوها تحت الخيام منذ بداية الثورة 2011.
صُوّر الفيلم، الذي عُرض لأول مرة في 1 من كانون الثاني الحالي، في مخيم “التح”، شمالي إدلب، ونقل معاناة النازحين على اختلاف أشكالها بصوت أصحاب التعب أنفسهم، فلا خبراء للتنظير في القضية، إذ مضت دقائق العمل بمجرد عرض المشكلات على عجالة، استنادًا إلى يوم من أيام الحياة في المخيم.
كما تطرّق العمل إلى مسألة غياب وسائل التدفئة في الشتاء، ومخاوف الطلاب من عدم الاعتراف بشهاداتهم الدراسية، إلى جانب انخفاض أجور اليد العاملة، إذ لا تكفي الأجرة اليومية ثمنًا لأكثر من “ثلاث ربطات خبز وكيلوغرامين من البندورة”، كما جاء على لسان إحدى الشخصيات التي ظهرت في الفيلم.
التخلّف عن ركب التعليم، والتحاق الأطفال بالعمل، وغياب سبل الراحة، والطرقات الطينية والبرد، ومشاعر الذنب التي يحملها الأهل تجاه أبنائهم، والطفولة المسلوبة على شرف الركض وراء لقمة العيش، والافتقار لأدنى مقومات ومتطلبات الحياة، وعجز رب الأسرة عن سد احتياجات العائلة، كلها أفكار حاضرة في العمل دون تدخل، على شكل حوارات داخلية (مونولوج) للشخصيات المشارِكة في العمل.
ينتقد الفيلم أيضًا الموقف العربي من معاناة النازحين في المخيمات، على لسان طفل يتساءل تحت المطر الذي يتسلل إلى داخل الخيمة، خلال قراءته نشيدًا في كتاب القراءة (بلاد العرب أوطاني؟)، بأسلوب واقعي وبسيط الطرح، فيكفي أن الواقع معقد.
بانتظار قرار أممي
ويأتي الحديث عن أحلام النازحين الباردة بعد يوم واحد فقط من انتهاء التفويض الأممي لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وسط توقعات بأن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة، في 10 من كانون الثاني الحالي، لعرض مقترحات جديدة لتمديد الآلية الأممية.
كما بلغ عدد الشاحنات الإغاثية التي دخلت إلى شمال غربي سوريا عبر خطوط التماس مع النظام السوري 64 شاحنة، قابلتها ثمانية آلاف و372 شاحنة دخلت عبر الحدود، في وقت يتصاعد فيه الحديث عن احتمالية عرقلة روسيا لتمديد إدخال المساعدات عبر الحدود.
وفي الوقت نفسه، استعرض فريق “منسقو استجابة سوريا”، في 1 من كانون الثاني الحالي، جملة من المخاطر المترتبة على احتمالية سد الباب أمام المساعدات عبر الحدود، وأبرزها حرمان 2.2 مليون نسمة من المساعدات الغذائية، و2.65 مليون نسمة من المياه النظيفة أو الصالحة للشرب، وانقطاع دعم الخبز عن أكثر من 725 مخيمًا، وحرمان أكثر من مليون شخص من الحصول على الخبز بشكل يومي.
ومن المحتمل أيضًا تقليص عدد النقاط الطبية إلى أقل من النصف أولًا، ولأقل من 80% ثانيًا، مع ارتفاع معدلات البطالة وأسعار المواد والسلع الأساسية والموارد، وأيضًا انخفاض دعم المخيمات إلى ما دون 20%.
مخيمات الشمال السوري التي فاق عددها 1400 مخيم حتى مطلع 2022، يعتبر 85% منها أقدم من عمرها المتوقع وأكثر عُرضة للتلف، وأقل مقاومة للظروف الجوية، بحسب تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، في تشرين الأول 2021.
كما يعيش في مخيمات تفتقر للبنية التحتية الأساسية من طرقات ومياه وشبكات صرف صحي، على الشريط الحدودي بريفي إدلب وحلب، حوالي مليون و500 ألف نازح، بحسب إحصائيات “الدفاع المدني”، حتى نهاية 2022.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :