أبعدت تكاليف زراعة البطاطا صغار المزارعين في محافظة درعا جنوبي سوريا عن زراعة العروة الربيعية المقبلة.
وتمثّلت الأسباب، بحسب ما رصدته عنب بلدي، بغلاء أسعار البذار، وغلاء المحروقات التي انعكست على أجور المكننة الزراعية، وارتفاع أسعار الأسمدة وأجور الأيدي العاملة، بالإضافة إلى رخص ثمن البطاطا من العروة الخريفية.
وتبدأ زراعة العروة الربيعية لمحصول البطاطا مطلع شهر كانون الثاني وتجنى نهاية شهر نيسان من كل عام.
ثلاثة ملايين ليرة للدونم الواحد
وصل سعر طن بذار البطاطا لدى التجار إلى 1100 دولار أمريكي، خلال كانون الثاني الحالي (الدولار يقابل ستة آلاف ليرة وسطيًا).
قاسم (30 عامًا)، مزارع في ريف درعا، قال لعنب بلدي، إنه بسبب ارتفاع التكاليف قرر زراعة أرضه خلال الموسم المقبل بمحصول الفول بدلًا من البطاطا.
وتحتاج زراعة دونم واحد فقط من البطاطا، بحسب المزارع، لدفع نحو مليون ليرة سورية ثمنًا للبذار، بالإضافة إلى 100 كيلو من سماد “السوبر فوسفات” أي ما يقارب 300 ألف ليرة، وكيس سماد “يوريا” بسعر 275 ألف ليرة، فضلًا عن غلاء سعر الأدوية الزراعية، وارتفاع أجور العمالة وأجور حراثة الأرض.
وقدّر قاسم تكلفة الدونم الواحد حتى موعد القلع بثلاثة ملايين ليرة سورية.
أسعار متدنية تخيف المزارعين
لم تكن تكلفة الإنتاج الهاجس الوحيد لمزارعي البطاطا في درعا، إنما كان لانخفاض سعرها الحالي في العروة الخريفية دور في التفكير بعدم زراعتها، إذ كانت تسجل أسعار المادة ضمن هذه العروة أسعارًا مرتفعة كل عام.
ووصل سعر كيلو البطاطا من العروة الخريفية لنحو ألف ليرة سورية في أسواق “الهال” ويختلف السعر باختلاف جودة المحصول.
بينما بلغ سعر كيلو البطاطا، في تشرين الأول 2022 قبل نضوج العروة الخريفية، 2800 ليرة سورية.
مصعب (40 عامًا) مزارع في ريف درعا، قال لعنب بلدي، إنه عادة ما يزرع العروة الربيعية في موسم البطاطا، إلا أن سعر مبيعها الحالي في الأسواق جعله يحجم عن زراعتها.
واعتبارًا من مطلع العام الحالي، قررت حكومة النظام وقف تصدير مادة البطاطا، وذلك حتى انتهاء آذار المقبل فقط، “بهدف ضبط سعرها بالسوق المحلية”.
وقدّرت مديرية زراعة درعا إنتاج 23 ألف طن من موسم البطاطا من العروة الخريفية لهذا العام، وبلغت نسبة القلع في المحافظة 600 هكتار.
وبلغت المساحة المزروعة 1150 هكتارًا، بحسب تصريح سابق لمدير مديرية الزراعة في درعا، بسام الحشيش.
–