العديد من المرضى يتحرجون من إجرائه..
تنظير القولون.. أو التنظير الهضمي السفلي
د. أكرم خولاني
قد يوصى بإجراء تنظير داخلي للقولون في حالات عديدة، ويعتبر هذا الإجراء واحدًا من أهم الطرق للكشف المبكر عن سرطان القولون، إلا أن العديد من المرضى يتجنبون إجراءه إما بسبب الحياء، كونه يُجرى عن طريق فتحة الشرج، وإما بسبب التخوف من صعوبته نظرًا إلى عدم وجود معلومات كافية عن هذا الإجراء لدى عامة الناس.
ما المقصود بالتنظير الهضمي السفلي
التنظير الهضمي السفلي (Lower endoscopy) أو ما يُعرف بتنظير القولون (Colonoscopy)، هو إجراء طبي يقوم به اختصاصي الأمراض الهضمية لتقييم صحة القسم السفلي من القناة الهضمية (المستقيم وكامل القولون والجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة)، من خلال إدخال منظار خاص من فتحة الشرج، ومنظار القولون هو عبارة عن أنبوب مرن بسمك الإصبع تقريبًا مزود بكاميرا ومصدر للضوء في طرفه، ويصوّر المنظار داخل القناة الهضمية ويرسل الصور مباشرة إلى شاشة تلفزيون أمام الطبيب، كما يمكن استخدام المنظار من أجل أخذ خزعة نسيجية، وكذلك من أجل استئصال بوليب (سليلة)، أو لوقف نزيف الأوعية الدموية.
وفي بعض الأحيان قد يطلب الطبيب إجراء “تنظير السين” فقط، وهو في الواقع تنظير مختصر للقولون من فتحة الشرج إلى القولون السيني (الجزء الأخير من القولون)، ويأتي في إطار الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم لكون معظم الأورام تظهر عادة في هذه الأجزاء من القولون.
لماذا يُجرى التنظير الهضمي السفلي
قد يُوصى بإجراء تنظير هضمي سفلي لأسباب متعددة، أهمها:
· عند وجود بعض الأعراض والعلامات المعوية المتكررة: يساعد التنظير السفلي على اكتشاف الأسباب الكامنة المحتملة لألم البطن المزمن والمتكرر، والإمساك والإسهال المزمنين، والبراز المدمى أو الأسود، وغيرها.
· في حال كانت نتيجة اختبار الدم الخفي في البراز إيجابية.
· لتقييم مدى انتشار سرطان القولون بعد تشخيصه.
· للبحث عن وجود بوليبات (سلائل) إضافية واستئصالها عند اكتشافها في تنظير سابق، وذلك لتقليل الإصابة بسرطان القولون، وعادة ما يوصى بتكرار التنظير في غضون 5– 10 سنوات في حال كان قطر البوليب سنتمترًا أو أقل، بينما يوصى بتكراره في وقت أبكر في حال كان قطره أكثر من سنتمتر.
· كإجراء استطلاعي للكشف المبكر عن سرطان القولون: حيث يوصى بإجراء تنظير هضمي سفلي كل 10 سنوات للأشخاص بعمر 50 سنة أو أكثر وليس لديهم أي عوامل خطورة للإصابة بسرطان القولون، بينما يوصى بتكراره كل بضع سنوات في حال وجود خطر متزايد للإصابة بسرطان القولون، مثل وجود قصة عائلية أو الإصابة بداء كرون أو التهاب القولون القرحي أو وجود بوليبات (سلائل) مكتشَفة في تنظير سابق.
كيف يُجرى التنظير الهضمي السفلي
تنظير القولون ليس عملية جراحية وإنما إجراء يومي يقوم به اختصاصي الأمراض الهضمية في العيادة أو المركز الطبي أو المستشفى، ويستغرق 30- 60 دقيقة، وهو غير مؤلم ولا يحتاج إلى إخضاع المريض للتخدير العام إنما يكفي تخدير بسيط، ويُجرى وفق الخطوات التالية:
· يخلع المريض كامل ملابسه ويلبس رداء طبيًا.
· يُعطى مزيجًا من مهدئ مع مسكن للألم حقنًا عبر الوريد للحد من التوتر.
· يستلقي المريض على جانبه الأيسر فوق طاولة الفحص، ويشد ركبتيه نحو صدره.
· يدخل الطبيب منظار القولون في المستقيم عبر فتحة الشرج، ثم يدفعه بلطف للداخل حتى الوصول إلى نهاية المقطع المراد فحصه.
· يمكن أن يضخ الطبيب عبر المنظار الهواء أو ثاني أكسيد الكربون إلى القولون لتوسيعه وتوفير رؤية أوضح لبطانة القولون.
· عند الوصول إلى نهاية المقطع المراد فحصه يقوم الطبيب بإخراج المنظار ببطء وهو ينظر إلى الجدران الداخلية للقولون عبر شاشة أمامه، ويستمر بذلك إلى أن يخرج كامل المنظار.
· في حال الاشتباه بأي شيء غير طبيعي، يمكن للطبيب إدخال أدوات من خلال قناة في المنظار لأخذ عينات الأنسجة (خزعات)، أو لإزالة البوليبات أو أي أجزاء غير طبيعية أخرى من الأنسجة.
عند تحريك المنظار أو إدخال الهواء، قد يشعر المريض بتشنج في المعدة أو الرغبة في التبرز.
قد يشعر المريض بألم خفيف في البطن خلال التنظير، وقد يُسهّل عليه ذلك أخذُ نفس عميق.
يُنقل المريض بعد انتهاء التنظير إلى غرفة الإنعاش لمدة 30 دقيقة تقريبًا قبل أن يخرج إلى المنزل.
يُمنع من قيادة السيارة لمدة 4 ساعات بعد التنظير، ولذلك يحتاج إلى مرافق لإيصاله.
تعليمات التحضير للعملية
يجب إيقاف تناول بعض الأدوية مؤقتًا لعدة أيام قبل إجراء التنظير، مثل الأسبرين ومميعات الدم والمكملات الغذائية الحاوية على الحديد.
يجب تنظيف القولون تمامًا قبل إجراء التنظير ليتمكن الطبيب من رؤية بطانة القولون بشكل جيد، فوجود بقايا فضلات فيه يعوق الرؤية، وقد يسبب الحاجة إلى إعادة التنظير في اليوم التالي، وتتضمن التوصيات الخاصة بتنظيف القولون:
· اتباع نظام غذائي خاص خلال الأيام الثلاثة السابقة للفحص، تجنب الأطعمة الصلبة والغنية بالألياف، والإكثار من السوائل، ويجب أن تقتصر المشروبات على السوائل الصافية كالماء والشاي والقهوة دون حليب أو مبيض والمَرق والمشروبات الغازية، وتجنب السوائل الحمراء التي يمكن الخلط بينها وبين الدم في أثناء تنظير القولون.
· تناول الملينات، وتكون على شكل أقراص أو بودرة يمكن إذابتها في الماء وتُشرب فمويًا في الليلة السابقة لإجراء التنظير.
يجب إيقاف أي أطعمة أو مشروبات بعد منتصف الليلة السابقة للفحص.
يفضّل إجراء حقنة شرجية قبل إجراء الفحص.
ما مضاعفات التنظير الهضمي السفلي
قد تحدث بعض الأعراض الطبيعية بعد إجراء التنظير مثل:
· الشعور بانتفاخ البطن والغازات بعد التنظير، ولكن هذا الشعور يمر بعد فترة قصيرة.
· إخراج الغازات المتكرر لبضع ساعات بعد الفحص، إذ يتم تنظيف القولون من الغازات، وقد يساعد المشي على الشعور بالراحة.
· خروج كمية صغيرة من الدم عند التبرز لأول مرة بعد الفحص، وهذا لا يستدعي القلق عادة.
أما أخطار تنظير القولون فهي قليلة ونادرة، وتتضمن ما يلي:
· حدوث تفاعل مع المهدئ المستخدم في أثناء إجراء الفحص.
· حدوث نزيف من موضع أخذ عينة النسيج (الخزعة) أو موضع استئصال البوليب أو أي نسيج آخر غير طبيعي.
· حدوث تمزق في جدار القولون أو المستقيم (الانثقاب).
لذلك إذا تكرر خروج الدم أو التجلطات الدموية، وفي حال حدوث ألم مستمر في البطن أو حمى، يجب مراجعة الطبيب، وعلى الرغم من قلة احتمالات التعرض لهذه الأمور، فإنها قد تحدث على الفور أو في الأيام القليلة الأولى بعد الإجراء، وربما تتأخر لمدة تصل إلى أسبوع أو أسبوعين أحيانًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :