فقد 1668 صحفيًا حياتهم خلال ممارسة وظائفهم في ميادين حروب ومناطق سلم، على مدار الأعوام الـ20 الماضية، منهم 279 صحفيًا في سوريا.
ونددت منظمة “مراسلون بلا حدود” في تقرير نُشر اليوم، الجمعة 30 من كانون الأول، بهذه “الخسائر الفادحة”، قائلة إن عدد القتلى عاد ليرتفع في عام 2022، حيث سقط 58 صحفيًا مقابل مقتل 51 صحفيًا في العام الماضي، بسبب الحرب في أوكرانيا.
وقال الأمين العام للمنظمة، كريستوف ديلوار، “خلف كل رقم من هذه الأرقام، يقف وجه وإنسان وموهبة، كل منهم يجسد التزام الأشخاص الذين دفعوا حياتهم في سبيل استقاء المعلومات والبحث عن الحقيقة وتشبّثًا بشغفهم بمهنة الصحافة”.
وأوضحت الصحيفة أن أكثر من 95% من الضحايا الصحفيين من الرجال، بمعدل 80 صحفيًا في المتوسط فقدوا حياتهم سنويًا، وبسبب الحرب، هيمنت سوريا والعراق على ترتيب الدول الأكثر خطورة على المهنة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2003 و2022، حيث قُتل 578 شخصًا، أي نحو أكثر من ثلث المراسلين الذين قُتلوا.
وتعود “أحلك” سنوات المهنة إلى العامين 2012 و2013، حيث سُجّل 144 و142 قتيلًا على التوالي، ولا سيما في إطار النزاع في سوريا، بحسب ما أكدته المنظمة المدافعة عن حرية الصحافة.
وقُتل ثمانية صحفيين في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في شباط الماضي، ليضافوا إلى 12 مراسلًا قُتلوا في البلاد على مدى السنوات الـ20 الماضية، لتصبح أوكرانيا في المرتبة الثانية في ترتيب الدول الأكثر خطورة في أوروبا بعد روسيا (25 قتيلًا منذ 2003).
لا مكان آمن للصحفيين
لم تعد البلدان التي تخلو رسميًا من أي نزاع مسلّح تعتبر مناطق آمنة للصحفيين، بل إن بعضها يحتل الصدارة في ترتيب الاغتيالات خلال العقدين الأخيرين.
وفاق عدد الفاعلين الإعلاميين القتلى في “مناطق السلم” حصيلة زملائهم الذين لقوا حتفهم في “مناطق الحرب” خلال العقدين الأخيرين، بحسب ما أفادت به “مراسلون بلا حدود”، مشيرة إلى أن ذلك “يرجع أساسًا إلى تحقيقاتهم في قضايا حسّاسة تتعلق بالجريمة المنظمة والفساد”.
وأشارت المنظمة إلى أن القارة الأمريكية أثبتت أنها “بلا شك الأكثر خطورة على وسائل الإعلام حاليًا”، وذلك لأن أكثر من نصف ضحايا العام 2022 سقطوا فيها.
وفي 27 من كانون الأول الحالي، نشرت رابطتا “الصحفيين السوريين” و”المحامين السوريين الأحرار” بيانًا جاء فيه، “إن النظام السوري يتصدّر قائمة المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في سوريا منذ عام 2011 وحتى نهاية عام 2022”.
ووثّق البيان 1471 انتهاكًا ضد الإعلام في سوريا من قبل مختلف الأطراف منذ عام 2011 وحتى نهاية تشرين الأول من عام 2022، حيث كان النظام مسؤولًا عن ارتكاب 621 انتهاكًا، أشدها قتل 316 إعلاميًا من بين 464 قُتلوا منذ عام 2011.
ووضعت منظمة “مراسلون بلا حدود” سوريا في المركز 171 من إجمالي 180 بلدًا بين أكثر البلدان التي سجلت انتهاكات ضد الصحفيين في تقريرها للعام الحالي.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، تبقى جرائم قتل الصحفيين في العالم من دون عقاب في حوالي تسع من كل عشر حالات.
–