توفر تقنية الهلام المشحون كهربائيًا طريقة جديدة لعلاج الجروح التي يصعب علاجها، بما في ذلك قروح الساق أو جروح القدم لدى مرضى السكري.
ووفقًا للأبحاث التي أجرتها جامعة “أبردين”، عندما يحدث أي نوع من الجروح، يولد الجسم بشكل طبيعي تيارًا كهربائيًا بسيطًا حول حواف الجرح، بجهد أضعف 15 مرة من بطارية عادية.
وينشأ الجهد عندما تتقاطع الأيونات الموجبة والسالبة مع بعضها، وهي عبارة عن ذرات أو جزيئات مشحونة كهربائيًا، ثم تجذب الشحنة الكهربائية خلايا الإصلاح التي تنتقل إلى المنطقة لتبدأ عملية الشفاء.
ويحاكي الهلام الجديد، المسمى “Hydrogel”، تأثير الكهرو إجهادي الذاتي المتوافق حيويًا الذي يفعّله الجسم عند الجروح، ولكن مع الهلام تتولد الكهرباء عندما تضغط بلورات صغيرة مكونة للهلام، مصنوعة من مركب يسمى “فلوريد البولي فينيليدين”.
ويزيد النشاط البدني عند تحريك الجزء المعني من الجسم مكان الجرح، من التأثير الكهرو إجهادي الذاتي، وهو ما يشحن الهلام كهربائيًا، ما ينتج عنه المزيد من الكهرباء عبر الجرح.
وتُستخدم في المستشفيات وغيرها من الأماكن الطبية، تقنية الكهرباء الخارجية لتسريع الشفاء عن طريق أجهزة قابلة للارتداء، حيث توضع الأقطاب الكهربائية مباشرة على الجرح، حيث ثبت أنها تعزز عملية التئام الجروح المزمنة.
بينما لا يتطلب الهلام الكهربائي أي جهاز خارجي لشحنه، لاستخدامه ما يسمى بتكنولوجيا “الكهرباء الانضغاطية”، حيث تحول البلورات المكونة للهلام الطاقة الميكانيكية إلى طاقة كهربائية.
وتوجد هذه التكنولوجيا على نطاق واسع في مواقد الغاز على سبيل المثال، حيث تنشأ شرارة كهربائية عند الضغط من قبل الإنسان.
وابتكر الباحثون في الجامعة “الاسكتلندية” هذه المادة الهلامية، ذات البنية البلورية، باستخدام “فلوريد البولي فينيليدين”، لتعمل على مبدأ “الكهرباء الانضغاطية” حين توضع على الجرح، ويتم الضغط عليها في أثناء حركة الجسم، لتنتج تيارًا كهربائيًا صغيرًا لبدء عملية الشفاء.
وتشهد الساحة الطبية باستمرار تطورات تقنية تساعد في علاج المصابين، إذ طوّر فريق من الباحثين في مركز “إم دي أندرسون” للسرطان بجامعة “تكساس” الأمريكية، منصة لتقنية “النانو” يمكنها تغيير الطريقة التي يرى بها الجهاز المناعي في جسم الإنسان الخلايا السرطانية، ما يجعلها أكثر تقبلًا للعلاج المناعي.
وتعتمد الطريقة على لصق “أجزاء نانوية” بالخلايا السرطانية، وتمييزها بجزيئات بروتينية تجعل الورم أكثر توافقًا مع العلاج المناعي.