نفى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ما تناقلته وسائل إعلام تركية وعربية، حول لقائه برئيس النظام السوري، بشار الأسد، مؤخرًا.
وصرح جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس 29 من كانون الأول، أن تركيا لم تلتق بالأسد على الإطلاق، لا على المستوى الوزاري ولا على المستوى السياسي، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.
وعلّق الوزير، على لقاء وزير الدفاع التركي بوزير الدفاع في حكومة النظام، “يمكنني القول إنه كان لقاء مفيدًا”، مضيفًا أن التواصل مع النظام السوري مهم لتحقيق سلام واستقرار دائمين من جهة، ولتحقيق عودة اللاجئين إلى سوريا بأمان من جهة أخرى.
ومن المقرر أن يجري اللقاء بين الطرفين على مستوى وزراء الخارجية كمرحلة ثانية من خارطة الطريق في المستقبل، لكن لا يوجد موعد محدد حتى الآن بشأن هذا اللقاء، بحسب جاويش أوغلو.
ويرى جاويش أوغلو، أنه في مسألة التقارب مع النظام السوري، هناك دول كثيرة تدعم عملية الانخراط معه، وهناك من يعارضها، وهناك من يتوخى الحذر، وهناك أيضًا من يرغب في تحول العلاقات إلى خطوة ملموسة.
النظام يريد اللاجئين
وأضاف الوزير، أن تركيا ترى في تصريحات النظام أنه يريد عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، معتبرًا أنه من المهم أن يعودوا بطريقة إيجابية مع الحفاظ على حياتهم بأمان، وفي هذا الصدد فإن مشاركة النظام الدولي والأمم المتحدة مهمة أيضًا، إذ لا تزال المحادثات في بداياتها، بحسب قوله.
واعتبر أن “حزب العمال الكردستاني” (PKK) يشكل تهديدًا لتركيا، كما أنها في الواقع تشكل تهديدًا لسوريا لامتلاكها أجندة انفصالية، بحسب تعبيره، مشيرًا إلى أن النظام يرى هذا التهديد جيدًا أيضًا.
وحول مطالبة النظام تركيا بالخروج من سوريا، قال جاويش أوغلو، إنه في الوقت الحالي يوجد منظمات “إرهابية” لا يمكن السيطرة عليها، ولكن عندما يكون هناك استقرار سياسي وكل شيء يسير بشكل جيد في البلاد، ستسلم تركيا هذه الأراضي لسوريا.
“بناءة وإيجابية”
وأمس الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن عقد لقاء ثلاثي جمع وزراء الدفاع التركي والروسي والسوري، في العاصمة الروسية موسكو.
وبحسب البيان، التقى وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، ورئيس المخابرات التركية، هاكان فيدان، بوزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، ووزير الدفاع السوري، علي محمود عباس، إلى جانب رئيسي أجهزة الاستخبارات الروسي والسوري.
وقال بيان الوزارة، إنه نتيجة للاجتماع الذي جرى في “جو بنّاء”، تم الاتفاق على استمرار اللقاءات الثلاثية، لضمان الاستقرار، والحفاظ عليه في سوريا والمنطقة ككل.
من جهتها، علقت وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري، على الاجتماع، في بيان لها مساء أمس الأربعاء، بأنه كان لقاء “إيجابيًا”، وجرى فيه بحث ملفات عديدة.
وفي 15 من كانون الأول الحالي، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه عرض على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إجراء لقاء ثلاثي على مستوى الزعماء سيضم أيضًا رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وقال أردوغان حينها، إنه اعتبارًا من الآن، “نريد أن نتخذ خطوة كثلاثي سوريا وتركيا وروسيا”، مضيفًا أنه يجب أن تتحد الاستخبارات أولًا، ليجتمع بعدها وزراء الدفاع، ثم يجب أن يجتمع وزراء الخارجية، وبعد هذه الخطوات سيجتمع مع بوتين والأسد كقادة، موضحًا أن بوتين نظر إلى هذا العرض بـ”إيجابية”، مؤكدًا بدء سلسلة من المفاوضات.