أثارت حادثة استدعاء مراسل قناة “أورينت” السورية من قبل “الشرطة العسكرية” في ريف حلب بعض الجدل، كون الجهة التي استدعته عسكرية وليست مدنية أو متعلقة بعمل الإعلاميين في المنطقة.
وأرسلت “الشرطة العسكرية” في مدينة الباب بريف حلب الشرقي بلاغًا لمراسل القناة محمد هارون، الثلاثاء 27 من كانون الأول، لـ”مراجعة قسم التحقيق العسكري بموضوع دعوى قضائية لديها بما أمكن من السرعة”، بحسب البلاغ الذي حصلت عنب بلدي على نسخة منه.
ما القصة؟
رئيس “اتحاد الإعلاميين السوريين”، جلال التلاوي، أوضح أن الادعاء على قناة “أورينت” وليس على المراسل بشخصه، وأنه من قبل “فرقة السلطان محمد الفاتح” التابعة لـ”الفيلق الأول” في “الجيش الوطني السوري”، بسبب إعداد القناة تقريرًا سابقًا فيه مغالطات واتهامات للفصيل.
وقال التلاوي لعنب بلدي، إن مدير المكتب الإعلامي لـ”الفيلق الأول” تواصل مع القناة بشكل رسمي حين نشرت التقرير، ونفى صحة المعلومات الواردة فيه، وطالب بحذف التقرير ونشر توضيح لما حدث، لكن دون استجابة من القناة، وفق التلاوي.
وذكر التلاوي أنه تواصل مع “أورينت”، وأبلغها بما ذكره المكتب الإعلامي لـ”الفيلق” ونفيه صحة المعلومات، مطالبًا أيضًا بتوضيح الصورة أكثر وأخذ رؤية الفصيل من المعلومات الواردة، لكنه لم يلقَ أي تجاوب أيضًا.
رئيس قسم التحقيق في “الشرطة العسكرية” بالباب، العقيد “أبو مهند”، أوضح لعنب بلدي أن “الشرطة” وصلها ادعاء على قناة “أورينت” من قبل “فرقة السلطان محمد الفاتح” (الفرقة 13) بوصفها “ميليشيات”، وتم استدعاء المراسل وأخذ أقواله ثم غادر الفرع، وتم رفع الضبط للقضاء.
ما التقرير؟
مراسل قناة “أورينت” محمد هارون قال، إنه توجه اليوم، الأربعاء 28 من كانون الأول، إلى “الشرطة العسكرية” في مدينة الباب، بعد إبلاغه بدعوى قضائية ووجوب حضوره.
وأوضح هارون لعنب بلدي، أن القضية متعلقة بتقرير أعدّته القناة حول استهداف طيران التحالف أحد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”، ويدعى بساع أحمد السوادي (أبو ياسر اليمني)، بطيران مسيّر بمدينة الباب في 20 من كانون الأول الحالي.
ويتضمن التقرير أن “اليمني” كان بحماية أحد قياديي “فرقة السلطان محمد الفاتح” حمزة الشاكر، واستند التقرير إلى مصادر خاصة، في حين أن الفصيل يتهم هارون بأنه من قدّم المعلومات رغم نفي المراسل لذلك.
وذكر هارون أنه بعد الجلسة مع “الشرطة العسكرية”، وضعت أمامه خيارين، إما توكيل محامٍ، وإما إنهاء الخلاف مع “فرقة السلطان محمد الفاتح” والتفاوض معها.
وتشهد مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، في ريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي تل أبيض ورأس العين شمال شرقي سوريا، تجاوزات وانتهاكات عديدة بحق ناشطين وكوادر إعلامية، وسط حالة من الفلتان الأمني وغياب المحاسبة رغم وجود مؤسسات أمنية وقضائية وعسكرية ولجان محلية.
وفي 29 من تشرين الثاني الماضي، تعرض الإعلامي عبد الباسط الأحمد، مراسل وكالة “قاسيون” المحلية، لاعتداء بالضرب من قبل أحد مرافقي رئيس المجلس المحلي في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة.
وفي 7 من تشرين الأول الماضي، اغتال مقاتلون مجهولون، تبيّن لاحقًا أنهم يتبعون لمجموعة “أبو سلطان الديري” ضمن “فرقة الحمزة” (الحمزات) التابعة لـ”الجيش الوطني”، الناشط محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجته الحامل، ورغم اعتقال الضالعين بالحادثة واعترافهم، لا تزال المطالب بكشف نتائج التحقيق حاضرة ومستمرة.
–