لم يجد عدد كبير من المواطنين في مدينة شهبا شمال غربي السويداء غير سيارات “بيك أب” الصغيرة المخصصة لنقل البضائع للذهاب إلى مدينة السويداء صباح اليوم، في ظل استمرار إضراب سائقي سيارات الأجرة، وحافلات النقل العام عن العمل.
وخلال الازدحام المعتاد الذي تشهده المنطقة نتيجة تجمع المدنيين الراغبين بالذهاب إلى أعمالهم أو طلاب الجامعات في مدينة السويداء، يستمر إضراب السائقين عن العمل نتيجة لشح المحروقات المقدمة لهم من قبل حكومة النظام السوري.
وقالت شبكة “الراصد” المحلية، إن سيارات من نوع “بيك أب” توافدت، صباح الأربعاء 28 من كانون الأول، لنقل الركاب بأجرة بلغت خمسة آلاف ليرة سورية، في حين يطلب سائقو سيارات الأجرة 15 ألف ليرة للراكب الواحد بين مدينة شهبا ومدينة السويداء.
ولا تقل سيارة الأجرة راكبًا واحدًا بـ15 ألفًا، إنما ينتظر السائق حتى يجمع خمسة زبائن في وقت واحد، بالتالي فإن أجرة “التاكسي” إلى مركز المحافظة بلغت 60 ألف ليرة سورية.
بينما رفض بعض سائقي سيارات نقل البضائع، الذين توافدوا إلى ساحة مدينة شهبا، أجرة من المدنيين الراغبين بالذهاب إلى مدينة السويداء، وأصروا على نقلهم بالمجان.
نظام نقل الركاب عبر سيارات “بيك أب” ليس جديدًا، إذ يحاول أبناء المحافظة من المتجهين من الريف إلى مركز المدينة نقل عدد من الركاب في سياراتهم، ومنهم من يتقاضى أجرة مقابل ذلك، ومنهم من ينقل الركاب مجانًا.
بينما يواصل سائقو القطاع العام والخاص امتناعهم عن العمل في المحافظة نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات في “السوق السوداء”، وشح الكميات التي تقدمها حكومة النظام للسائقين.
وبلغ سعر المحروقات في “السوق السوداء” بالمحافظة 16 ألف ليرة سورية لليتر الواحد من البنزين، بينما وصل سعر المازوت إلى عشرة آلاف لليتر الواحد.
موظفون يستقيلون
منتصف العام الماضي، أعلن رئيس نقابة عمال البلديات في “اتحاد عمال السويداء”، خالد الخطيب، أن مئات من العمال في المحافظة (جنوبي سوريا) قدّموا استقالاتهم بسبب ارتفاع أجور النقل والمواصلات التي تستهلك نحو نصف معاشاتهم الشهرية، وفق ما نشرته صحيفة “الوطن” المحلية.
ونقلت الصحيفة عن بعض العمال المتقدمين بالاستقالة أن أجور النقل التي يدفعونها في سبيل الذهاب والعودة من وإلى أعمالهم تتخطى في بعض المناطق أكثر من نصف المعاش الشهري الذي يتقاضاه الفرد.
ولم تصل أجور النقل خلال العام الماضي إلى نصف ما وصلت إليه خلال العام الحالي، نتيجة أزمة المحروقات التي ضربت البلاد تزامنًا مع انخفاض متسارع لقيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية.
وتشير الأرقام التي نشرتها “الوطن” العام الماضي، إلى أن الفرد يحتاج بشكل يومي إلى نحو ثلاثة آلاف ليرة كأجور نقل للذهاب والعودة من العمل، في حين يتطلب الأمر نحو أربعة آلاف ليرة في مناطق أخرى، ما يعني أن أجور النقل بشكل شهري وباستثناء أيام العطل الأسبوعية، تتطلب ما يتراوح بين 60 ألفًا و80 ألف ليرة سورية.
بينما يحتاج الموظف أو العامل الآن إلى أكثر من خمسة أضعاف هذه الأرقام يوميًا، فقط لتأمين “رحلة متعبة” من ريف المحافظة، إلى مركز المدينة فيها.
استياء شعبي
منذ منتصف العام الماضي، تشهد محافظة السويداء حالة من الاستياء التي انعكست على شوارع المحافظة باحتجاجات شعبية لا تزال متكررة حتى اليوم للمطالبة بتحسين الوضع الخدمي في المحافظة، ومن بينها قضايا المحروقات.
ولم تلتزم حكومة النظام بتوفير 50 ليترًا من المازوت كانت “الشركة السورية لتخزين وتوزيع المشتقات البترولية” أعلنت التزامها بتوزيعها كدفعة من مخصصات العائلة الواحدة من مازوت التدفئة لفصل الشتاء، منذ العام الماضي.
ودائمًا يتصدّر العاملون في قطاعات النقل العام والخاص هذه الاحتجاجات، والإضرابات عن العمل، اعتراضًا على إدارة حكومة النظام لهذه الأزمات.
وتشهد السويداء، منذ مطلع كانون الأول الحالي، احتجاجات للمطالبة بتحسين الواقع المعيشي، والإفراج عن المعتقلين، وتطبيق القرار “2254” لإيجاد تسوية سياسية للمسألة السورية، قابلت قوات النظام أحد هذه الاحتجاجات بالرصاص، ما أسفر عن مقتل متظاهر من أبناء المنطقة، فيما قُتل عنصر من قوات الأمن خلال المواجهات.
اقرأ أيضًا: فعاليات من السويداء: الوجه الجديد للنظام ينذر بصدام مسلح
–