أفرجت قوات النظام السوري عن المدنيين بيان منصور البربور (57 عامًا) وابنه سيزار (15 عامًا)، وهما من أهالي قرية الهويا في ريف محافظة السويداء الشرقي، بعد ثلاثة أيام على اعتقالهما بريف دمشق.
وقالت شبكة “السويداء 24” المحلية، إن النظام أفرج عن الموقوفين، الثلاثاء 27 من كانون الأول، بمساعٍ من حركة “رجال الكرامة” (كبرى فصائل السويداء المسلحة)، بعد ثلاثة أيام على اعتقالهما.
مصدر محلي مطلع على قضية اعتقال المدنيين من أبناء المحافظة قال لعنب بلدي، إن البربور وابنه يعملان في تجارة التبن ونقله من وإلى مدينة السويداء عبر سيارة يملكانها منذ بضع سنوات.
وفي 24 من كانون الأول الحالي، غادر بيان منصور وابنه بلدتهما الهويا باتجاه منطقة حران العواميد التابعة لمنطقة دوما جنوب شرقي مدينة دمشق لشراء حمولة من التبن، وخلال رحلتهما، سلكا طريقًا فرعيًا بالخطأ، ما أدى بهما إلى موقع عسكري تابع لقوات النظام.
وبعد اكتشافهما أن المنطقة التي دخلاها تعود تبعيتها لقطعة عسكرية، انفجر لغم أرضي بالسيارة دون إصابتهما، في حين اعتقلتهما دورية أمنية تابعة لـ”المخابرات الجوية” للتحقيق حول دخولهما المنطقة.
المصدر أضاف أن حركة “رجال الكرامة” وعبر قنواتها المفتوحة مع مؤسسات النظام الأمنية، تمكنت من الوساطة لدى النظام للإفراج عنهما.
ما “رجال الكرامة”
أُسست حركة “رجال الكرامة” عام 2013، ويشكّل أبناء المحافظة معظم عناصرها، وكان الهدف من تشكيل الشيخ وحيد البلعوس للحركة حينها، معارضة تجنيد أبناء المحافظة في قوات النظام السوري.
وفي عام 2017، بعد سنوات من اغتيال مؤسسة الحركة، واتهام النظام وإيران بالوقوف خلف الاغتيال، تولى يحيى الحجار قيادة الحركة، بينما عُيّن ليث البلعوس نجل الشيخ وحيد قائدًا عسكريًا للحركة.
وفي مطلع العام الحالي، بدأت بوادر انشقاق تتشكل على ملامح الحركة، إذ خرج ليث البلعوس مع مجموعة من المقاتلين من الحركة منضوين تحت ما يُعرف باسم “مضافة الكرامة” التي أسسها وحيد البلعوس أيضًا، والتي كانت تعتبر مرجعية للحركة.
بينما حافظ الحجار على قيادة الحركة وهيكليتها بما تبقى معه من مقاتلين، في حين قال فهد البلعوس، شقيق ليث وابن الشيخ وحيد، في حديث سابق لعنب بلدي، إن “الحجار وضع يده بيد جهات مشبوهة”، دون الإشارة إلى طبيعة هذه الجهات أو من هي.
وعلى عكس الشيخ وحيد البلعوس، لم يكن لدى يحيى الحجار عداء واضح مع النظام السوري خلال سنوات قيادته للحركة، على الرغم من أن النظام والقوات الحليفة له هم المتهمون باغتيال البلعوس.
ليست المرة الأولى
لا تعتبر هذه المرة الأولى التي توقف فيها قوات النظام مدنيين من محافظة السويداء في العاصمة دمشق، إذ سبق واعتقلت ناشطًا، منتصف العام الماضي، خلال عودته من العاصمة دمشق، ما تسبب باحتجاجات في المحافظة للمطالبة بالإفراج عنه.
وعلى مدار السنوات الماضية، تكررت حالات اعتقال ناشطين من أبناء المحافظة، أبرزها كان العام الماضي، عندما أوقفت قوات النظام رجال دين من الطائفة الدرزية كانوا قادمين من لبنان، دون أسباب واضحة، ما أدى إلى استنفار أمني في السويداء، وتهديدات بالتصعيد من قبل الفصائل المحلية المنتشرة في عموم المحافظة.
وتشهد السويداء، منذ مطلع كانون الأول الحالي، احتجاجات للمطالبة بتحسين الواقع المعيشي، والإفراج عن المعتقلين، وتطبيق القرار “2254” لإيجاد تسوية سياسية للمسألة السورية.
اقرأ أيضًا: فعاليات من السويداء: الوجه الجديد للنظام ينذر بصدام مسلح
–