تستمر الاحتجاجات ضد “مجلس دير الزور العسكري” التابع لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) غربي محافظة دير الزور، للأسبوع الثاني على التوالي، على خلفية اتهام “المجلس” بقتل فتاتين من أبناء المنطقة.
ونشرت شبكة “نهر ميديا” المحلية اليوم، الثلاثاء 27 من كانون الأول، صورًا قالت إنها من الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة لليوم السابع على التوالي.
وأضافت أن قرى زغير جزيرة والجزرات شهدت احتجاجات طالبت بتشكيل مجلس عسكري مستقل خاص بالريف الغربي وقبيلة “البكارة” التي تنتشر فيه.
عضو شبكة “نهر ميديا” المحلية عبد السلام الحسن، قال لعنب بلدي، إن اجتماعًا جرى بين وجهاء من عشيرة “البكارة” وقياديين من “قسد” في بلدة الكسرة غربي المحافظة، قدم خلالها وجهاء المنطقة مطالبهم لوقف الاحتجاجات.
وطالب الوجهاء بفتح تحقيق حول مقتل الفتاتين ومحاسبة المسؤولين عن مقتلهما، إضافة إلى محاسبة قاتلي الشاب مهيدي اللايذ، الملقب بـ“دقدوق”، الذي قُتل برصاص عناصر دورية تابعة لـ”قسد” بريف دير الزور الغربي.
كما طالبوا بتشكيل مجلس عسكري خاص بقبيلة “البكارة” في المنطقة بمعزل عن سلطة “مجلس دير الزور العسكري”، صاحب النفوذ في المنطقة.
حسابات إخبارية محلية نشرت عبر “فيس بوك” صورة تظهر القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، مع الشيخ حاجم البشير، أحد ممثلي قبيلة “البكارة” في مدينة الحسكة، للتباحث حول المستجدات الأمنية ومطالب الأهالي بريف دير الزور الغربي.
قائد “مجلس دير الزور العسكري“، أحمد الخبيل الملقب بـ”أبو خولة”، قال عبر تسجيل مصوّر نشرته معرفات “المجلس” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أيام، إنه لا علاقة له بمقتل فتاتين بدير الزور، واعتبر أن ما تداولته وسائل إعلام “مغرضة” حول الأمر اتهامات غير صحيحة.
وأشار إلى أن “المجلس” أطلق تحقيقًا حول الجريمة، لمعرفة من يقف خلفها.
ما قصة مقتل الفتاتين؟
منذ 21 من كانون الأول الحالي، تشهد قرى شمالي محافظة دير الزور، ضمن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، توترًا أمنيًا، بعد العثور على جثتي فتاتين في المنطقة، اتُهم “مجلس دير الزور العسكري” باختطافهما.
وشهدت المنطقة احتجاجات مستمرة، على خلفية الحادثة، هدد خلالها مسلحون من أبناء عشيرة “البكارة” بالتصعيد ضد “المجلس العسكري” وقائده “أبو خولة”، بحسب تسجيل مصوّر نشرته شبكة “نهر ميديا“.
المسلحون تطرقوا أيضًا خلال التسجيل المصوّر إلى أن “المجلس العسكري” مسؤول عن تصفية شباب من أبناء المنطقة، ونسب عمليات التصفية لتنظيم “الدولة الإسلامية” الذي ينشط في المنطقة.
وبحسب معلومات متقاطعة لعنب بلدي، فإن الشابتين ازدهار مهنا ونجلاء فتيح، اختطفتا في 21 من كانون الأول الحالي، على يد مجموعة تابعة لـ”مجلس دير الزور”.
واتضح بعد أيام، أن الاختطاف جرى بأمر من “أبو خولة” على خلفية “قضية شرف” لها صلة بأحد أفراد عائلة الفتاتين المختطفتين، يدعى جهاد الأحمد.
وهرب جهاد إلى مناطق سيطرة النظام السوري، ولم يتمكن “أبو خولة” من إلقاء القبض عليه، ما دفعه لاختطاف الفتاتين.
وتتكرر الاحتجاجات، منذ مطلع العام الحالي، في قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي، المعروفة باسم “الشعيطات”، إذ طالبت بالإفراج عن المعتقلين، وتحسين الخدمات المقدمة من قبل “الإدارة الذاتية” و”مجلس دير الزور المدني” التابع لها.
كما شهدت مناطق نفوذ “قسد” بمحافظة دير الزور احتجاجات بسبب عدم تسليم مخصصات المدنيين من المحروقات، وملفات الفساد في دوائرها، إضافة إلى احتجاجات طالبت بتحسين الخدمات في قطاع التعليم.
–