تواصلت الاحتجاجات لليوم الرابع في مناطق متفرقة من محافظة درعا مطالبة بالإفراج عن المعتقلين، وإسقاط النظام السوري، رافعة أعلام الثورة السورية.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، أن مظاهرات شهدتها مناطق غربي درعا، الأحد 25 من كانون الأول، بمطالب مشابهة للمطالب التي أُطلقت بمناطق من أرياف المحافظة الغربية والشمالية.
أحدث هذه الاحتجاجات شهدتها بلدة تل شعاب غربي المحافظة، ثم انضمت إليها مدينتا جاسم والصنمين.
وسبقها بيوم خروج مظاهرة في مدينة داعل بريف درعا الأوسط، حمل المتظاهرون فيها لافتات طالبت بالإفراج عن المعتقلين، وخروج “المخابرات الجوية” من المدينة.
وعلى أهازيج عبد الباسط الساروت، وتحت أعلام الثورة السورية، خرج أبناء مدينة تل شهاب غربي درعا مطالبين بالإفراج عن المعتقلين وإسقاط النظام السوري.
الاحتجاجات في درعا عادت مجددًا بعد أن غابت منذ آذار الماضي، عندما نظم أبناؤها مظاهرات احتفالًا بذكرى الثورة السورية.
عنب بلدي استطلعت آراء بعض المتظاهرين والهدف من عودة هذه المظاهرات في المحافظة.
متظاهر من بلدة تل شهاب، وهو صف ضابط منشق عن قوات النظام منذ سنوات، قال لعنب بلدي، إنه شارك في المظاهرات للتأكيد على وجود “الروح الثورية” لدى سكان محافظة درعا رغم تحولات السيطرة فيها.
وأضاف أن سيطرة النظام الأمنية على درعا منذ أربع سنوات، لم توقف أبناءها عن الاحتجاج، وأشار إلى أن الاحتجاجات الأخيرة تجوب المناطق، وتمر بمحاذاة مقار المفارز الأمنية رافعة علم الثورة السورية.
وتمثّل محافظة درعا نقطة انطلاق الاحتجاجات المعارضة للنظام السوري منذ عام 2012، إذ شهدت الاحتجاجات الأولى، كما شهدت أولى عمليات الاعتقال لأطفال، عندما اعتقلت قوات النظام الطفل حمزة الخطيب وقتلته تحت التعذيب.
اقرأ أيضًا: المظاهرات.. هل فشل النظام في قتل عقلية الاحتجاج بدرعا
النظام مستمر بالاعتقالات
رغم خروج مظاهرات تطالب بالمعتقلين في درعا، اعتقلت قوات الأمن السورية في المدينة، الأحد، سيدة من سكان بلدة النعيمة وقريبة قيادي سابق بفصائل المعارضة المحلية.
عقب اعتقال النظام للسيدة، شهدت بلدة النعيمة احتجاجات وإغلاقًا للطريق الرئيس في البلدة، مطالبة بالإفراج الفوري عنها.
شبكة “درعا 24” المحلية قالت إن المعتقلة هي زوجة شقيق القيادي المحلي ياسر العبود الذي قُتل في المنطقة الغربية من درعا عام 2013، وهو أحد أوائل الضباط الذين انشقوا عن الجيش عام 2012.
كما تضامن محتجون في الصنمين وجاسم مع بلدة النعيمة، وطالبوا عبر بيانات مصوّرة الإفراج عن المعتقلة، وهددوا بالتصعيد في حال لم يفرَج عنها.
وعقب ساعات من الاحتجاجات والتهديد بالتصعيد، أطلقت قوات النظام سراح السيدة الموقوفة دون تعليق منها.
قيادي لمجموعة محلية في الريف الشرقي لمحافظة درعا، قال لعنب بلدي، إن اعتقال أي سيدة هو “إهانة لكل حوران”، ولو لم يفرج النظام عنها كانت المنطقة ستشهد تصعيدًا عسكريًا.
من جانبه، نشر “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” عبر “تويتر” بيانًا قال فيه، إنه يدعم مطالب المحتجين بالإفراج عن المعتقلين، والحفاظ على مبادئ الثورة السورية.
“الائتلاف” اعتبر أن “شجاعة” أبناء درعا الذين خرجوا مجددًا ضد النظام في كل من جاسم، وغباغب، والمزيريب، والصنمين، وداعل، “أثبتت أن الثورة حية في نفوس السوريين”، وأن على العالم أن يقف إلى جانب الشعب السوري لتحقيق مطالبه المحقة، وتخليصه من المعاناة المستمرة التي خلقها النظام.
ونوه إلى أن السيطرة العسكرية للنظام وحلفائه على مناطق من سوريا بعد عمليات عسكرية هدم فيها المدن وقتل وهجّر أهلها، لا تعني أنه “نظام شرعي” في البلاد.
ووثّق “مكتب توثيق الشهداء” 17 حالة اعتقال وتغييب قسري في درعا خلال تشرين الثاني الماضي وحده.
–