تنظير المعدة.. فحص ضروري للكشف عن بعض الأمراض الخطيرة
د. أكرم خولاني
كثيرًا ما ينصح الطبيب مريضه بإجراء تنظير للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وهو ما يُعرف بين الناس بتنظير المعدة، ولكن بعض الناس يتخوفون من هذا الإجراء ويرفضون القيام به، وذلك لجهلهم بأهميته وضرورة إجرائه لتشخيص وعلاج بعض الأمراض الخطيرة.
ما المقصود بالتنظير الهضمي العلوي
التنظير الهضمي العلوي (Upper Endoscopy)، أو تنظير المعدة (Gastroscopy)، هو إجراء طبي يقوم به الطبيب المتخصص بأمراض الجهاز الهضمي، لفحص ورؤية القسم العلوي من الجهاز الهضمي (المريء والمعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة) بصريًا، بكاميرا صغيرة موجودة في نهاية أنبوب طويل مرن يدخل من خلال الفم والبلعوم، وتُرسل الصور مباشرة إلى شاشة تلفزيون موجودة أمام الطبيب.
ما الحالات التي تستدعي إجراء التنظير الهضمي العلوي
يُطلب إجراء التنظير الهضمي العلوي للكشف عن أسباب بعض الأعراض الهضمية، أو لتأكيد تشخيص بعض الأمراض، أو لعلاج بعض الحالات:
1- للكشف عن أسباب بعض الأعراض: يساعد التنظير الهضمي العلوي في تحديد مسببات بعض الأعراض والشكاوى الهضمية مثل حرقة المعدة، وعسر الهضم، وصعوبة البلع، والغثيان والقيء المزمنين، وآلام الجزء العلوي من البطن، والقيء الدموي أو الغامق كطحل القهوة، والبراز الأسود كالزفت، وحالات فقر الدم التي يُشتبه بأن سببها ضياع الدم نتيجة نزف هضمي داخلي، وحالات فقدان الوزن دون الخضوع لحمية غذائية.
2- لتأكيد تشخيص بعض الأمراض: مثل قرحة المعدة أو الاثني عشر، والارتجاع المعدي المريئي، والتهاب المريء، ودوالي المريء، كما يمكن عن طريق التنظير أخذ عينات من الأنسجة (خزعات) للكشف عن وجود جرثومة المعدة أو سرطانات الجهاز الهضمي العلوي أو بعض الحالات المسببة لفقر الدم.
3- لعلاج بعض مشكلات الجهاز الهضمي: يمكن تمرير أدوات خاصة عبر المنظار لعلاج بعض مشكلات الجهاز الهضمي، مثل وقف النزيف من المريء أو المعدة، أو توسيع المريء المتضيق، أو استخراج جسم غريب قد ابتلعه المريض بطريق الخطأ، أو استئصال بعض الأورام السرطانية أو الزوائد الحميدة، أو توجيه أنبوب التغذية المعدي لإمداد بعض المرضى بالتغذية في حال عدم قدرتهم على ابتلاع الطعام بالطريقة العادية.
وأحيانًا يُجرى التنظير مع إجراءات أخرى، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية، إذ يمكن توصيل مسبار التصوير بالموجات فوق الصوتية بالمنظار الداخلي لتصوير جدار المريء أو المعدة، أو لتصوير أعضاء يصعب الوصول إليها كالبنكرياس.
كيف يُجرى التنظير الهضمي العلوي
يمكن أن يتم التنظير في عيادة الطبيب، أو في مركز طبي، أو في المستشفى، وهو عملية سهلة، وغير مؤلمة، وآمنة، تستغرق 15– 20 دقيقة، وتُجرى وفق الخطوات التالية:
- يستلقي المريض على الطاولة على أحد جنبيه (عادة على الجانب الأيسر).
- يراقب فريق الرعاية الصحية العلامات الحيوية (التنفس وضغط الدم ومعدل ضربات القلب).
- يعطى المريض حقنة دواء مهدئ عن طريق الوريد في الذراع لجعله يسترخي وتنخفض ردود فعله.
- قد يرش الطبيب مخدرًا موضعيًا في فم المريض لتخدير الحلق تمهيدًا لإدخال المنظار.
- قد يطلب الطبيب من المريض وضع واقٍ بلاستيكي للفم للحفاظ عليه مفتوحًا في أثناء الإجراء.
- ثم يدخل المنظار في الفم ويطلب من المريض البلع في أثناء ذلك، قد يشعر المريض ببعض الضغط في الحلق، ولكن لا يشعر بالألم.
- يمرر الطبيب المنظار في المريء نحو المعدة، وتنقل الكاميرا الصغيرة في نهاية المنظار الصور إلى شاشة في قاعة الاختبار ينظر إليها الطبيب للبحث عن أي تغيرات غير طبيعية في الجهاز الهضمي العلوي.
- يمرر ضغط هواء معتدل إلى المريء، وهذا ينفخ مسالك الجهاز الهضمي و يسهل حركة المنظار.
- إذا كانت هناك حاجة لأخذ عينات من الأنسجة (خزعات) أو إزالة ورم، سوف يمرر الطبيب من خلال المنظار أدوات جراحية خاصة.
- في النهاية يسحب الطبيب المنظار بهدوء ويخرجه عن طريق الفم.
- ثم يؤخذ المريض إلى منطقة الانتعاش للجلوس أو الاستلقاء بهدوء بعد التنظير، وقد يبقى لمدة ساعة تحت المراقبة ريثما يبدأ تأثير الحقنة المركنة بالزوال.
- بعدها يمكن للمريض العودة إلى المنزل في معظم الحالات.
ما تعليمات التحضير لعملية التنظير الهضمي العلوي
يحتاج المريض إلى بعض التحضيرات قبل الخضوع لتنظير الجهاز الهضمي العلوي، وتشمل:
- الامتناع عن تناول الطعام مدة تتراوح بين 6 و8 ساعات قبل التنظير، أما شرب المياه فيكفي التوقف عنه قبل التنظير بـ2- 3 ساعات.
- التوقف عن تناول بعض الأدوية، إذ يجب التوقف عن تناول أدوية تمييع الدم (منع تجلطه) في الأيام التي تسبق التنظير، لأنها تزيد من خطر حدوث نزيف إذا تم تنفيذ إجراءات معينة في أثناء التنظير، ويُنصح بالتوقف عن أدوية عسر الهضم ومثبطات إفراز الحمض المعدي قبل التنظير بأسبوعين، لأن هذه الأدوية قد تخفي بعض الاضطرابات التي يعانيها المريض.
- يُنصح بارتداء ملابس فضفاضة ومريحة ذات أكمام قصيرة.
- يجب عدم مضغ العلكة (لبان) قبل التنظير.
- يجب نزع النظارات الطبية، أو العدسات اللاصقة، أو أطقم الأسنان المتحركة، قبل البدء بالعملية.
- لا يوجد داعٍ لخلع الملابس في أثناء التنظير، لكن قد يُطلب من المريض ارتداء ملابس طبية واقية فوق ملابسه.
ما مضاعفات التنظير الهضمي العلوي
التنظير العلوي هو إجراء آمن بشكل كبير، خاصة إذا التزم المريض بالتعليمات، ومع ذلك فإنه قد ينطوي على مضاعفات بسيطة في أحيان قليلة، منها:
- مضاعفات التخدير والأدوية المهدئة: هناك خطر محتمل لحدوث تفاعل تحسسي نتيجة أدوية التركين أو التخدير، لكن احتمالية حدوث هذا الخطر منخفضة، وكذلك قد يستمر تأثير هذه الأدوية عدة ساعات، فيشعر المريض بالإرهاق وعدم القدرة على التركيز.
- النزيف: يزداد خطر حدوث النزف بعد إجراء التنظير إذا تضمن إزالة قطعة من نسيج لاختبارها (خزعة) أو لعلاج مشكلة في الجهاز الهضمي، وقد يحدث بشكل نادر جدًا نتيجة ارتطام المنظار بأحد الأوعية الدموية ما يتسبب في تمزقه.
- العدوى: يكون خطر التعرض للعدوى منخفضًا عند إجراء الفحص والخزعة فقط، ويزداد الخطر عند تنفيذ إجراءات إضافية ضمن التنظير، ولكن تكون أغلب حالات العدوى طفيفة، ويمكن علاجها بالمضادات الحيوية.
- تمزق في الجهاز الهضمي: ثقب أو تمزق إحدى المناطق التي يمر بها المنظار، مثل ثقب جدار المعدة أو المريء أو الاثنى عشر، وهذا يتطلب دخول المستشفى، وأحيانًا عملية جراحية لإصلاحه.
- تعرض الأسنان للتلف في أثناء مرور المنظار (شديد الندرة).
وتشمل العلامات التي تدل على وجود مضاعفات:
- قيء الدم.
- البراز الأسود.
- الحرارة الشديدة.
- ألمًا حادًا وشديدًا في الصدر أو البطن.
- الغثيان والاستفراغ بكميات كبيرة جدًا.
- صعوبة في التنفس أو البلع.
ويُعد حدوث تورم أو حرقان بسيط مكان حقن الدواء المركن، وكذلك الشعور بألم أو التهاب بالحلق في اليومين التاليين للتنظير، أمرًا طبيعيًا لا يدعو للقلق.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :