“كل شيء هادئ على الجبهة الغربية” (All Quiet on the Western Front)، هو فيلم مناهض للحرب، مأخوذ من رواية صدرت عام 1929 تحمل نفس الاسم، من تأليف إريك ماريا ريمارك.
تدور الأحداث في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الأولى، وتتابع حياة جندي ألماني يُدعى بول بومر بعد التحاقه بالجيش مع أصدقائه.
يجد بول نفسه أمام حقيقة الحرب، التي حطمت آماله في أن يصبح بطلًا قوميًا، بينما يبذل قصارى جهده للبقاء على قيد الحياة.
عُرض “All Quiet on the Western Front” لأول مرة بمهرجان “تورنتو” السينمائي الدولي، في 12 من أيلول الماضي، وتم إصداره للبث على “نتفليكس” في 28 من تشرين الأول الماضي.
عام 1917، ثلاث سنوات بعد بداية الحرب العالمية الأولى، يلتحق بول بومر، البالغ من العمر 17 عامًا، بالجيش الألماني مع أصدقائه في المدرسة، ألبرت كروب وفرانز مولر ولودفيج بيههم.
يستمع بول ورفاقه إلى خطاب وطني من مدير المدرسة، وبعدها يتلقى بول، عن غير قصد، زي أحد الجنود الذين قُتلوا في معركة سابقة.
بعد أن تم نشرهم في شمال فرنسا، أقاموا صداقة مع ستانيسلاوس (كات كاتشينسكي)، وهو جندي أكبر سنًا.
تحطمت نظرة الاعتزاز لدى الطلاب، ولمسوا حقيقة الحرب وأكاذيب الخطابات الوطنية خلال حرب الخنادق على الجبهة الغربية، حيث يُقتل صديقهم لودفيج في الليلة الأولى لهم على الجبهة.
في 7 من تشرين الثاني 1918، يلتقي المسؤول الألماني ماتياس إرزبرغر، الذي سئم من الخسائر المتزايدة، بالقيادة العليا للجيش الألماني، لإقناعها ببدء محادثات للوصول إلى هدنة مع قوات الحلفاء.
ذلك الوقت، يدفع الجوع بول وكات لسرقة إوزة من مزرعة لعائلة فرنسية، وفي لحظة عاطفية، يطلب كات، الأمّيّ، من بول أن يقرأ له رسالة من زوجته، ويخشى أنه لا يستطيع العودة.
في صباح يوم 9 من تشرين الثاني، كان قسم من الجنرالات الألمان منشغلين بمفاوضات لوقف الحرب، بينما كان بول وأصدقاؤه في مهمة للعثور على 60 مجندًا مفقودًا، ليجدوهم مقتولين بالغاز.
في اليوم التالي، يعطي الضابط الفرنسي فرديناند فوش، القائد الأعلى للحلفاء، مهلة 72 ساعة للألمان لقبول شروط استسلام الألمان، بينما يأمر الجنرال فريدريش، المتعطش للحرب، بهجوم على المواقع الفرنسية على الجبهة.
يتصدى الفرنسيون للهجوم، وينفصل فرانز عن المجموعة، ويُقتل ألبرت وهو يحاول الاستسلام.
محاصرًا في حفرة مع جندي فرنسي، يطعن بول الجندي ويشاهده يموت ببطء، ويشعر بالندم طالبًا الصفح من الجثة.
يوم 11 من تشرين الثاني، يوقّع الوفد الألماني على الهدنة المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الساعة 11 صباحًا لتنتهي الحرب.
بعد أن علما باتفاق وقف إطلاق النار، كرر بول وكات سرقة إوزة من المزرعة الفرنسية، لكن طفلًا، وهو ابن المزارع، أطلق النار وأردى كات قتيلًا.
قبل ربع ساعة من سريان الهدنة، أمر الجنرال فريدريش بشن هجوم على الفرنسيين، تمكن خلاله بول من قتل العديد من الجنود قبل أن يُطعن بحربة في صدره، قبل ثوانٍ فقط من بدء الهدنة.
يصوّر الفيلم الحرب كحقل موت، مكتمل بالزي العسكري المأخوذ من الموتى، والدمار المتكرر، وأيام الجوع، والإرهاق، والمرض، والصدمات النفسية، ويعطي لمحة عن تحطم أوهام الشجاعة والنصر مع بدء المعركة، وتحول حياة الجنود إلى مجرد وقود لآلة الحرب.
الفيلم من إخراج إدوارد بيرغر، وبطولة فيليكس كاميرر، وألبريشت شوش، ودانييل برول، وسيباستيان هولك، وآرون هيلمر، وإدين حسنوفيتش، وديفيد ستريزو.
في آب الماضي، تم الإعلان عن ترشيح ألمانيا فيلم “All Quite on The Western Front” لجائزة أفضل فيلم دولي وروائي في “الأوسكار” الـ95.