سوريا.. منظمات تدعو لتمديد المساعدات “عبر الحدود”
دعت منظمات أممية ودولية وغير حكومية لتجديد قرار عبور المساعدات إلى الشمال السوري “عبر الحدود”، وذلك عبر معبر “باب الهوى” الحدودي من تركيا، محذرة من الوضع الإنساني المتدهور، الذي سيزداد سوءًا في حال توقف التفويض الأممي.
وفي إحاطته الأخيرة لعام 2022 حول سوريا خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، الأربعاء 21 من كانون الأول، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، من أن عدم تجديد القرار يقطع شريان الحياة عن ملايين السوريين في شمال غربي سوريا، مؤكدًا عدم وجود بديل للمساعدات “عبر الحدود” في الوقت الراهن.
وشدد غريفيث على ضرورة السماح بتقديم المساعدة لجميع من يحتاجون إليها، بغض النظر عن مكان وجودهم، لأن عدم إيصال المساعدات التي يحتاج إليها الناس يعرضهم “بشدة للخطر” في خضم تفشي “الكوليرا”، ومع قدوم الشتاء.
وأوضح غريفيث أن توقعات التمويل لسوريا العام المقبل غير مشجعة، إذ تلقت خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022 تمويلًا بنسبة 43% فقط مع تبقي أيام قليلة على نهاية العام.
وفي حين اقترب موعد تصويت مجلس الأمن على قرار تمديد آلية المساعدات “عبر الحدود”، في 10 من كانون الثاني 2023، أكّد معظم ممثلي الدول في مجلس الأمن ضرورة تجديد القرار “2642”.
بدورها، قالت نائبة المبعوث الأممي إلى سوريا، نجاة رشدي، الأربعاء، عبر “تويتر“، إن “أكثر من 14 مليون سوري بحاجة إلى المساعدات بشكل عاجل”، مضيفة أن تقديم المساعدات يجب أن يكون بطرق “محايدة وغير متحيزة”، على أساس مدى الاحتياجات في كل سوريا وبكل الطرق الممكنة.
من جهتها، ذكرت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، عبر “تويتر”، الأربعاء، أن الاتحاد الأوروبي يدعو إلى تمديد التفويض الاستثنائي لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد “أسوأ أزمة اقتصادية وإنسانية منذ بداية الصراع”.
تحذير منظمات غير حكومية
أصدرت منظمة “أطباء بلا حدود” العالمية بيانًا، الأربعاء، دعت فيه مجلس الأمن إلى تجديد قرار عبور المساعدات إلى سوريا عبر “باب الهوى” وتمديده لمدة 12 شهرًا، وفي حال عدم تجديده سيحول ذلك دون إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا، وسيؤدي إلى وفيات يمكن تفاديها.
وقال رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” في سوريا، فرانسيسكو إي فيلار، “في وقت نحث فيه على توفير استمرارية المساعدات الإنسانية وتحسينها للاستجابة للاحتياجات المتزايدة، من الضروري المحافظة على تدفق المساعدات الضرورية إلى المنطقة، ووضع حد للأزمة الإنسانية المستمرة”.
وأضاف، “ستتقلص قدرة ملايين الأشخاص على الوصول إلى الطعام والمياه والرعاية الصحية في حال لم يجدّد قرار توفير المساعدات “عبر الحدود” أو في حال جُدّد لمدة أقصر من 12 شهرًا. وسيؤدي التخلي عن شريان الحياة الإنساني هذا إلى وفيات يمكن تفاديها”.
وبيّن إي فيلار أن عدم تجديد القرار سيؤدي إلى إغلاق بعض المستشفيات، إذ لن تتمكن من دفع أجور العاملين، وستعاني مراكز الرعاية الصحية الأولية شحًا في الأدوية الأساسية على غرار “الأنسولين”.
ونوّه البيان إلى أن 2.4 مليون شخص يستفيدون من المساعدات القادمة من “باب الهوى” بشكل مباشر كل شهر، فيما يعد هذا المعبر حاليًا نقطة العبور الوحيدة إلى شمال غربي سوريا على الحدود مع تركيا، حيث يقطن في المنطقة 4.4 مليون شخص، كما يمكث 1.84 مليون نازح في المخيمات، 80% منهم من النساء والأطفال.
فريق “منسقو استجابة سوريا” حذّر في بيان، الأربعاء، مجلس الأمن والولايات المتحدة من “الرضوخ” للمطالب والمقترحات الروسية، دون الحصول على قرار لمدة لا تقل عن ستة أشهر بالحد الأدنى.
وذكر البيان أن الاحتياجات الإنسانية التي تأخذ منحى تصاعديًا ستزداد بشكل أكبر، وخاصة أن انتهاء القرار الحالي سيتصادف مع ذروة فصل الشتاء، بحيث “ستناور” روسيا للحصول على قرار جديد وفق المقترحات الروسية التي تستخدم سياسة “ليّ الذراع” في الملف السوري.
وفي تموز الماضي، جدّد مجلس الأمن قرار تمديد توفير المساعدات “عبر الحدود” لمدة ستة أشهر، وذلك بعد عدة جولات من المناقشات، وعقب استخدام روسيا حق “الفيتو” لرفض مشروع قرار التمديد لعام كامل.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :