تستمر معاناة سكان مدينة الحسكة إثر الانقطاع المستمر في المياه، منذ شهر تقريبًا، وسط غياب أي حلول أو تحرك جدّي من “الإدارة الذاتية” لمعالجة شح المياه.
عتاب الرشو (35 عامًا)، مدرّسة تعمل في مدينة الحسكة، قالت لعنب بلدي، إن المعاناة مع شح المياه غائبة عن المسؤولين في المنطقة، فمنذ شهر تقريبًا لم تصل المياه إلى منزلها في حي كلاسة حيث تسكن، باستثناء مرة واحدة فقط ولمدة نصف ساعة.
وبحسب عتاب، فإن السكان مجبرون على شراء المياه بسعر يتراوح بين عشرة آلاف و15 ألف ليرة سورية للخزان الواحد (سعة ألف ليتر).
وأضافت، “من حسن الحظ أننا في فصل الشتاء، إذ يكون استهلاك المياه أقل مما لو كان الفصل صيفًا”.
أزمة المياه تعود جذورها، بحسب مدنيين قابلتهم عنب بلدي من سكان مدينة الحسكة، إلى منتصف فصل الصيف، لكن حدتها ازدادت منذ منتصف الشهر الماضي.
وكانت المياه تتوفر خلال فصل الصيف بشكل متقطع، ما وضع السكان تحت رحمة أصحاب الصهاريج الخاصة الذين يبيعون المياه في الأحياء.
وبين الحين والآخر يعلن النظام و”الإدارة الذاتية” عن حل لمشكلة شح المياه في الحسكة من خلال محاولة إيجاد بديل عن محطة مياه “علوك”، المصدر الرئيس لمياه الشرب في المنطقة، لكن دون أثر ملحوظ على أرض الواقع.
النظام.. نشاط دون أثر
في 12 من كانون الأول الحالي، أعلن المدير العام لمؤسسة المياه بحكومة النظام، المهندس محمود العكلة، عن تشغيل بئر ثالثة بالطاقة الشمسية للتغلب على مشكلة انقطاع التيار الكهربائي الضروري لعمل الغطاسات والمضخات من محطة مياه “نفاشة” التي تضم تسع آبار فقط.
ونوه العكلة، خلال حديث لصحيفة “تشرين” الحكومية، إلى أن صيانة شاملة أجريت للمحطة، تضمنت صيانة الخطوط الرئيسة والفرعية وعلب توزيع المياه والمناهل المخصصة لتعبئة الصهاريج، إلى جانب تزويد المحطة بخزان جديد سعة 25 ألف متر مكعب.
ومع ما سبق، أشار العكلة إلى أن المحطة تعاني من كون خزان المياه الجوفية الخاص بآبار “نفاشة” محدودًا.
ولا توجد إمكانية للتوسع في حفر الآبار، أو زيادة الكميات التي تنتجها المحطة، أو إقامة مشروع مياه كبير في المنطقة من الممكن أن يعوّض كامل الكميات التي تنتجها محطة مياه “علوك”.
ويتهم النظام السوري، إلى جانب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) صاحبة النفوذ في المنطقة، تركيا بالوقوف خلف انقطاع المياه عن محافظة الحسكة من خلال قطع التيار الكهربائي اللازم لتشغيل مضخات المحطة.
مصدر التيار الكهربائي الرئيس الذي يشغل المحطة يأتي من مناطق سيطرة النظام و”الإدارة الذاتية” في تل تمر.
“الإدارة الذاتية”.. وعود معلّقة
قحطان العيسى (31 عامًا) من حي غويران قال لعنب بلدي، إن الحي يعاني شح المياه وقلة الصهاريج التي تدخله منذ أحداث سجن “غويران” مطلع العام الحالي.
في حين يستغل تجار المياه انتشار العديد من الحواجز العسكرية لـ”قسد”، ويرفعون الأسعار بحجة العراقيل الأمنية وعدم رغبتهم بدخول الحي.
قحطان قال أيضًا، إنه يضطر أحيانًا لنقل المياه إلى منزله من الأحياء المجاورة ببراميل صغيرة بسعة 50 و100 ليتر عن طريق سيارات خاصة بالأجرة تكلفه نحو ستة آلاف ليرة للنقلة الواحدة، أو حتى عن طريق الدراجة الهوائية.
وبحسب ما قاله الرئيس المشترك لدائرة المياه لدى “الإدارة الذاتية”، عيسى يونس، لإذاعة “آرتا إف أم” الكردية، فإن مياه الشرب القادمة من الفرات وصلت إلى أحياء الزهور وغويران والنشوة الشرقية في الحسكة بعد انقطاع “دام 20 يومًا”.
ومن المقرر أن تُضخ أيضًا إلى أحياء العزيزية، وخشمان، والغزل، منذ السبت الماضي، وإلى أحياء الصالحية والمفتي أمس الأحد.
وأرجع يونس أسباب الانقطاع المتكرر للمياه إلى “الأعطال الفنية”.
وفي 12 من كانون الأول الحالي، أعلنت “الإدارة الذاتية” أنها ستنفذ مشروعًا استراتيجيًا وسريعًا لإنهاء مشكلة المياه التي يعانيها سكان مدينة الحسكة وضواحيها، من خلال حفر 20 بئرًا في قريتي كري خيلد وسنجق مع محطة ضخ لتوصيل المياه إلى خزان “الحمة” غربي الحسكة ومنها إلى ضواحي المدينة.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في الحسكة مجد السالم
–