إلى شواطئ الذهب والفضة.. أيها القبطان

  • 2022/12/18
  • 10:33 ص

عروة قنواتي

يُسدل الستار مساء اليوم على المونديال الجميل في دوحة العرب 2022، وتنتهي منافسات حملت في طياتها وهوامشها عزيمة وهمّة بعض المنتخبات خارج قارة أمريكا الجنوبية وأوروبا، كاليابان وكوريا الجنوبية والسنغال، وإصرار منتخب المغرب الشقيق على كتابة تاريخ جديد في محطات المونديال، بوصوله إلى مربع الكبار، وخوضه لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع، ودموع وإخفاق من كانت الترشيحات تلتصق بهم وبأحلامهم كالبرازيل وإنجلترا والبرتغال وألمانيا.

في شواطئ الذهب والفضة رست مراكب التانغو والديوك، حيث التنافس والصراع بين أحلام ليونيل ميسي ومن معه، وتطلعات كيليان مبابي وغريزمان وجيرو لتتويج ثانٍ على التوالي ونجمة ثالثة في القميص الفرنسي، مساء اليوم ستبحر سفينة واحدة من شواطئ الذهب والفضة، وسيكون لها قبطان واحد، فمن يكون هذا القبطان؟

منتخبا فرنسا والأرجنتين كانا من ضمن ترشيحات أغلب متابعي المونديال للمباراة النهائية، ولحصد اللقب، أو على الأقل للوصول إلى الدور نصف النهائي، أي أن حكاية الخروج المبكر لم تكن للسرد، حتى مع هزيمة التانغو الأولى أمام الأخضر السعودي بهدفين لهدف، ومع هزيمة الديوك أمام نسور قرطاج بهدف نظيف في نهاية الدور الأول، فلقاءات الطرفين في الأدوار الإقصائية حملت عنوان السهل الممتنع، فالأرجنتين أقصت أستراليا وهولندا وكرواتيا، وفرنسا أخرجت من طريقها بولندا وإنجلترا والمغرب، وكل جبهة تتميز بانضباط دفاعي مقبول وأداء هجومي مناسب للمباراة النهائية.

ومن خلال المباريات الست التي خاضها المنتخب الفرنسي، تلقت شباكه ستة أهداف، واستطاع تسجيل 13 هدفًا في شباك خصومه، بينما تلقت شباك المنتخب الأرجنتيني إلى ما قبل النهائي خمسة أهداف، ونجح في تسجيل 12 هدفًا.

وتبرز القيمة الهجومية في منتخب فرنسا عبر كيليان مبابي بخمسة أهداف وأوليفيه جيرو بأربعة أهداف، وأيضًا في منتخب الأرجنتين يعتلي القمة ليونيل ميسي بخمسة والشاب ألفاريز بأربعة، وهذا صراع بطعم ونكهة خاصة بين الزملاء والخصوم على صدارة الهدافين في المونديال.

قد يكون التشابه بين المنتخبين أيضًا على قدر النجمتين بخزائن كل منهما، 1978- 1986 للأرجنتين، 1998- 2018 لفرنسا، والفشل الأرجنتيني في نهائي مونديال 1990 و2014، فيما الفشل كان لفرنسا في مونديال 2006.

ولكن الإصابات والغيابات تبدو لفرنسا قاسية منذ بداية المونديال وحتى النهائي، فلم يستطع ديشامب الاعتماد على عدد من اللاعبين المهمين ضمن تشكيلته الرئيسة التي كان يحلم باللعب من خلالها في المونديال، مع غياب كريم بنزيما ونغولو كانتي وكيمبيمبي ولوكاس هيرنانديز ونكونكو، فيما نتساءل أحيانًا على الجبهة الأرجنتينية ما الذي يمنع السيد سكالوني من إشراك باولو ديبالا في المباريات، وهو رقم صعب إلى جانب ليونيل ميسي واللاعبين الشباب، إذ لم يدخل ديبالا إلى المباريات إلا في لقاء كرواتيا وضمن آخر 20 دقيقة.

على شواطئ الذهب والفضة يا سادة، يحلم ليونيل ميسي مع زملائه بتتويج جديد في حقبتهم ومرحلتهم التي شارفت على الانتهاء، يريد هذا النجم أن يطوي مسيرته بمثل ما فعل الراحل دييغو أرماندو مارادونا، فيحمل كأس العالم ويكون قد فعل كل شيء ممكن في كرة القدم من التتويج الجماعي والفردي والأرقام والإحصائيات، وللحقيقة فإن ليونيل ميسي يكسب تعاطفًا كبيرًا على مستوى هذا المونديال لكي يحقق حلمه ويرفع النجمة الثالثة على قمصان التانغو، وها هي الفرصة قد جاءت مرة ثانية خلال فترة عطائه الأسطورية، بعد مونديال 2014 والهزيمة أمام ألمانيا في الأشواط الإضافية.

على نفس الشواطئ، يحلم كيليان مبابي ومدربه ديشامب بمجد جديد في التاريخ الفرنسي يقلب الصفحات لمصلحتهم ويطوي إنجاز زيدان وجوركاييف وبارتيز وتورام ومن كان معهم في الفترة ما بين 1998 و2006، وليس من السهل فعلًا أن يحصل أي منتخب على اللقب مرتين متتاليتين في العصر الحديث، وسط تقدم وتطور كرة القدم ومدارسها وازدياد المنافسة والصراع بين المشاركين في كل نسخة.

كيليان مبابي أم ليونيل ميسي. من يكون قبطان السفينة التي ستبحر مساء اليوم من شواطئ الذهب والفضة في نهائي المونديال؟

صراع على اللقب وهو الأغلى، صراع على النجمة الثالثة وهي أمل المنتخبين، صراع على الأفضل تهديفيًا في المونديال. فمن يكون القبطان؟

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي