تعا تفرج
نحن أحسن من الغرب بكثير
خطيب بدلة
لا يمكن لعربي عاقل، أو مسلم فهيم، أن يحب حضارة الغرب، أو يعترف بتفوقها علينا، فالأمور تؤخذ بالعقل، وعقلي يسألني، وبكل صراحة: ماذا تقول يا رجل؟ أأنت مهبول؟ كأنك نسيت أننا أحسن منهم، وأن أجدادنا، رحمة الله عليهم، ركبوا على الأحصنة، والبغال، والكدش، وحملوا السيوف والرماح، وفتحوا بلادهم، وسبوا نساءهم، وفرضوا عليهم الجزية وهم صاغرون، فكيف نعترف لهم، الآن، بالتفوق علينا؟
هناك أناس اعتادوا أن يصطادوا في الماء العكر، وارتكاب المغالطات المنطقية، فترى أحدهم يختطف صورة لشيخ الأزهر، أحمد الطيب، مثلًا، بكاميرا مصنوعة في الغرب، وهو راكب في طيارة مصنوعة في الغرب، وفي يده ساعة غربية، وموبايل مصنوع في الغرب، وكان عائدًا، حينذاك، من رحلة علاج في إحدى الدول الغربية، ويقرأ، مع ذلك، كتابًا عنوانه “أفول الغرب”! ويقول لك، إن هذا الشيخ متناقض مع نفسه، والجواب: أبدًا، يا فهمان، لا يوجد تناقض، بل إن هذا من طبيعة الأشياء، بدليل أن أكبر معلم ديانة إسلامية في تاريخ هذه البلاد، إمام الدعاة، الشيخ متولي الشعراوي، عندما اقتربت منيته، ركب طائرة مصنوعة في الغرب، وسافر إلى لندن الغربية، وسلم نفسه للأطباء الإنجليز، وقال لهم: أنا بعرضكم يا جماعة، بحياة العدرا، وسيدنا المسيح، سيبوني أعيش، مش عايز أموت دلوقتي، مش عايز، مع أنه، نفسه، أبدى استغرابه، في خطبة شهيرة له، أن يؤتى بالمريض المشرف على الموت، إلى غرفة العناية المركّزة في المستشفى، فتغسل كلاويه، ويصور بالإيكو، والظليلة، والطبقي المحوري، وتوضع له تمديدات تقيس نبضات قلبه، وفيها أكسجين يوضع على أنفه لينعش رئتيه، وأجهزة تقيس ضغطه وسكريه، فيهتف الشعراوي مستنكرًا: بتعملوا في الراجل كده ليه؟ عاوزين تمنعوه من الموت، وتأخروه عن لقاء ربنا؟ سيبوه يموت، سيبوه.
ومع ذلك، سيداتي سادتي، الغرب ذاهب باتجاه الأفول، بل والانقراض، والسبب أنهم تركوا الأخلاق، ولحقوا العلوم الدنيوية، فبدلًا من أن يربوا الناس على العفة، وألا يمد أحدُهم يده إلى أموال الآخرين، أو أن يقطعوا يد السارق، اخترعوا لصاقة إلكترونية للسلعة، حتى إذا أخذها الزبون دون أن يدفع ثمنها، ووصل إلى الباب، يزمّر الباب، ويعمل له فضيحة بجلاجل، ومع أن وجدان السائق هو الذي يجب أن يمنعه من تجاوز الإشارة الحمراء (إلا إذا كان من أبناء المسؤولين)، تراهم يركبون عند إشارات المرور كاميرات تلتقط البعوضة الطائرة، ومَن تضبطه الكاميرا مخالفًا، يحررون بحقه ضبطًا، يدفع بسببه غرامة مالية، وتُحذف من شهادة السياقة الخاصة به نقاط، وإذا كرر المخالفة تُسحب منه الشهادة، وقد يُرسل إلى السجن.
القول الفصل، في موضوع الشرق والغرب، أتى به الداعية الكبير، الشيخ أبو إسحاق الحويني، الذي قال إننا، بتركنا الجهاد، فقدنا بابًا كبيرًا من أبواب الغنى، وهو أن المجاهدين، حينما يدخلون بلدًا، يأخذون (يسبون) منه رجالًا ونساء وأطفالًا، وكل مجاهد يترك لنفسه ما يلزمه من هؤلاء، ويبيع الباقي في أسواق النخاسة، فيربح هو شخصيًا، وفي الوقت نفسه، تتحقق للبلد الإسلامي أموال كثيرة، ويتحسن الاقتصاد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :