أعلنت منظمات أممية أن 90% من اللاجئين السوريين في لبنان يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، في ظل أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود.
وفي بيان مشترك صادر الجمعة 16 من كانون الأول، عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، دعوا فيه إلى مواصلة تقديم الدعم والحماية إلى الأسر الأكثر احتياجًا في لبنان.
وأوضح البيان أن النتائج الأولية لتقييم جوانب الضعف لدى اللاجئين السوريين في لبنان لعام 2022، تظهر “تدهورًا حادًا ومستمرًا” في ظروف معيشتهم، حتى الاحتياجات الأساسية أصبحت “بعيدة المنال” بالنسبة إلى معظم السوريين.
وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري في لبنان، عبد الله الوردات، إن “مستويات الأمن الغذائي بين اللاجئين في لبنان مقلقة للغاية، وبفضل الدعم السخي من الجهات المانحة، يتمكن برنامج الأغذية من دعم شخص من أصل كل ثلاثة أشخاص في البلاد”.
وأضاف ممثل مكتب المفوضية في لبنان، أياكي إيتو، “على الرغم من ارتفاع أسعار المواد والخدمات الأساسية بنسبة تزيد على 700% منذ حزيران 2020، لا تزال العائلات في لبنان تكسب أقل بينما تضطر إلى دفع المزيد من المال مقابل السلع الأساسية”، مطالبًا بزيادة المساعدة المقدمة إلى اللاجئين والأسر اللبنانية الأكثر احتياجًا.
في عام 2022، عمد اللاجئون السوريون إلى تقليص وجباتهم الغذائية، وقلّصوا الإنفاق على الصحة والتعليم لإعطاء الأولوية لشراء الطعام، كما تراكمت الديون على أغلبية عائلات اللاجئين نظرًا إلى أن معظمهم يقترضون المال لشراء الطعام، مشيرًا إلى أن حوالي 87% من الأسر قد صنّفت الطعام على أنه أهم احتياجاتهم، يليه المسكن والرعاية الصحية.
ما وضع الأطفال السوريين في لبنان
قال ممثل “يونيسف” في لبنان، إدوارد بيجبيدر، إن “الأطفال والمراهقين هم الأكثر تضررًا جرّاء هذه الأزمة مع تفاقم عدم المساواة والتمييز، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا، فالأطفال ينمون دون طعام كافٍ ومن دون الحصول على الرعاية الصحية والتعليم المناسب”.
وأظهر البيان أن اللاجئين السوريين الأطفال والمراهقين هم “الأكثر تضررًا”، إذ إن 60% من الأطفال اللاجئين السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين ستة و14 عامًا كانوا يرتادون المدرسة بانتظام في عام 2022، مع انخفاض معدل الحضور إلى أقل من 8% للقاصرين الأكبر سنًا في المرحلة الثانوية.
وتتعرض تغذية الأطفال لـ”الخطر”، وفق البيان، إذ إن أقل من نصف أعداد الأطفال الرضّع الذين تقل أعمارهم عن خمسة أشهر يعتمدون على الرضاعة الطبيعية فقط، و11% من الأطفال يتناولون الحد الأدنى من عدد الوجبات ومجموعات الطعام في اليوم، كما أن ستة من أصل كل عشرة أطفال لاجئين سوريين (ذكور وإناث) يتعرضون لأساليب “تأديبية عنيفة”.
وفي 11 من كانون الأول الحالي، ناقشت عنب بلدي أزمة العملية التعليمية للاجئين السوريين في المدارس اللبنانية، سواء الحكومية أو الخاصة، وتعامل السلطات معها، بالإضافة إلى دور المنظمات الأممية في تخفيف العبء عنهم، كما بحثت مع خبراء المقترحات الممكنة لتحسين واقع التعليم، ومدى إمكانية تحقيقها، في ظل الظروف الحالية.
وفي أيلول 2021، وفق تقرير مشترك لمنظمات أممية، يعجز السوريون في لبنان عن توفير الحد الأدنى من الإنفاق اللازم لضمان البقاء على قيد الحياة، ويعيش تسعة من أصل كل عشرة لاجئين سوريين في “فقر مدقع”.
ويصل عدد اللاجئين السوريين إلى أقل من مليون، بحسب أرقام مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ويقطن أغلبهم في المخيمات وفي أوضاع معيشية “صعبة”.
–