عنب بلدي – محمد النجار
عصفت رياح التغيير مع نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليًا في قطر، حاملة معها عشرة مدربين من قيادة دفة تدريب منتخبات عريقة في عالم الجلد المدوّر ككل، وفي البطولة التي تقام مرة كل أربع سنوات على وجه الخصوص.
نتائج مخيّبة للآمال وأرقام غير متوقعة على المستطيل الأخضر، أطاحت بأسماء عريقة لها ثقلها على مستوى التدريب في عالم الساحرة المستديرة، لم يشفع لها تاريخها الكروي الاستمرار في تدريب المنتخبات التي حملت آمالًا مشروعة للظفر باللقب العالمي.
حنكة تدريبية وألقاب مختلفة وخطط كروية عديدة، لم تشفع لكل من سانتوس وتيتي وإنريكي وفان خال وباولو بينتو وأرنولد وأودو ومارتينيز وتاتا مارتينو وكارلوس كيروش، الاستمرار بتدريب المنتخبات التي أشرفوا عليها.
سانتوس يرحل عن البرتغال من بوابة المغرب
أعلن الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، في 15 من كانون الأول الحالي، أن فرناندو سانتوس (68 عامًا) سيرحل عن تدريب المنتخب بعد الخسارة أمام المغرب بهدف دون رد، في الدور ربع النهائي بكأس العالم لكرة القدم.
وذكر الاتحاد البرتغالي أن رحلة سانتوس “الناجحة” انتهت مع المنتخب، وأن الاتحاد أدرك أن هذا الوقت المناسب لبدء دورة جديدة، بعد واحدة من “أفضل المشاركات” التي قام بها المنتخب في المراحل النهائية من بطولة العالم في قطر.
وتولى سانتوس دفة قيادة المنتخب البرتغالي في 2014، وأشرف عليه في 109 مباريات، وفاز ببطولة أمم أوروبا 2016، حقق مع البرتغال النسخة الأولى من بطولة دوري الأمم الأوروبية في 2018- 2019، كما أن في جعبته العديد من الألقاب على مستوى تدريب الأندية.
وتوقف مشوار المنتخب البرتغالي في نهائيات كأس العالم بقطر عند الدور ربع النهائي بعد أن تجاوز نظيره السويسري بنتيجة ستة أهداف لهدف في دور الـ16، وتصدّر المجموعة الثامنة في دور المجموعات برصيد ست نقاط جمعها بفوز على غانا بثلاثة أهداف لهدفين، وعلى الأوروغواي بهدفين دون رد، وخسر بهدفين لهدف أمام كوريا الجنوبية.
تيتي خارج أسوار البرازيل
أعلن المدير الفني للمنتخب البرازيلي، ليوناردو باكي المعروف بـ”تيتي”، استقالته من تدريب السيليساو، عقب الخروج من الدور ربع النهائي من المونديال أمام كرواتيا في 9 من كانون الأول الحالي، رغم ترسانة النجوم التي يمتلكها منتخب البرازيل.
وانتهت المباراة التي امتدت للأشواط الإضافية بالتعادل بهدف لمثله، قبل أن يقصي منتخب كرواتيا منتخب راقصي السامبا بركلات الترجيح، بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدفين، في مفاجأة لمنتخب البرازيل الذي كان مرشحًا للظفر باللقب العالمي.
توقف مشوار منتخب البرازيل وحلمه بتحقيق اللقب المونديالي السادس بالخسارة أمام كرواتيا، ووصل إلى ربع النهائي بعد أن فاز على نظيره الكوري الجنوبي بأربعة أهداف مقابل هدف في دور الـ16، وتأهل أولًا في مجموعته، برصيد ست نقاط من انتصارين وخسارة.
وبدأت رحلة تيتي (61 عامًا) مع منتخب البرازيل عام 2016 خلفًا لكارلوس دونغا، وفاز ببطولة كوبا أمريكا عام 2019، وحلّ وصيفًا للبطولة ذاتها التي حسمها منتخب الأرجنتين في 2021، وقاد المنتخب البرازيلي في 81 مباراة، فاز في 61 منها، وتعادل في 13، مقابل سبع هزائم، وسجل الفريق تحت إشرافه 180 هدفًا، وتلقت شباكه 37 هدفًا.
فان خال بعيدًا عن الطواحين
استقال لويس فان خال من منصبه كمدير فني لمنتخب هولندا، بعد خروج الفريق من الدور ربع النهائي في كأس العالم 2022، عقب الهزيمة بركلات الترجيح أمام منتخب الأرجنتين بنتيجة أربعة لثلاثة، بعد نهاية الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، في 9 من كانون الأول الحالي.
وقال فان خال في مؤتمر صحفي عقب نهاية مباراة الأرجنتين وهولندا، إنه لن يستمر، وإنها آخر مباراة له كمدرب، وإنه درب 20 مباراة ولم يخسر مباراة واحدة.
وكان المدرب الهولندي (71 عامًا) تولى قيادة الطواحين في آب 2021، بعد أن استقال رونالد كومان.
وتصدّر منتخب الطواحين الهولندية ترتيب المجموعة الأولى، التي ضمت منتخبات قطر والسنغال والإكوادور، برصيد سبع نقاط، وتجاوز في دور الـ16 منتخب أمريكا بعدما تغلب عليه بثلاثة أهداف لهدف.
الإسبان يقيلون إنريكي
أعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم إقالة مدرب منتخبه الأول، لويس إنريكي، في 8 من كانون الأول الحالي، بعد يومين من خروج الماتادور من دور الـ16 من نهائيات كأس العالم، عقب هزيمة تاريخية تعرض لها من قبل المنتخب المغربي.
واختتمت رحلة إنريكي مع المنتخب الإسباني بعد تلك المباراة التي انتهت بركلات الترجيح بثلاثة أهداف دون رد، خلال مباراة ماراثونية امتدت للأشواط الإضافية وانتهت بنتيجة التعادل السلبي.
وصل المنتخب الإسباني إلى الدور الـ16 في كأس العالم بقطر، بعد أن احتل المركز الثاني في المجموعة الخامسة بعد منتخب اليابان برصيد أربع نقاط، إثر فوز على كوستاريكا بسبعة أهداف دون رد، وتعادل مع ألمانيا بهدف لمثله، وخسارة من اليابان بهدفين لهدف.
تولى إنريكي (52 عامًا) تدريب منتخب إسبانيا في 2018، وقاده لنصف نهائي كأس أوروبا 2020 (أُقيمت في 2021 لظروف فيروس “كورونا”)، وخسر نهائي دوري الأمم الأوروبية أمام فرنسا بهدفين لهدف في تشرين الأول 2021.
وسطع نجم إنريكي قبل قيادة إسبانيا، عقب تدريبه نادي برشلونة، محققًا معه العديد من الألقاب، أبرزها الدوري الإسباني مرتين، وكأس الملك ثلاث مرات، وكل من لقب السوبر الإسباني وأبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية مرة واحدة.
باولو بينتو يودع الشمشون
بعد خروجه من دور الـ16 برباعية نظيفة من البرازيل، أعلن المدرب البرتغالي باولو بينتو رحيله عن تدريب المنتخب الكوري الجنوبي، في 5 من كانون الأول الحالي.
وبدأ الشمشون الكوري منافسات المونديال بتعادل مع الأوروغواي سلبًا، ثم هزيمة من المنتخب الغاني بثلاثة أهداف لهدفين، وانتزع فوزًا على حساب البرتغال بهدفين لهدف ليبلغ دور الـ16.
عمل بينتو مدربًا لمنتخب كوريا الجنوبية لأكثر من أربع سنوات، ووقّع عقده أول مرة في آب 2018، ونجح في قيادة المنتخب الكوري لدور الـ16 في مونديال قطر، وذلك لأول مرة منذ عام 2010.
أرنولد يترك أستراليا
أعلن غراهام أرنولد مدرب منتخب أستراليا انتهاء عقده مع الاتحاد الأسترالي لكرة القدم، عقب خروج المنتخب من المونديال بخسارة أمام الأرجنتين بهدفين مقابل هدف واحد في دور الـ16، في 3 من كانون الأول الحالي.
وقال الأسترالي أرنولد، “عقدي انتهى مع الاتحاد الأسترالي، ومن المؤكد أننا سنتباحث في المستقبل، لكني أريد أن أخلد للراحة الآن بعد فترة العمل الطويلة مع المنتخب الذي خرج برأس مرفوع”، في حين لم يحسم الاتحاد الأسترالي مصير المدرب سواء بالاستمرار في منصبه أو لا.
ووصل أرنولد (59 عامًا) مع المنتخب الأسترالي إلى هذا الدور بعد حسمه المركز الثاني في المجموعة عقب هزيمة من فرنسا، وفوزين متتاليين على تونس والدنمارك.
أودو خارج غانا
أعلن مدرب منتخب غانا أوتو أودو استقالته من تدريب “البلاك ستارز” بعد الخروج المبكر من منافسات مونديال قطر 2022، إثر الخسارة في الجولة الثالثة من دور المجموعات بهدفين دون رد من الأورغواي في 2 من كانون الأول الحالي.
وأنهى المنتخب الغاني دور المجموعات في المركز الأخير بالمجموعة الثامنة، برصيد ثلاث نقاط من فوز وحيد على كوريا الجنوبية بثلاثة أهداف لهدفين، وخسارة أمام البرتغال بثلاثة أهداف لهدفين.
ولا يملك أودو (47 عامًا) الخبرة التدريبية الكافية، إذ كان مساعدًا للمدرب في بوروسيا دورتموند الألماني، يركّز على تطوير الناشئين، قبل تعيينه مدربًا لغانا في شباط الماضي.
ولعب أودو المولود في ألمانيا مع منتخب غانا، ولعب مع دورتموند وماينتز، وكان ضمن الجهاز الفني سابقًا في هامبورغ وبوروسيا مونشنغلادباخ.
مارتينيز يرحل عن بلجيكا
أعلن الإسباني روبرتو مارتينيز، المدير الفني لمنتخب بلجيكا، رحيله عن تدريب الشياطين الحمر، بعد الإخفاق في التأهل إلى دور الـ16 من بطولة كأس العالم بقطر.
وودع منتخب بلجيكا، ثالث مونديال روسيا 2018 والمصنف الثاني عالميًا، النهائيات بعد تعادله سلبيًا مع كرواتيا، في 1 من كانون الأول الحالي، وخسارة سابقة من المغرب بهدفين دون رد، وانتصار وحيد على كندا بهدف نظيف.
وقال مارتينيز في تصريحات عقب مباراة بلجيكا مع كرواتيا، إنها كانت آخر مباراة له مع المنتخب البلجيكي، مشيرًا إلى أنها كانت رحلة جميلة مع بلجيكا، وأنه اتخذ قراره قبل بداية كأس العالم.
تولى مارتينيز (49 عامًا) تدريب منتخب بلجيكا منذ آب 2016، وحقق معه نتائج مميزة، وقاده لتحقيق المركز الثالث في بطولة كأس العالم بروسيا 2018، وقاد بلجيكا في 79 مباراة حقق الفوز في 53 مباراة وتعادل في 13 وتعرض للهزيمة في عشرة لقاءات.
وبقيادة مارتينيز، تصدّر المنتخب البلجيكي التصنيف العالمي للمنتخبات لمدة أربعة أعوام على التوالي، حتى أزاحه المنتخب البرازيلي إلى المركز الثاني في آذار الماضي.
جيرارد مارتينو.. خيبة المكسيك
أعلن الأرجنتيني جيرارد مارتينو المعروف بـ”تاتا مارتينو” انتهاء مشواره مع منتخب المكسيك بعد إخفاقه في بلوغ دور الـ16 من مونديال قطر، رغم فوزه في آخر مباريات دور المجموعات على السعودية بهدفين لهدف، في 30 من تشرين الثاني الماضي.
وأنهت المكسيك دور المجموعات في المركز الثالث بمجموعتها الثالثة بفارق هدف عن بولندا المتأهلة ثانيًا، وفشلت في بلوغ دور الـ16 لأول مرة منذ 1990، وحمّل مارتينو نفسه المسؤولية عن “الإحباط والخيبة”.
وكان مارتينو (60 عامًا) تسلّم مهامه على رأس المنتخب المكسيكي في 2019، وسبق أن أشرف على نادي برشلونة الإسباني في موسم 2014 ولم يحقق نتائج إيجابية، وتولى تدريب منتخب باراغواي في 2006 وحصل على لقب أفضل مدرب في أمريكا الجنوبية في 2007.
كيروش أول الضحايا
بعد ساعات فقط من خروج فريقه من الدور الأول في بطولة كأس العالم قطر 2022، أعلن المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، المدير الفني للمنتخب الإيراني، استقالته من منصبه مدربًا للفريق الإيراني، مشيرًا إلى أنه لا يرى أي شيء مخجل في عدم تحقيق الهدف.
وتكبد المنتخب الإيراني خسارة كبيرة أمام منتخب إنجلترا بسداسية مقابل هدفين في المباراة الأولى، قبل أن يفوز في المباراة الثانية أمام منتخب ويلز بهدفين دون رد.
واستقال كيروش (69 عامًا) الذي كان أول ضحايا المونديال، بعد أن خسر الإيرانيون مباراتهم الأخيرة في مرحلة المجموعات أمام المنتخب الأمريكي بهدف دون رد، في 29 من تشرين الثاني الماضي.
تولى كيروش تدريب المنتخب الإيراني في أيلول الماضي، وسبق أن أشرف على تدريب منتخب إيران في الفترة من 2011 إلى 2019.
ورغم اقتراب العرس العالمي من النهاية، لا تزال القائمة مفتوحة أمام إقصاء مدربين لم يقدموا نتائج إيجابية ومُرضية لعشاق منتخباتهم.