انتهى مؤخرًا عرض الموسم الثاني من مسلسل “صالون زهرة”، وجاء حاملًا مسار الموسم الأول مع بلورة أكثر للفكرة، ولم يخلُ العمل رغم طابعه الكوميدي من تناول بعض القضايا الاجتماعية دون تنازلات.
وإذا كان الموسم الأول أقفل بابه بزواج أنس وزهرة، فالموسم الثاني انتقل مع العروسين إلى منزلهما الجديد، ونقل للمشاهد شيئًا من تفاصيل الحياة اليومية بعد الخروج من حالة المناوشات العاطفية التي عكسها سابقًا.
صالون حلاقة رجالي إلى جانب صالون الحلاقة النسائي، وإنقاذ امرأة مخطوفة، ومحاولة لشد أنس للعمل في تهريب المخدرات، كل هذه التفاصيل شكّلت أساسات الموسم وخطوطه العريضة، دون أن يجنح نحو المبالغة في طرح الحلول، أو الرغبة في حل كل المشكلات دفعة واحدة.
قدّم العمل، مقارنة بموسمه الأول، جرعة كوميدية أكبر، بدا من خلالها وبوضوح تخمّر التجربة الكوميدية لأبطاله، إلى جانب جرأة أكبر في الطرح، وإدخال وجوه جديدة على الحكاية، بما يتلاءم مع طبيعة الرؤية الجديدة للعمل.
ورغم تغيير كاتبة العمل، باعتبار أن النص حمل توقيع كلوديا مرشيليان، بعد موسم سابق كتبته نادين جابر، فإن حالة ألفة وانسجام بين الموسمين جعلت من الصعب المفاضلة بينهما، كما يصعب تفضيل الموسم الأول الأساس على الثاني التكميلي.
يتطرق العمل إلى قضايا متنوعة انتصر خلالها للمرأة نسبيًا، فتناول الاغتصاب، وتعامل المجتمع مع مشكلة من هذا النوع وبهذا الحجم، وتأثيرها العميق الذي لا يسقط بالتقادم على الضحية، كما لمس فكرة المساواة بين الرجل والمرأة، لا في الحقوق والواجبات فقط، بل وفي الخطأ والصواب، وقابلية الغفران بعد الخطأ.
وبعد الضحك ورسم الابتسامة، اتجه “صالون زهرة” لقفل أبوابه الدرامية جزئيًا، بما يقبل الوقوف عند الجزء الحالي، وهو ما جرى أيضًا في الموسم الأول، لكن خيوطًا درامية لم تكتمل حينها شكّلت ثغرات أتاحت ولادة نص لموسم جديد.
وإلى جانب القضايا التي تناولها، ومحاولات التوصل إلى نهايات سعيدة، كون الكوميديا تقوم على المبالغة، ولا تنشد الواقعية، أعاد العمل عرض قضية التعنيف الزوجي، عبر استعادة شخصياتها، دون مناقشتها بالتفصيل، ودون التهاون في التعامل معها أيضًا، كما جرى أمام قضايا أخرى أقل حدة.
في هذا الموسم تطل الممثلة السورية سامية الجزائري، بعد انقطاع، وتشارك وفاء موصللي، وهدى شعراوي أيضًا.
أخرج العمل مخرجه الأصلي جو بوعيد، وجاء على امتداد عشر حلقات، على خلاف موسمه الأول المكوّن من 15 حلقة.
وتقاسم البطولة كل من معتصم النهار بدور أنس، ونادين نجيم، وفادي أبي سمرة، ولين غرة، وزينة مكي، وكارول عبود، وجنيد زين الدين، وحسين مقدم، وأنتجته شركة “سيدرز آرت برودكشن” (صباح إخوان).