تكرر ظهور القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، في قضايا خدمية بعيدًا عن الشأن العسكري، مع وزراء وعدد من الشخصيات العاملة في حكومة “الإنقاذ”.
وظهر “الجولاني” للمرة الثانية في قضية دعم مخيمات خلال أقل من عام، شمالي سوريا.
تشمل الحملة الجديدة 15 ألف عائلة بمواد تدفئة ومبالغ مالية، بدأت بمؤتمر تبعته جولة على عدد من المخيمات.
وغابت التفاصيل عن مقدار ما تحتويه هذه المساعدات ومقدار كفايتها للفئة المستهدفة، وسط واقع اقتصادي ومعيشي متردٍ ومطالب بتحسين الأوضاع المعيشية للسكان والنازحين.
وتترافق كل حملة أو قرار دعم يطلقه “الجولاني” أو “الإنقاذ”، المظلة السياسية لـ”تحرير الشام”، بانتقادات عديدة، منها أنها “لا تسد الحاجة” وأنها حملات “استعراضية غايتها شرعنة الوجود”.
حملة أقل بـ75% من سابقتها
أطلق القائد العام لـ”تحرير الشام”، صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، حملة مساعدات بعنوان حملة “#دفء_الشتاء”، تستهدف مخيمات غير مدعومة والمناطق القريبة من خطوط التماس.
وتشمل الحملة 15 ألف عائلة، وسيكون الدعم بمواد تدفئة ومبالغ نقدية، وفق ما نقلته معرفات إدارات المناطق الرسمية اليوم، الخميس 15 من كانون الأول، بنسبة أقل 75% من حملة العام الماضي.
وتستهدف الحملة الناس “الأشد حاجة” في المخيمات غير المكفولة من قبل المنظمات الإنسانية وقرى وبلدات محاذية لخطوط التماس، وفق ما ذكرته “وكالة أنباء الشام” التابعة لحكومة “الإنقاذ”.
وأطلق “الجولاني” الحملة من خلال ترؤسه مؤتمرًا جمعه بوزراء وشخصيات في حكومة “الإنقاذ”، وأجرى بعدها جولة شملت عددًا من المخيمات.
ومع كل مؤتمر أو ظهور، يتصدّر “الجولاني” المشهد ويتبنى الدعم، رغم أن “الإنقاذ” تسيطر على مفاصل الحياة في محافظة إدلب، وجزء من أرياف حلب الغربية واللاذقية وسهل الغاب شمال غربي حماة، خدميًا وإداريًا.
حملات ووعود لا تلبي الحاجة
ويعتبر الظهور الثاني لـ”الجولاني” في قضية دعم مخيمات، إذ سبق وأطلق حملة باسم “#دفؤكم_واجبنا“، لدعم الأهالي في المخيمات بالمنطقة في كانون الثاني الماضي، وشملت دعم 50 ألف عائلة وفق إعلان “الإنقاذ”.
ولم يعلن “الجولاني” أو “الإنقاذ” عن قيمة هذه المساعدات أو مدى كفايتها للعدد المحدد، إذ تشهد مناطق شمال غربي سوريا سوءًا في الأحوال المعيشية وسط واقع اقتصادي متردٍ، وخاصة المخيمات التي تفتقر إلى العديد من مقومات الحياة.
وفي 7 من كانون الثاني الماضي، وعد “الجولاني” بتوفير فرص خلال السنوات المقبلة، في أثناء فعالية افتتاح طريق حلب- باب الهوى، وتعهّد بتوفير ما يقارب 100 ألف فرصة عمل خلال ثلاث سنوات، وبناء مشاريع “تليق بالثورة” كل بضعة أشهر.
وعود لم تطبق على الأرض وسط عدم تعويل من كثيرين على تصريحات “الجولاني”، واعتبارها نوعًا من شرعنة وجود، ورسائل سياسية للخارج والداخل، بأن “تحرير الشام” لا تشكّل تهديدًا أيديولوجيًا وأنها تناهض التطرف.
وعقب ظهور أزمة مادة الخبز، ظهر “الجولاني”، في تشرين الثاني 2021، ووعد بدعم الأفران الحكومية، والأفران العاملة في المنطقة.
وشمل الدعم من 35 إلى 40 فرنًا، وحدد سعر ربطة الخبز بـ2.5 ليرة تركية بوزن 600 غرام، إلى حين انتهاء “الأزمة الاقتصادية”، ولم تدم الوعود أكثر من شهر، ويبلغ سعر الربطة حاليًا خمس ليرات تركية بوزن 535 غرامًا.
وتتوقع الأمم المتحدة أن تشهد سوريا واحدًا من أقسى فصول الشتاء هذا العام، بسبب نقص الوقود والطاقة، وتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
وقال المتحدث الرسمي للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في المؤتمر الصحفي اليومي من المقر الدائم بنيويورك، في 10 من تشرين الأول الماضي، إن حوالي ستة ملايين شخص في سوريا يحتاجون إلى مساعدة إنسانية للتصدي لظروف الشتاء القاسية، بزيادة قدرها 33% مقارنة بعام 2021.
وتتشابه الظروف المتردية في مخيمات الشمال السوري التي يعيش فيها 1.8 مليون شخص من أصل 2.8 مليون نازح داخليًا، داخل أكثر من ألف و400 مخيم وموقع غير مخطط ومستقر ذاتيًا شمال غربي سوريا، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
–