الأمم المتحدة: ملايين السوريين قد لا يستطيعون النجاة في الشتاء
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقرير جديد مقدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من أن الوضع الإنساني المتردي بالفعل في سوريا يزداد سوءًا.
وأكد غوتيريش في التقرير الذي حصلت عليه وكالة “أسوشيتد برس“، الاثنين 12 من كانون الأول، أن ملايين السوريين قد لا يستطيعون النجاة في الشتاء، إذا لم تُجدد شحنات المساعدات من تركيا إلى شمال غربي سوريا الشهر المقبل.
وقال إن المساعدات عبر الحدود إلى الشمال الغربي لا تزال “جزءًا لا غنى عنه” من العمليات الإنسانية للوصول إلى جميع المحتاجين.
وكان مجلس الأمن طلب تقريرًا من الأمين العام عن الاحتياجات الإنسانية لسوريا، في قرار تموز الماضي، الذي مدد إيصال المواد الغذائية والأدوية وغيرها من المساعدات الأساسية عبر معبر “باب الهوى” من تركيا إلى شمال غربي سوريا، لمدة ستة أشهر حتى 10 من كانون الثاني المقبل.
وبحسب التقرير الأممي، يعيش 7.5 مليون شخص في الشمال بشكل رئيس، مع وجود عدد قليل في مخيم “الركبان” بالجنوب الشرقي، ويحتاج 6.8 مليون منهم إلى مساعدات إنسانية بسبب الأعمال العدائية والنزوح الواسع النطاق.
وقال غوتيريش، “بعد 11 عامًا من الصراع، لا يزال البلد يضم أكبر عدد من النازحين داخليًا في العالم، ما يؤدي إلى واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العالم، ويستمر الوضع الإنساني في التدهور”.
وأوضح أن الوضع السيئ بالفعل تفاقم بسبب انتشار مرض “الكوليرا” في جميع أنحاء البلاد، إلى جانب فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، والاقتصاد المتدهور والمناخ والصدمات الأخرى التي يسببها الإنسان، بحسب تعبيره.
ونتيجة لهذه التحديات، توقع غوتيريش أن يحتاج 15.3 مليون شخص من إجمالي عدد السكان البالغ 22.1 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية في 2023، مقارنة بـ14.6 مليون شخص في 2022.
ويعتبر هذا الرقم الأعلى للأشخاص المحتاجين منذ بدء الصراع في 2011، بحسب الأمين العام.
وجدت البيانات حول الاحتياجات الإنسانية التي جمعتها الأمم المتحدة وشركاؤها من أكثر من 34 ألف أسرة في شهري تموز وآب، أن 85% من الأسر كانت غير قادرة تمامًا أو غير قادرة بشكل كافٍ على تلبية احتياجاتها الأساسية، بزيادة من 75% في 2021، وفقًا للتقرير.
كما أشار التقرير إلى زيادة بنسبة 48% في سوء التغذية الحاد بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات في 2022 مقارنة بـ2021.
ولفت إلى أن ما لا يقل عن 25% من الأطفال دون سن الخامسة في بعض المناطق يعانون التقزم ويتعرضون لخطر الإصابة بأضرار لا رجعة فيها لنموهم البدني والمعرفي، بالإضافة إلى “العدوى المتكررة وتأخر النمو والإعاقات والوفاة”.
في تموز 2020، استخدمت الصين وروسيا حق “النقض” ضد قرار للأمم المتحدة، للإبقاء على نقطتي عبور حدوديتين من تركيا لتقديم مساعدات إنسانية إلى شمال غربي إدلب.
بعد أيام، قُلّص إيصال المساعدات إلى معبر “باب الهوى” فقط لمدة عام كما طلبت الدولتان.
في تموز 2021، ضغطت روسيا من أجل مزيد من التخفيض، ووافقت بعدها على تمديد لمدة ستة أشهر، مع ستة أشهر أخرى مشروطة بتقرير من الأمين العام حول التقدم في عمليات التسليم عبر الخطوط.
لكن في حزيران الماضي، أصرت روسيا على تفويض من الأمم المتحدة لمدة ستة أشهر فقط.
ناشد غوتيريش بأن يظل “باب الهوى” مفتوحًا لمساعدة الأمم المتحدة، وحذر من أن “وقف عمليات التسليم عبر الحدود في منتصف أشهر الشتاء قد يخاطر بترك ملايين السوريين دون المساعدة اللازمة لتحمل الظروف الجوية القاسية”.
وقال إن المساعدات عبر الحدود “تظل شريان حياة لملايين الأشخاص”، وإن تجديد مجلس الأمن للقرار الذي يجيز استمرار التسليم ليس فقط “حاسمًا”، ولكنه “واجب أخلاقي وإنساني”.
يوجد في شمالي غربي سوريا 4.1 مليون شخص، 80% منهم من النساء والأطفال، من أصل 4.6 مليون نسمة يُقدر أنهم بحاجة إلى مساعدات إنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، بحسب وكالة “أسوشيتد برس“.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :