الأقساط تمنع طلاب طب من الامتحانات في جامعة “حلب الحرة”

منع إداريون بجامعة “حلب في المناطق المحررة” بمدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي عددًا من طلاب كلية طب الأسنان من إجراء امتحاناتهم، الاثنين 12 من كانون الأول، لعدم دفعهم رسوم القسط الجامعي. 

أحد طلاب الكلية (طلب عدم ذكر اسمه خوفًا من الفصل) قال إن الشؤون الإدارية في الجامعة منعت حوالي 25 طالبًا من تقديم مذاكرات بمادة “طب الفم الوقائي” لعدم دفعهم الرسوم. 

وأوضح الطالب، وهو يدرس في السنة الثالثة، أن القسط مرتفع، ولا قدرة للعديد من الطلاب على تحمّل أعبائه، إذ يصل إلى 500 دولار أمريكي.

ويُضاف إلى القسط تكلفة أدوات ومعدات غالية الثمن، بحسب الطالب، مشيرًا إلى وجود تكاليف أخرى من نقل ومواصلات يدفعها طلاب المناطق المجاورة. 

ولفت الطالب إلى أن بقية طلاب الصف تضامنوا مع الممنوعين من التقديم ورفضوا إجراء الامتحان، مشيرًا إلى أن عددهم يصل إلى 100 طالب. 

عميد كلية طب الأسنان، الدكتور محمد خطاب، قال لعنب بلدي، إن العلم يحتاج إلى بذل ودعم مالي، وتطلب الجامعة دفع القسط من أجل أن تستمر العملية التعليمية، موضحًا أن المتضرر الأول هو الطالب، في حال عدم تأمين المال للجامعة.

وتعتمد جامعة “حلب الحرة” في 80 إلى 85% من تمويلها على رسوم الطلاب، وفي 15 إلى 20% على دعم من بعض المنظمات، بحسب العميد.

وحاولت الجامعة الوقوف إلى جانب الطلاب وطلبت منهم تأمين جزء من القسط، وعذرت تأخر بعضهم، وعملت على تذكيرهم بضرورة الدفع، وبينما شارف الفصل الدراسي على الانتهاء لم يدفع بعضهم، وفق الدكتور خطاب.

وأوضح عميد الكلية أنه في حال عدم دفع الطلاب، ستواجه الجامعة مشكلة مالية تعود بالضرر على دراسة الطلاب، وسير عمل الجامعة، ونجاح العملية التعليمية وعمل المدرّسين فيها، وهذا ما يدفع الجامعة للمطالبة بالدفع والضغط على الطلاب. 

وطالبت شؤون الجامعة دفع 25% من الرسوم بشكل مبدئي للسماح بتقديم الامتحانات، لكنها لم تلتمس الجدّية والمسؤولية والالتزام من بعض الطلاب، وفق العميد.

ولفت إلى أن قسم طب الأسنان بشكل خاص مكلف أكثر من بقية الكليات والاختصاصات، وأن بعض الطلاب أحجموا عن دراسته لارتفاع تكاليفها.

وأضاف أن الإجراءات التي ستتخذها الجامعة هي إعطاء فرصة للطلاب من أجل الدفع، وأن الجامعة لا تتجاهل الوضع المالي المتردي الذي يعيشه الطلاب وتشهده المنطقة. 

وتشهد العملية التعليمية في مناطق سيطرة “الحكومة المؤقتة” بريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي تل أبيض ورأس العين تخبطات عديدة، أبرزها قلة الدعم للكادر التعليمي، وتجلى ذلك بمظاهرات لمعلمين استمرت لأشهر مطلع العام الحالي، ومطالب بزيادة الدخل الشهري وتحسين العملية التعليمية. 

وأُثيرت مؤخرًا قضية كلية الإعلام بجامعة “حلب الحرة”، التي لا تزال تشهد بعض التجاذبات وتراشق الاتهامات بين أطرافها من طلاب وإدارة الجامعة، وسط مطالب للطلاب تنتظر الاستجابة. 

ونشر طلاب في الكلية صورًا لرسائل في محادثة “واتساب”، قالوا إنها تهديدات وصلتهم من مجهولين، إثر خلافات مع عميد الكلية السابق، أحمد الطويل، متهمين الجامعة بتجاهل مطالبهم المتمثلة بتعيين الدكتور علاء تباب عميدًا، محمّلين إياها مسؤولية الرسائل، في حين نفت الجامعة وجود أي علاقة لها بالتهديدات.

اقرأ أيضًا: عمادة إعلام “حلب الحرة”.. تجييش وانقسام بين الطلاب 

وفصلت جامعة “حلب في المناطق المحررة” 43 طالبًا من الذكور والإناث، بسبب تزوير شهاداتهم الثانوية، في آب الماضي.

وشهدت مدينتا اعزاز وعفرين بريف حلب، في 8 من آب الماضي، مظاهرات لعشرات من طلاب الثانوية العامة، احتجاجًا على نتائج امتحان الثانوية، وارتفاع معدلات الرسوب، وطالب المتظاهرون بتحسين العملية التعليمية وإعادة النظر بالنتائج.

–