من “الرحلة” إلى “الحلم”.. تعرّف إلى كرتي مونديال قطر
أُسدل الستار مؤخرًا عن اسم ومواصفات الكرة الرسمية لكأس العالم التي ستُلعب بها مباريات الدور نصف النهائي والنهائي من بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليًا في قطر.
وبعد أن جرت منافسة دور المجموعات ودور الـ16 وربع النهائي من المونديال بكرة “الرحلة”، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن الكرة المستخدمة في نصف نهائي ونهائي مونديال قطر 2022، تحمل اسم “الحلم”.
وترصد عنب بلدي في هذا التقرير تصميم ومواصفات كرتي القدم “الرحلة” و”الحلم” المستخدمتين في بطولة كأس العالم 2022، وتسلّط الضوء على تاريخ موجز لكرات كأس العالم التي تركت بصماتها في البطولة التي تقام مرة كل أربع سنوات.
ما “الرحلة”؟
قبل أشهر من انطلاق المونديال، أعلن “فيفا” تسمية الكرة الرسمية التي تُستخدم في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر “الرحلة”، وذكر أن الاسم مستوحى من الثقافة والعمارة والقوارب الشهيرة وعلم دولة قطر التي تستضيف البطولة.
وتحتوي “الرحلة” على 20 لوحة، منها ثمانٍ عبارة عن مثلثات صغيرة ذات جوانب متساوية تقريبًا، و12 مثلثًا أكبر حجمًا، وشكلها مثل مخروط “الآيس كريم”.
ووضعت الشركة المصممة، “أديداس” الألمانية لتصنيع المعدات والألبسة الرياضية، فجوات صغيرة في سطح “الرحلة” لجعلها أقسى وأكثر ديناميكية هوائية، وغطّتها بخصائص تعطي سطحها إحساسًا سلسًا نسبيًا مقارنة بسابقاتها.
كرة “الرحلة” موصولة بشاحن كهربائي، تُشحن قبل انطلاقة كل مباراة، وسبب الشحن هو وجود حساسات إلكترونية ترسل 500 إشارة في الثانية للكاميرات الموجودة في الملعب وغرفة تقنية الفيديو (VAR)، وتُشحن لارتباطها بنظام كشف التسلل نصف الآلي.
واختبر باحثون يابانيون كرات كأس العالم الأربع الأخيرة في نفق هوائي بجامعة “تسوكوبا”، ووجدوا أن “الرحلة” تتميز بخصائص ديناميكية هوائية تشبه إلى حد كبير سابقاتها، وقد تتحرك أسرع قليلًا.
“الرحلة” هي الكرة رقم 14 في تاريخ نهائيات بطولات كأس العالم، وتعد الأولى في تاريخ البطولة التي تُصنع من الأحبار والمواد اللاصقة المائية، وتتميز بالانتقال خلال الطيران بسرعة تفوق أي كرة أخرى في تاريخ البطولة.
صُممت بأسس الاستدامة كأولوية، والغشاء الخارجي مصنوع من جلد البولي يوريثين، ما يحسّن الدقة والاستقرار عند الطيران والانحراف، ويوفر تصميمها الداخلي السرعة واتساق الحركة السريعة، مع أقصى قدر من الاحتفاظ بالهواء ودقة الارتداد.
“الحلم” في المربع الذهبي
صُنعت كرة “الحلم” بمواصفات تكنولوجية هي نفسها المستخدمة في “الرحلة”، التي تقوم على نظام “الكرة المتصلة” الذي صممته شركة “أديداس”، وهي تقنية تحدد حالات التسلل بشكل أكثر سرعة ودقة.
وتعتمد التقنية على بيانات تموضع اللاعبين داخل المستطيل الأخضر لتزوّد حكم الفيديو المساعد (VAR) بمعلومات آنية تمكّنه من اتخاذ القرارات الصحيحة.
وتقدم هذه التكنولوجيا الدعم اللازم للنظام شبه الآلي لتحديد وضعيات التسلل، ما يمكِّن من التعرف “بدقة متناهية” على اللحظة التي لُعبت فيها الكرة خلال حالات التسلل غير الواضحة، وذلك من خلال التوفيق بين بيانات الكرة الواردة من جهاز الاستشعار المثبت على “الحلم” وباستخدام تقنية الذكاء الصناعي.
وتعتبر كرة “الحلم” أول كرة في تاريخ الكرات الرسمية المستخدمة في نصف نهائي ونهائي كأس العالم التي تُصنع حصريًا من أحبار ومواد لاصقة مائية، بعد مراعاة حماية البيئة في تصميمها.
ويرتكز تصميم هذه الكرة على أرضية ذهبية اللون، عليها أشكال مثلثية صغيرة، مستوحاة من الصحارى التي تحيط بمدينة الدوحة، كما تشمل “الحلم” لون الكأس الأصلية لبطولة كأس العالم، وخطوطًا بلون العلم القطري.
“بروتوكول” الجلد المدوّر
أصبح استخدام وتخصيص كرة رسمية في كل نسخة من نهائيات كأس العالم لكرة القدم تقليدًا و”بروتوكولًا” رسميًا، لتحمل تصميمًا معينًا ورمزية خاصة بالحدث العالمي.
كانت الكرة تُصنع بالكامل من جلد الحيوانات، لكنها كانت تعاني الثقل، وتطورت مع البطولات المتلاحقة واستخدمت خامات وتقنيات عالية، حتى أصبحت أقل وزنًا وأكثر دقة وسرعة.
وشهدت النسخة الأولى من كأس العالم 1930 بالأوروغواي وجود كرتين، إذ لم تكن هناك كرة رسمية حينها، كما لم تكن هناك أي قاعدة متبعة بخصوص الجهة التي ستوفر الكرات، وبناء عليه، أحضر طرفا النهائي، الأرجنتين والأورغواي، كرتهما الخاصة إلى المباراة النهائية.
تقدمت الأرجنتين بهدفين لهدف في الشوط الأول، الذي شهد استخدام كرة تحمل اسم “Tiento”، قبل أن تعود الأورغواي في الشوط الثاني بكرتها الشهيرة “T-model” لتحسم المباراة بنتيجة أربعة أهداف لاثنين.
كانت نهائيات كأس العالم 1966 التي أُقيمت في إنجلترا هي آخر نسخة تشهد قيام البلد المضيف بتوفير كرات المباريات، وبعد مداولات متأنية، وقع اختيار الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم على كرة “Challenge 4-Star” المكونة من لوحة واحدة وتوفرت باللونين البرتقالي والأصفر.
في عام 1962، اختيرت شركة “أديداس” كشركة مصنعة رئيسة لكرات كأس العالم، وأصبحت كرات البطولة من تصميم الشركة بداية من بطولة كأس العالم 1970 وحتى المونديال الحالي.
كانت كرة “Telstar” أول كرة رسمية لمباريات كأس العالم في مونديال 1970 بالمكسيك، التي صممتها شركة “أديداس”، وتعد “Telstar” من أشهر كرات كأس العالم على مر العصور، وذلك بفضل تصميمها المكوّن من 32 لوحة سوداء وبيضاء.
تتكون معظم كرات القدم الحديثة من 12 لوحة من اللوحات الخماسية والسداسية الشكل، وبعضها يتكون من 32 لوحة، وتستخدم المضلعات لتكوين شكل الكرة الأقرب للشكل الدائري، ويصل وزن الكرة إلى ما بين 410 و450 غرامًا، وداخلها “بالون” مطاطي يمكّن الكرة من الانضغاط والارتداد.
اقرأ أيضًا: أرقام تاريخية وأخرى يصعب كسرها في كأس العالم بقطر
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :