ضغوط على وفد المعارضة قبل “جنيف”.. والهيئة تتمسك بـ “مبادئ الرياض”

  • 2016/01/24
  • 4:40 ص

إحدى الغرف التي ستضم المفاوضات بين المعارضة السورية والنظام في جنيف 23 كانون الثاني 2016

عنب بلدي – وكالات

تتعثر محادثات جنيف، قبل أيامٍ على انطلاقها، في ظل الضغوط التي تمارسها بعض القوى الدولية، لاستبدال رئيس الوفد الذي سمته الهيئة العليا للمعارضة السورية، العميد المنشق أسعد الزعبي، وكبير المفاوضين، محمد مصطفى علوش، أحد قادة جيش الإسلام، بآخرين مدنيين، وإضافة شخصيات من “القائمة الروسية”.

وصل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، السبت 23 كانون الثاني، إلى الرياض والتقى نظيره السعودي، عادل الجبير، إضافة إلى المنسق العام للهيئة، رياض حجاب، لتقديم مقترح بهذا الخصوص إضافة إلى محاور أخرى، ذكرت صحيفة الحياة أن من بينها التمثيل الكردي في المحادثات.

ويلتزم وفد هيئة المعارضة قبل التوجه إلى جنيف، بمبادئ مؤتمر الرياض، وهي تشكيل هيئة الحكم الانتقالية، واتخاذ خطوات “حسن نية”.

مفاوضات “غير مباشرة”

واستبعد نائب رئيس وفد المعارضة السورية إلى جنيف، جورج صبرا، إجراء محادثات سلام حتى لو كانت “غير مباشرة” مع النظام السوري، الجمعة 22 كانون الثاني.

وعزا صبرا عدم إجراء المحادثات إلى استمرار الضربات الجوية الروسية، وحصار النظام السوري للمناطق المأهولة بالسكان، داعيًا إلى وقف قصف المدنيين من قبل الطيران الروسي، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة.

نائب رئيس وفد المعارضة اعتبر أن بقاء هذه العقبات يعرقل المحادثات، موضحًا أن أي شكل ستجري وفقه المفاوضات “مقبول لكن يجب أن تُهيّأ الظروف والمناخات المناسبة”.

وكانت صحيفة الحياة نقلت عن مصادرها، السبت 23 كانون الثاني، أن المفاوضات بين الأطراف السوريين، ستنطلق أولًا بصيغة مفاوضات “غير مباشرة”، بحيث يجلس كل وفد في غرفة منفصلة ويتولى فريق دي ميستورا نقل المواقف بينهم، بهدف الاتفاق على أجندة المفاوضات أولًا، على أن تتبعها مرحلة ثانية من المفاوضات المباشرة، في حال الاتفاق على الأجندة.

الهيئة العليا للمعارضة تسمي وفدها إلى جنيف

الهيئة العليا للمفاوضات حددت، الأربعاء 20 كانون الثاني، أسماء أعضاء الوفد المشارك في مفاوضات جنيف، واختارت العميد المنشق أسعد الزعبي رئيسًا لوفد المعارضة، وجورج صبرا نائبًا، ومحمد علوش رئيس المكتب السياسي في جيش الإسلام كبيرًا للمفاوضين.

وتضم الهيئة كلًّا من هيثم المالح، ومحمد صبرا، وأحمد الحريري، وفؤاد عليكو، والعقيد عبد الباسط طويل، والمقدم محمد عبود، وسهير أتاسي، وبسمة قضماني، وأليس مفرج، وعبد المجيد حمو، وخلف داهود، ومحمد عطور، ونذير الحكيم.

المعارضة ترفض مشاركة صالح مسلم ضمن وفدها

تدعم روسيا مشاركة الاتحاد الديموقراطي الكردي، برئاسة صالح مسلم، مع وفد المعارضة السورية، في محادثات جنيف، الأمر الذي ترفضه المعارضة وحلفاؤها، وأبرزهم تركيا.

مسلم اتهم بدوره جيش الإسلام، الممثل ضمن الوفد، بأن “له نفس فكر تنظيمي القاعدة والدولة”.

واعتبر مسلم غياب الأكراد كـ “أطراف مؤثرة” في القضية السورية عن المحادثات، “تكرارًا لما حدث في جنيف 2″، في إشارة إلى مفاوضات فاشلة عقدت عام 2014، إلا أن المعارضة تؤكد حضور التمثيل الكردي ضمن الهيئة العليا، والوفد المفاوض، وجميع مؤسساتها.

دي ميستورا يؤيد مشاركة أربعة وفود

ذكرت وكالة آكي الإيطالية، الثلاثاء 19 كانون الثاني، أن دي ميستورا يؤيد مشاركة أربعة وفود في المفاوضات المرتقبة، كوسيلة لحل الإشكالية فيما يتعلق بتشكيلة وفد المعارضة، وأشارت إلى أن بعض دول مجموعة العمل من أجل سوريا رأت أن الفكرة معقولة.

وأوضحت الوكالة نقلًا عن مصادرها أن الاقتراح يتضمن تشكيل أربعة وفود، واحد للنظام، وآخر للهيئة العامة للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض، والثالث للمعارضة التي تتبناها موسكو، أما الوفد الرابع فهو بصفة مراقبين غير مفاوضين، قوام أغلب أعضائه من المجتمع المدني.

المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، رفض بدوره مشروع دي ميستورا، وقال “المعارضة السورية لن تشارك في المفاوضات إذا تمت دعوة طرف ثالث، وروسيا تعمل على إعاقة المفاوضات”، وفق وكالة “رويترز”.

النظام السوري يرسل قائمته إلى دي ميستورا

النظام السوري بدوره شكّل وفده المفاوض في محادثات جنيف، وعلى رأسه ممثله لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الخميس 21 كانون الثاني.

وسلم النظام أسماء وفده المفاوض، على أن يراسه الجعفري، ويشرف عليه نائب وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، بعضوية عدد من كبار المحامين وكبار موظفي وزارة الخارجية.

قائمة النظام السوري التي أرسلت إلى مكتب المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، ضمت أسماء 17 عضوًا، إلى جانب الجعفري ومقداد، بينهم السفير في جنيف حسام الدين آله، ومدير المكتب الصحفي في القصر الرئاسي، أمجد عيسى، إضافة إلى مستشار الخارجية أحمد عرنوس، ورئيس “المبادرة الكردية” عمر أوسي.

“القائمة الروسية” تشهد انسحابات

ثلاثة انسحابات شهدتها القائمة التي وضعتها روسيا كوفدٍ معارضٍ ثانٍ، سيكون مرافقًا لوفد الهيئة العليا للتفاوض، إحداها ريم تركماني، نائبة رئيس التحالف المدني السوري المعارض، التي قالت إنها تفاجأت بوضع اسمها ضمن القائمة.

وفي حديث إلى عنب بلدي، أوضحت ريم تركماني أن انسحابها ليس دعمًا لقائمة “الرياض” دون غيرها، لكنه يأتي في إطار دعم المسار التفاوضي بحد ذاته.

ورأت المعارِضة السورية أنه “من الكارثي أن تدخل المعارضة على المفاوضات بوفدين، سيضع هذا الأمر النظام مسبقًا في موقع متقدم”، وقالت “أنا لم أدخل في الأمر أصلًا لكي أنسحب منه، فجأة أرى اسمي يتداول ضمن قائمة أصبحت تستخدم كوسيلة ضغط بيد روسيا”.

وقللت تركماني من احتمال فشل القائمة الروسية، وأردفت “هم فورًا عوضوا عن الأسماء التي انسحبت، فقوة القائمة الروسية هي في روسيا وليس بأعضائها”.

بدوره هاجم رئيس الدائرة القانونية في الائتلاف المعارض، وعضو الوفد التفاوضي إلى جنيف، هيثم المالح،  كلًا من روسيا وبعض الشخصيات “المعارضة” التي تحاول فرضها في جنيف.

وأوضح المالح، في حديث إلى عنب بلدي، أن روسيا ومصر تحاولان فرض ضغوط لإعداد قائمة معارضة أخرى، إلى جانب الوفد الذي انبثق عن مؤتمر الرياض، فيما دعا خالد خوجة، رئيس الائتلاف السوري، موسكو إلى “إضافة قائمتها لوفد النظام إذا أرادتهم”.

من تضم القائمة الروسية؟

وتضم القائمة الروسية التي ظهرت إلى الإعلام، الجمعة 15 كانون الثاني، كلًا من رئيس حزب “الاتحاد الديموقراطي الكردي”، صالح مسلم، وممثله في أوروبا خالد عيسى، ورئيس مجلس سوريا الديموقراطي، هيثم مناع، وشريكته في رئاسة المجلس آسيا عثمان، وماجد حبو.

إلى جانب رئيس الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير، قدري جميل، ومازن غريبة، ورئيس المنبر الديموقراطي السوري، سمير العيطة، وسليم خير بك، وأمينة أوسو، وريم تركماني، وعباس حبيب، ورندة قسيس، ونمرود سليمان، وفاتح جاموس.

الائتلاف و45 فصيلًا عسكريًا يحددون موقفهم قبل “جنيف”

وقبل التوافق على عقد محادثات جنيف، وتحديد موعد نهائي لعقدها، أصدرت فصائل عسكرية سورية معارضة، بيانًا مشتركًا مع الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري، دعمت فيه العملية السياسية “ضمن ثوابت الثورة”، السبت 23 كانون الثاني.

وبحسب البيان فإن “قوى الثورة السورية اتفقت على دعم العملية السياسية”، مؤكدةً على “وجوب التنفيذ الكامل للبنود (12 و13)، الواردة في القرار 2254، وصدر عام 2015، والذي يختص بالشأن الإنساني”، واعتبرته “حقًا إنسانيًا لا يمكن بدء العملية التفاوضية قبل تنفيذه”.

واتهم البيان، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بمسؤوليته في استمرار الحصار والتجويع وقصف المدنيين، عازيًا السبب إلى “عدم إلزام النظام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن، المتضمنة في القرار ذاته”.

ورفض ما وصفها بـ “الإملاءات الروسية”، وتدخلها في العملية السياسية والتفاوضية، “من خلال العدوان العسكري والابتزاز السياسي، إضافة إلى التدخل السافر في شؤون المعارضة السورية”.

وحمّل البيان نظام الأسد وحليفه الروسي مسؤولية فشل العملية السياسية، في ظل استمرار “جرائم الحرب”، إثر قتل المدنيين وحصارهم وتجويعهم، وتدمير البنية التحتية، ورفض تنفيذ القرارات الإنسانية لمجلس الأمن قبل بدء المفاوضات.

البيان وقعت عليه الهيئة السياسية للائتلاف السوري، إضافة إلى 45 فصيلًا عسكريًا، أبرزها: جيش الإسلام، والجبهة الجنوبية، وفيلق الشام، والفرقة الشمالية، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام.

ويرى مراقبون أن لقاء كيري مع الجبير وحجاب في الرياض، سيكون حاسمًا في تحديد وفد المعارضة والاتفاق على أجندة المفاوضات في جنيف، تزامنًا مع ورود أنباء عن احتمالية توجيه المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، دعوات خطية للأطراف بخصوص حضور المحادثات، غدًا الاثنين.

قال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الولايات المتحدة وتركيا مستعدتان لحل عسكري في سوريا، إذا لم يكن التوصل لتسوية سياسية ممكنًا، وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، السبت 23 كانون الثاني.

مقالات متعلقة

سياسة

المزيد من سياسة