المثنى "الإسلامية" في قفص الاتهام
اختطاف “محافظ درعا” يربط خيوط اغتيال “اليتيم”
عنب بلدي – خاص
توتر أمني غير مسبوق تشهده درعا، عقب اتهامات وجّهت لحركة المثنى الإسلامية، بوقوفها وراء اختطاف رئيس مجلس المحافظة، يعقوب العمار، الذي أخلي سبيله من أحد سجونها، بحسب روايات متطابقة، تلتها اتهامات جديدة للفصيل ذاته بوقوفه وراء اغتيال رئيس محكمة “دار العدل في حوران“، الشيخ أسامة اليتيم.
اتهامات لـ “المثنى” قابلتها الحركة بالنفي
رفضت حركة المثنى اتهامها بالوقوف وراء اختطاف يعقوب العمار، رغم بيانات متطابقة خرجت من جيش اليرموك وجيش أحرار العشائر، أحد فصائل الجيش الحر في المحافظة، إلى جانب بيان من محكمة “دار العدل”، واتهام مباشر من العمار نفسه، عقب خروجه.
وفي بيان نشر الأحد 17 كانون الثاني، أوضح جيش اليرموك أنه استطاع الكشف عن عدة سجون سرية تابعة لحركة المثنى الإسلامية في محافظة درعا، وتم “تحرير” الدكتور يعقوب من أحد السجون التابعة للحركة في بلدة صيدا، الخميس 14 كانون الثاني.
السجن الذي أخفي فيه رئيس مجلس المحافظة عقب إعادة انتخابه في كانون الأول الماضي، هو منزل العميد سليمان قطاش، ويقطنه أحد قادة حركة المثنى، ويدعى “أبو عمر صواعق”، بحسب البيان، الذي أوضح أن عمليات التدقيق والتحري كانت تحت مظلة “خلية الأزمة” المنبثقة عن “دار العدل”، لإعادة الأمان إلى المحافظة، ونجحت في إحداث خرق أمني على مستوىً عالٍ في قيادة الحركة.
مصادر مطلعة كشفت لعنب بلدي أن العملية التي نفذت الخميس على سجون المثنى كانت بمشاركة جيش أحرار العشائر، وأنها أفضت إلى إخلاء سبيل كل من: الرائد أحمد التركماني، الملازم حسن أبو حوران، حسن الحتيتي.
في اليوم ذاته، خرج يعقوب العمار مؤكدًا، في تسجيل مصور، وقوف حركة المثنى وراء اختطافه، مطالبًا الجهات الأمنية والقضائية بملاحقة منفذي هذا العمل.
وضعت “دار العدل” يدها على مقرين لـ “المثنى” في ريف درعا الشرقي، بعد يومين على الاتهامات المباشرة للحركة، وأصدرت المحكمة بيانًا، الأربعاء 20 كانون الثاني، أعلنت فيه أن قوة عسكرية من الفصائل الموقعة على بيان “القوة التنفيذية” للمحكمة، داهمت مقر الحركة في بلدة صيدا، ومقرها الآخر في بلدة الكحيل، شرق المحافظة.
وبررت وضع يدها على المقرين كونهما كانا مركزي حجز وتوقيف لعدد من المختطفين، من بينهم رئيس مجلس محافظة درعا، يعقوب العمار، منوهةً أن المقرين سيبقيان تحت وصايتها إلى حين انتهاء التحقيق.
دار العدل: كشفنا قاتل اليتيم
في اليوم الذي وضعت دار العدل يدها على مقرات “المثنى”، أصدرت نيابتها العامة لائحة اتهام رسمية ومذكرة إحضار، بحق عددٍ من الأشخاص، قالت إنهم متورطون بجريمة اغتيال رئيسها السابق، أسامة اليتيم، من بينهم “أبو عمر صواعق”، قيادي الحركة.
وفي اتصال لعنب بلدي مع رئيس دار العدل الحالي، القاضي عصمت العبسي، قال “من خلال الشهادات، وهي كثيرة لأن مكان الاغتيال منطقة تكثر فيها بساتين الزيتون، وكان حينها موسم القطاف، نتج توصيف دقيق لطريقة الاغتيال وأوصاف السيارات وبعض المنفذين”.
وأضاف “لدينا أدلة قوية تشير إلى الفصيل العسكري الذي نفذ عملية الاغتيال، ومن خلال التمحيص والتدقيق ومقاطعة الأدلة تعززت قناعاتنا بأشخاص بعينهم”، دون أن يسمي الفصيل أو المتهمين.
أحمد اليتيم، شقيق الشيخ أسامة، قال عبر صفحته في فيسبوك، إن “دار العدل توصلت بعد التحقيق، إلى أن حركة المثنى الإسلامية هي المتهمة بقتل أسامة، مع أربعة أشخاص كانوا معه في سيارته”.
ووجهت المحكمة طلبات “الإحضار” للفصيل لتسليم المطلوبين، لكنهم هُرّبوا، وفق رواية القاضي عصمت العبسي، الذي أضاف “اضطررنا للاستعانة بالفصائل لإخضاعهم”.
التهمة الموجهة للمطلوبين لا تقتصر على عملية اغتيال اليتيم، وإنما “تتسع لتشمل خطف عددٍ من القيادات الثورية واغتيال آخرين، والقيام بأعمال سطو مسلح”، بحسب العبسي، الذي أشار إلى أن خطف “محافظ درعا” واغتيال الشيخ بشار الكامل، نائب رئيس دار العدل، هي من بين الاتهامات.
واغتيل الشيخ أسامة اليتيم بطلق ناري وهو في سيارته، منتصف كانون الأول الماضي، إلى جانب أخويه ومرافقيه أحمد سعيد وإبراهيم شريف صوايا، ليختطف يعقوب العمار من قبل مجموعة ملثمة في 28 من الشهر ذاته، بعد أربعة أيام على إعادة انتخابه رئيسًا لمجلس المحافظة للمرة الثانية على التوالي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :