عنب بلدي – محمد النجار
“وُجدت الأرقام القياسية لكي تُكسر”، مقولة لازمت عالم الجلد المدوّر المليء بالأرقام والألقاب والإنجازات، وتتناقلها ألسن جماهير ومشجعي كرة القدم خلال نهائيات كأس العالم التي تقام حاليًا في قطر.
وتتوجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة إلى بعض النجوم في العرس العالمي، والذين حطموا الأرقام القياسية مع منتخباتهم، مع احتمالية زيادة غلتهم منها، كونهم لا يزالون ينافسون بفي الأدوار المتقدمة في أول تجمع رياضي كروي عالمي تشهده منطقة الشرق الأوسط ودولة عربية في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وترصد عنب بلدي في هذا التقرير أبرز نجوم المستطيل الأخضر الذين سجّلوا أرقامًا تاريخية يصعب الوصول إليها في البطولة التي تعد الأكثر شعبية في العالم، وبعض “الأرقام الصعبة” في ذاكرة المونديال منذ انطلاق صافرته في الأورغواي عام 1930.
ميسي يحمل إرث مارادونا
مع انطلاق صافرة المونديال في قطر، ولعب الأرجنتين مباراتها الأولى أمام السعودية، كسر النجم ليونيل ميسي (35 عامًا) الرقم المشترك مع لاعبَي الأرجنتين، الأسطورة الراحل دييغو أرماندو مارادونا وخافيير ماسكيرانو، بعدد المشاركات في بطولة كأس العالم، وأصبح ميسي ليونيل اللاعب الأرجنتيني الوحيد الذي يشارك في خمس نسخ متجاوزًا اللاعبَين بأربع نسخ لكل منهما.
وانفرد البرغوث، كما يلقبه عشاقه، بالرقم القياسي لعدد المباريات التي يخوضها أي لاعب أرجنتيني في بطولات كأس العالم من خلال مشاركته، في 30 من تشرين الثاني الماضي، أمام منتخب بولندا في الجولة الثالثة من مباريات الدور الأول لكأس العالم، رافعًا رصيده إلى 22 مباراة، متفوقًا على مارادونا الذي استحوذ على الرقم القياسي حتى بداية المونديال الحالي برصيد 21 مباراة.
ورفع ميسي رصيده في كأس العالم إلى تسعة أهداف، بعد تسجيله هدفًا في مرمى أستراليا بدور الـ16 من المونديال في 3 من كانون الأول الحالي، متفوقًا على مارادونا الذي يملك ثمانية أهداف، وكانت المباراة رقم 1000 في تاريخ ميسي الكروي الذي يسعى لتحطيم المزيد من الألقاب، وأغلاها وهو لقب كأس العالم.
وأصبح ميسي في المركز الثاني الأول بجدول ترتيب هدافي الأرجنتين ببطولة كأس العالم على مر التاريخ، بعد مناصفة مع المهاجم جابرييل باتيستوتا صاحب العشرة أهداف، بعد أن سجل ميسي هدفصا في مرمى هولندا بالدور ربع النهائي في 9 من كانون الأول الحالي، وتأهلت الأرجنتين إلى نصف النهائي بعد ركلات ترجيحية.
كما يعتبر ميسي هداف الأرجنتين التاريخي في إجمالي البطولات، إذ سجل أكثر من 94 هدفًا، وكانت مباراته أمام أستراليا، المباراة الدولية رقم 169.
بعد سنوات من الألقاب مع برشلونة، وتحقيقه لقب كوبا أمريكا عام 2021 بفوزه على البرازيل، وتتويجه في حزيران الماضي بلقب كأس الأبطال بانتصاره على إيطاليا، يحلم الأرجنتيني ميسي بمعانقة اللقب الأول في تاريخه، والذي ينقص خزانته، رغم تحقيق الأرجنتين اللقب في نسختي 1978 و1986.
وتبلغ القيمة السوقية لميسي، لاعب باريس سان جيرمان، 50 مليون يورو، وفق موقع “Transfermarkt” للإحصائيات، وانضم إلى النادي الباريسي في 10 من آب 2021، ويستمر حتى 30 من حزيران 2023، مع خيار التمديد لسنة إضافية، وهو الحائز علىصاحب الرقم القياسي في إحراز جائزة الكرة الذهبية بسبع مرات.
رونالدو.. ماكينة الأهداف
بعد تسجيله هدفًا في مرمى غانا بدور المجموعات في مونديال قطر، صار النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو اللاعب الوحيد في تاريخ نهائيات كأس العالم الذي يسجل أهدافًا في خمس نسخ.
وتجاوز رونالدو الأرقام السابقة للبرازيلي بيليه والألمانيين أوفه زيلر وميروسلاف كلوزة، الذين سجلوا في أربعة نهائيات فقط، ويُعتبر البرتغالي كريستيانو رونالدو أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف عبر التاريخ، بأكثر من 835 هدفًا خلال 1173 مباراة، وكسر الرقم العالمي المسجل باسم النمساوي جوزيف بيكان الذي سجل 805 أهداف.
وسجل رونالدو 118 هدفًا مع منتخب البرتغال من 192 مباراة خاضها معه، وبذلك حطم الرقم القياسي كهداف تاريخي للمنتخبات في العالم، والمسجل قبله باسم الإيراني، علي دائي، وله 109 أهداف.
ويملك الدون، كما يلقبه عشاقه، ثمانية أهداف، وعينه وحرمه المنتخب المغرب من على تسجيل الهدف التاسع ليتساوى مع الرقم الذي يملكه هداف البرتغال الأول في كأس العالم الأسطورة أوزيبيو، وذلك بعد خروج البرتغال من الدور ربع النهائي أمام المنتخب المغربي بهدف دون رد في ١٠ من كانون الأول الحالي..
البرتغالي رونالدو الحائز على خمس جوائز للكرة الذهبية، تراجع مستواه المعهود، وشهدت فترة لعبه مع مانشستر يونايتد تخبطات عديدة منذ انضم إلى صفوفهم، في 1 من آب 2021، وكان النادي نشر، في 22 من تشرين الثاني الماضي، بيانًا على موقعه الرسمي، أعلن فيه رحيل رونالدو عن مانشستر، وتراجعت قيمة اللاعب السوقية إلى 20 مليون يورو.
مبابي قادم لتحطيم الأرقام
يتصدّر اسم اللاعب الفرنسي الشاب كيليان مبابي قائمة هدافي مونديال قطر برصيد خمسة أهداف قابلة للزيادة، وأصبح أصغر لاعب يصل إلى هذا العدد من الأهداف في تاريخ كأس العالم بعمر 23 عامًا.
كما أصبح مبابي لاعب باريس سان جيرمان أول فرنسي يسجل أكثر من أربعة أهداف في نسخة واحدة من كأس العالم منذ عام 1958، المسجل باسم جوست فونتين، وله 13 هدفًا في النسخة حينها.
ويملك مبابي تسعة أهداف في 11 12 مباراة خلال نهائيات كأس العالم، وبتسجيله لهدفين في مرمى المنتخب البولندي في دور الـ16، تصبح المرة الأولى التي يسجل خلالها لاعب ثنائية في دور الـ16 ضمن نسختين متتاليتين من كأس العالم، ففي روسيا 2018، سجل مبابي هدفين خلال مباراة أمام المنتخب الأرجنتيني، انتهت بفوز فرنسا 4 – 3.
انضم مبابي إلى منتخب الديوك الفرنسية في 25 من آذار 2017، وظهر معهم في 63 مباراة سجل خلالها 33 هدفًا، كما خاض مبابي كيليان 13 مباراة مع منتخبي بلاده تحت 17 سنة و19 سنة، وسجل خلالها سبعة أهداف.
ولعب ضمن صفوف نادي موناكو موسم 2015ـ 2016، ثم انتقل إلى باريس سان جيرمان في 1 من تموز 2018، ولعب 309 مباريات للفريقين، سجل لهما 221 هدفًا.
وأعلن النادي الباريسي، في 21 من أيار الماضي، عن تجديد عقد اللاعب مبابي حتى 30 من حزيران 2025، وتبلغ القيمة السوقية للفرنسي 160 مليون يورو، ومن المتوقع أن يسجل أرقامًا جديدة له وللمنتخب الفرنسي.
جيرو.. هداف الديوك التاريخي
صار أوليفيه جيرو الهداف التاريخي لمنتخب الديوك الفرنسية برصيد 52 هدفًا، متجاوزًا الرقم القياسي السابق والمسجل باسم تيري هنري وله 51 هدفًا.
وسجل جيرو هدفه رقم 52 في مرمى منتخب بولندا بفي دور الـ16 من مونديال قطر، وهو الهدف الثالث له في هذا المونديال، وسجل هدفه رقم 53 أمام منتخب إنجلترا في الدور نصف النهائي، ليصبح رصيده في مونديال قطر أربعة أهداف، واضعًا اسمه على قائمة الهدافين بعد مواطنه مبابي.
ويشارك أوليفيه جيرو (36 عامًا) في النهائيات للمرة الثالثة مع المنتخب الفرنسي، ويلعب ضمن صفوف نادي إي سي ميلان الإيطالي، منذ 17 من تموز 2021، وينتهي عقده في 30 من حزيران 2023.
وانضم جيرو لمنتخب الديوك في 11 من تشرين الثاني 2011، وخاض معهم 117 مباراة، كما لعب الفرنسي مع أبرز الأندية الأوروبية، مثل أرسنال وتشيلسي ومونبيليه، وخاض في كل المسابقات 536 مباراة، وسجل خلالها 218 هدفًا، في جميع الأندية.
وكرّم رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، نويل لوغريت، المهاجم أوليفييه جيرو، بعد انفراده بلقب الهدّاف التاريخي لمنتخب فرنسا، وقدّم قميصًا لجيرو يحمل الرقم 52 نسبة لعدد أهدافه مع المنتخب.
أرقام صعبة في تاريخ النهائيات
توجد أرقام قياسية عديدة قابعة في ذاكرة العرس العالمي الذي يقام مرة كل أربع سنوات، منها ما اقترب تحطيمه، ومنها من الصعب الوصول إليه، ومنها ما يستحيل تجاوزه نظرًا إلى لقرارات اتخذها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال السنوات الماضية.
وأبرز هذه الأرقام، حالة اللاعب ديان ستانكوفيتش، الذي لعب بثلاثة منتخبات وثلاث جنسيات، وهي ظاهرة نادرة في النهائيات، ولا يمكن أن تحدث مستقبلًا.
– خاض ستانكوفيتش مونديال 1998 في فرنسا كلاعب شاب مع منتخب يوغوسلافيا، وبعد تفكك الاتحاد اليوغوسلافي لعب مع منتخب صربيا والجبل الأسود في مونديال ألمانيا 2006، ولاحقًا انفصلت دولة الجبل الأسود عن صربيا، ليمثّل ستانكوفيتش منتخب صربيا في مونديال جنوب إفريقيا 2010.
– يمتلك البرازيلي بيليه أو “الجوهرة السوداء” أرقامًا قياسية عديدة على مستوى كأس العالم، فهو أكثر لاعب فاز بلقب المونديال بثلاث مرات في نسخ 1958 بالسويد، و1962 في تشيلي، و1970 في المكسيك، ولا يوجد لاعب من الجيل الحالي المشارك في بطولة كأس العالم بقطر سبق له أن فاز بكأس العالم أكثر من مرة.
– يعد الحارس السابق لمنتخب مصر عصام الحضري، الملقب بـ”السد العالي”، أكبر لاعب في تاريخ كأس العالم يشارك في النهائيات، وهو رقم لا يزال كسره صعبًا، وشارك الحضري في مونديال روسيا عام 2018 وعمره 45 عامًا و161 يومًا، في حين أن أكبر لاعب يشارك في مونديال قطر هو الحارس المكسيكي ألفريدو تالافيرا صاحب الـ40 عامًا.
– يعتبر أسطورة الكاميرون روجي ميلا أكبر لاعب يسجل هدفًا في كأس العالم نسخة 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية، وسجل حينها أمام روسيا بعمر 42 عامًا و39 يومًا، ولن يتمكن أي لاعب في نسخة مونديال قطر من تحطيم هذا الرقم.
– شهدت نفس مباراة روجي ميلا بين روسيا والكاميرون رقمًا قياسيًا من الصعب تحطيمه أيضًا، عندما سجل الروسي أوليغ سالينكو خمسة أهداف في اللقاء الذي انتهى بفوز روسيا 6- 1، ليصبح سالينكو أكثر لاعب يسجل في مباراة واحدة خلال تاريخ كأس العالم.
– يعد الألماني أوتو ريهاجل أكبر مدير فني في تاريخ كأس العالم بعمر 71 عاما و317 يومًا، عندما قاد اليونان في كأس العالم 2010، ولن يتم كسر هذا الرقم في نسخة مونديال قطر، لأن الهولندي المخضرم لويس فان جال، المدير الفني للطواحين، سيكون أكبر مدرب في قطر بعمر 71 عامًا و104 أيام.
– لم يستطع أي لاعب تهديد رقم الفرنسي جوست فونتين القياسي، كأكثر لاعب يسجل في نسخة واحدة من كأس العالم، منذ أن سجل 13 هدفًا في مونديال السويد 1958، وحاول الألماني جيرد مولر لكنه توقف عند عشرة أهداف في نسخة 1970 بالمكسيك.
– قاد ثلاثة مدربين فقط منتخبات بلادهم للفوز بلقب كأس العالم، بعد أن فازوا بالمسابقة في أثناء مسيرتهم كلاعبين، وهم البرازيلي ماريو زاغالو في 1958 و1962 لاعبًا، وفي 1970 مدربًا، والألماني فرانز بيكنباور في 1974 لاعبًا، وفي 1990 مدربًا، والفرنسي ديديه ديشامب في 1998 لاعبًا، وفي 2018 مدربًا، ويملك ديشامب حظًا بحصد اللقب الثاني تواليًا، إذ لا تزال فرنسا تلعب تحت قيادته في دور ربع النهائي من المونديال.