نزوح أهالي المرج متواصل مع استمرار المعارك فيها

  • 2016/01/24
  • 4:12 ص

هيثم بكار – الغوطة الشرقية

نزح معظم أهالي مدن وبلدات منطقة المرج في ريف دمشق، تحت وطأة ظروف إنسانية مأساوية، في ظل البرد الشديد، وتوجهوا نحو عمق الغوطة الشرقية، باحثين عن مأوى وطعام يسد رمقهم.

وجاء نزوح الأهالي عقب استمرار الحملة العسكرية التي تشنها قوات الأسد، بمساندة الميليشيات العراقية واللبنانية والطائرات الحربية الروسية، منذ أكثر من ثلاثة أشهر على المرج، في محاولة للسيطرة عليها، في الوقت الذي تصدّ فصائل المعارضة المسلحة تلك الهجمات.

الصحفي أسامة المصري، تحدث عن أوضاع النازحين الذين فروا من المرج، وقال إن معظمهم  يعيشون في مناطق افترشوا فيها الأرض والتحفوا السماء.

وألمح المصري في حديثه لعنب بلدي إلى أن مؤسسات إغاثية تجهز مخيمات للنازحين في منطقة المرج، مؤكدًا أن معظمهم لا يملكون منازل تؤويهم، ولا أسقف ترد البرد عنهم، ولا حتى مدافئ تكون عونًا لأطفالهم، على حد وصفه.

7500 عائلة نزحت خلال ثلاث سنوات

ووثق المكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية  نحو 7500 عائلة، نزحت من قرى وبلدات المرج إلى باقي مدن وبلدات الغوطة الشرقية، التي ترزح تحت حصار منذ أكثر من ثلاث سنوات.

كما وثق تدمير قرابة 360 منزلًا تدميرًا كاملًا، إضافة إلى تضرر نحو 1400 آخرين بأضرارٍ وصفها بـ”البالغة”، واستهداف خمسة مراكز طبية دمر أحدها بالكامل، فيما تعرضت عشر مدارس وروضتا أطفال للقصف، ما أدى لخروجها عن الخدمة.

مدير قسم العلاقات العامة في المكتب الإغاثي الموحد، محمد غزال، تحدث لعنب بلدي، عن المشاريع التي أطلقها لإغاثة نازحي المرج منذ بداية المعارك في المنطقة،  وقال إن مطابخ المكتب تحت اسم “المطبخ الخيري”، تقدم وجبات الطعام للعائلات المُهَجَّرة والمنكوبة، إضافة إلى توزيع ربطات الخبز.

وطرح المكتب مشروع إعادة تأهيل المنازل، ويهدف بحسب غزال، إلى ترميم المنازل المتضررة جراء القصف الذي تتعرض له الغوطة الشرقية، من خلال مكاتب الإسكان التابعة له.

بينما يوفر مشروع السلل الغذائية الإسعافية، مساعدات غذائية وطبية للأهالي في ظل القصف المتكرر الذي زاد في الفترة الأخيرة، ولا سيما عقب التدخل الروسي المباشر، وخاصة في المناطق المجاورة للعاصمة والغوطة الشرقية، وفق غزال.

ويدير المكتب مشروعًا آخر، يؤمّن من خلاله البيض والحليب والتمر، للمرضى والمصابين في الغوطة الشرقية، الذين يعانون من نقص التغذية، في ظل نقص الأدوية اللازمة للعلاج، وقال غزال إن عوائق كثيرة حالت دون الوصول لهذه الفئة، موضحًا أن المشروع يستهدف ألفي مصاب، يحصل كل منهم على سلة تحوي جميع المواد.

مراسل عنب بلدي التقى أبو منصور، أحد النازحين من بلدة مرج السلطان وأب لثلاثة أطفال،  وقال إنه خرج مع عائلته وما استطاعوا حمله من ثياب من منزله في المرج، وتوجه إلى بلدة الشيفونية، مضيفًا “مكثنا ليلة في العراء حتى جاء أحد الخيّرين واستضافنا في منزله”.

أما أم حسين، وهي أرملة لديها طفلان، ونازحة من بلدة النشابية، اعتبرت أنها فقدت أعز ما تملك بنزوحها عن منزلها، قائلة “شكرًا لكل من ساعد وكل من يقدر أن يخفف عنا، ولكن ما أعطتنا إياه إحدى المؤسسات ولا أعرف من هي، من حطب وطعام لا يكفينا شيئًا”.

وتقع منطقة المرج في القسم الشرقي من الغوطة الشرقية لدمشق، وتضم 28 بلدة وقرية منها: النشابية، ونولة، وبزينة، ومرج السلطان، وحتيتة الجرجش، وبالا، وقد تعرضت لحملة شرسة من قبل قوات الأسد، منذ بداية الثورة السورية، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية، وصعدت القوات من هجماتها على المنطقة، في التاسع من تشرين الأول الماضي.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا