“الأجدى أن ننضم إلى قوائم المعتقلين من أن نسير في جنازات المعتقلين السابقين وأفراد أسرهم”.
هكذا عبّرت المحامية والناشطة الحقوقية رزان زيتونة في كتابها “الشعب يريد إسقاط السجون”، الصادر في 13 من آذار 2011، عن جديّة وخطورة الجريمة التي تُرتكب بحق المعتقلين في سوريا.
ويوافق اليوم، الجمعة 9 من كانون الأول، الذكرى السنوية التاسعة لاختفاء رزان زيتونة، التي جرى اختطافها عام 2013 من قبل مجموعة مسلحة مجهولة في مدينة دوما (الخارجة عن سيطرة النظام حينها)، بالغوطة الشرقية، وتحديدًا من “مكتب توثيق الانتهاكات” الذي كانت تديره.
وليست رزان الوحيدة التي اختُطفت خلال تلك الحادثة، فإلى جانبها تعرض للاختطاف كل من زوجها الناشط وائل حمادة، والناشطة سميرة الخليل، والناشط ناظم حمّادي، واقتيدوا جميعًا إلى مكان مجهول.
المشارك في مرصد “حرمون” وفي برنامج “المبادرات المدنية” التابعَين لمركز “حرمون للدراسات المعاصرة” فادي كحلوس، كان أعد كتابًا ضمن سلسلة “شخصيات سورية”، حمل اسم “رزان زيتونة.. الحضور والغياب”، وروى الكتاب تفاصيل معمقة ترتبط بـ”المناضلة الحاضرة الغائبة”.
وتتهم الشهادات التي تضمنها الكتاب فصيل “جيش الإسلام”، الذي كان مسيطرًا على دوما حينها، باختطاف المحامية.
وفي بيان نشره عبر حسابه في “تويتر”، جدد “جيش الإسلام”، في آذار 2021، تأكيده عدم وجود علاقة له باختفاء رزان زيتونة، كما نفى سيطرته على مدينة دوما وقت حدوث الاختطاف عام 2013، بل كانت حينها “تعج بعشرات الفصائل التي اتضح فيما بعد عمالة بعضها لجيش الأسد”.
بيان صادر عن قيادة #جيش_الإسلام عطفاً على توضيحاته الكثيرة بخصوص اختفاء المحامية والناشطة الثورية "رزان زيتونة" ورفاقها. pic.twitter.com/ArQg7q7ppl
— جيش الإسلام (@jaishalslam) March 2, 2021
اختفاء قسري
المحامي المتخصص في القانون الجنائي الدولي المعتصم الكيلاني، أوضح لعنب بلدي أن القانون الدولي لحقوق الإنسان يصنف هذا النوع من الجرائم تحت مسمى الاختفاء القسري، الذي يحدث عند اختطاف شخص ما أو سجنه من قبل دولة أو منظمة سياسية أو طرف ثالث، بتفويض أو دعم أو موافقة من دولة أو منظمة سياسية.
وفي حالات الاختفاء القسري، لا يجري الاعتراف بمصير الشخص أو مكان وجوده، بغرض وضع الضحية خارج نطاق حماية القانون.
وتفاعل، الخميس، ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع ذكرى اختطاف رزان ورفاقها.
https://twitter.com/etherealsadiym/status/1601225738056867840
الذكرى السنوية التاسعة لاختطاف الناشطة الحقوقية رزان زيتونة وزملائها في العمل في مدينة دوما بمحافظة ريف دمشق من قبل أمنيي جيش الإس*لام#خاين_يلي_بيخطف_ثائر pic.twitter.com/Z1BiJR4oQ8
— محمد عساف (@mhmdassaf123) December 9, 2022
واتهمت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” فصيل “جيش الإسلام” بالوقوف خلف حادثة اختطاف رزان ورفاقها، مشيرة إلى رفضه في ذلك الوقت فتح تحقيق في القضية.
–