في الدقائق الأخيرة الحساسة من مباراة المغرب أمام البرتغال في ربع نهائي مونديال قطر، طُرد اللاعب المغربي وليد شديرة.
لم يلتفت المدرب وليد الركراكي لقرار الطرد، وتوّجه بندائه وتوجيهاته المباشرة إلى “الرقم 8” على أرض الملعب عز الدين أوناحي (22 عامًا)، الذي يمثّل دماغ ورئتي المنتخب المغربي في وسط الميدان.
أوناحي بدوره لم يكن بحاجة إلى من يذكّره بأدواره، فقد قطع كل أجزاء الملعب ووُجد في كل مكان، وأسهم بتأهل المغرب إلى نصف النهائي، كأول منتخب إفريقي يصل إلى هذا الإنجاز، أمام منتخب البرتغال، أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب.
قبل 18 شهرًا، كان أوناحي يلعب في دوري الدرجة الثالثة الفرنسي، واليوم يلعب لنادي إنجيه في الدرجة الأولى، قبل أن ينفجر في قطر.
ازداد تقييم أوناحي مباراة بعد أخرى مع منافسات المونديال، ليقدم أفضل ما لديه في مباراتي الدورين ثمن النهائي وربع النهائي، أمام إسبانيا والبرتغال.
وفي المؤتمر الصحفي بعد إقصائه أمام المغرب في ثمن النهائي، قال المدرب الإسباني، لويس إنريكي، إن اللاعب المغربي “رقم 8” لفت انتباهه.
وقال إن هذا اللاعب مدهش ويمتلك قوة خارقة، وكان يراه موجودًا أينما التفت في الملعب.
خسر منتخب إسبانيا أمام نظيره المغربي 3×0 بركلات الجزاء الترجيحية في دور الـ16، إثر تعادلهما في الوقت الأصلي والإضافي من دون أهداف.
يمثّل أوناحي “رقم 8” في عالم كرة القدم أفضل تمثيل، فهو يحتل المساحة من منطقة جزاء فريقه إلى منطقة جزاء الخصم، ويربط الخطوط معًا.
ومع لاعب مثله يتمتع بالسرعة والذكاء معًا، يتحول المنتخب من الدفاع إلى الهجوم بأسرع طريقة ممكنة، أو يعمل على استراتيجية معاكسة، بتهدئة رتم اللعب، لترتيب الصفوف وحرمان الخصم من الكرة.
“منذ أن كنت في الخامسة أو السادسة من عمري، كنت ألعب ضد المنافسين بضعف طولي”، قال أوناحي. علّمه هذا الافتقار إلى اللياقة البدنية أن يستفيد إلى أقصى حد من نقاط قوته الرئيسة، التحكم الدقيق بالكرة وتحركه السريع والقوي.
يحب أوناحي الجري. ركض عندما لعب في كأس دانون للناشئين، ركض عندما انضم لأول مرة إلى أكاديمية “محمد السادس” لكرة القدم، وركض ليصنع اسمه في كرة القدم الفرنسية.
في نادي إنجيه، ركض ما يقارب من 14 كيلومترًا بمباراة واحدة في “Ligue 1″، مسجلًا رقمًا قياسيًا للمسافة المقطوعة.
Azzedine Ounahi is 22 years old, is playing for the bottom-ranked team in Ligue 1, and has been sensational alongside Sofyan Amrabat and Selim Amallah in Morocco’s midfield. Can see him getting a big move after this tournament. pic.twitter.com/RKC2bPJ9Hk
— Zach Lowy (@ZachLowy) December 7, 2022
وقضى الأسابيع التي سبقت وصوله إلى قطر ينافس النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في ترتيب المراوغات الناجحة.
في الصيف الماضي، رفض عروضًا من أماكن أخرى للالتزام مع ناديه إنجيه، ولذلك نال إشادة من مدرب المنتخب المغربي آنذاك، وحيد خليلودزيتش، الذي قال إنه “ولد مليء بالموهبة وله مستقبل عظيم. من الحكمة البقاء حيث هو في نادٍ حيث سيلعب ويعمل بجد. إنه يعرف أنه يمكن أن يكون لديه مسيرة مهنية رائعة”.
وكان أوناحي تألق بشكل لافت في المباراة الأخيرة المؤهلة إلى المونديال، في آذار الماضي، أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، التي أقيمت في ملعب “مركب محمد الخامس” بالدار البيضاء.
وأحرز حينها هدفين، وأسهم في تأهل منتخب المغرب إلى نهائيات كأس العالم 2022، عندما فاز الأسود 4×1.
وحسب موقع “Transfer Markt” للإحصائيات، تبلغ القيمة السوقية للمغربي عز الدين أوناحي 3.5 مليون يورو.
انضم لنادي إنجيه الفرنسي في 14 من تموز عام 2021، وجدد عقده في 20 من آب 2022، وينتهي في 30 من حزيران عام 2026.
لكن من المتوقع أن تزداد العروض المقدمة لإنجيه من فرق كبرى للحصول على خدمات اللاعب، في الانتقالات الشتوية والصيفية المقبلة.
لعب المغربي أوناحي مع ناديه إنجيه في كل المسابقات لهذا الموسم 21 مباراة، بينما انضم إلى منتخب المغرب بتاريخ 10 من كانون الأول 2022، وشارك معه في 14 مواجهة وسجل هدفين.
وكان قد بدأ مشواره الكروي مع الفرق السنية في نادي راسينغ ستراسبورغ الفرنسي خلال الفترة من 2018 الى 2020.
انتقل بعدها إلى نادي إفرانش ولعب معه موسم 2020ـ 2021، وأخيرًا إلى نادي إنجيه في الدوري الفرنسي للدرجة الأولى.
وسبق لعز الدين أوناحي ان انتسب إلى أكاديمية “محمد الخامس” لكرة القدم في العاصمة الدار البيضاء، وتلقى فيها تعاليمه الكروية قبل أن يتوجه لعالم الاحتراف خارج المغرب.
–