وصل الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى المملكة العربية السعودية اليوم، الأربعاء 7 من كانون الأول، في زيارة وصفتها بكين بأنها أكبر مبادرة دبلوماسية لها في العالم العربي.
ويحضر بينغ خلال الزيارة، وهي ثالث رحلة خارجية له منذ بداية 2020، القمة الافتتاحية للصين والدول العربية، واجتماع دول مجلس التعاون الخليجي الست، بحسب وكالة “رويترز“.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، إن الزيارة “أكبر وأعلى حدث دبلوماسي بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وستصبح علامة فارقة في تاريخ العلاقات الصينية- العربية”.
زيادة مخزون النفط وإنعاش الاقتصاد
وتأمل الصين من الزيارة زيادة مخزوناتها النفطية، وإنعاش اقتصادها المتضرر من إجراءات الإغلاق الصارمة إثر انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وتعتمد الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، بشكل كبير على النفط السعودي، إذ تدفع عشرات المليارات من الدولارات سنويًا للمملكة.
من جهتها، تحاول دول الخليج العربية إعادة ضبط سياستها الخارجية مع توجيه الولايات المتحدة اهتمامها إلى أماكن أخرى في العالم.
وعززت الحرب الروسية على أوكرانيا، والموقف الغربي من موسكو، رغبة دول الخليج العربي في تعزيز علاقاتها مع الصين، بحسب وكالة “أسوشيتد برس“.
في مقابل زيادة مشتريات الصين من النفط، تحاول السعودية الاستفادة من خبرتها في البناء بمدينة “نيوم” المستقبلية على البحر الأحمر، التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار.
وبلغت قيمة الاستثمارات السعودية في الصين 8.6 مليار ريال، وجاءت المملكة بالمرتبة الـ12 في ترتيب الدول المستثمرة بالصين حتى نهاية 2019.
بالمقابل، بلغت قيمة الاستثمارات الصينية في المملكة 29 مليار ريال بنهاية 2021، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية (واس).
وكانت الولايات المتحدة أعربت عن مخاوف أمنية بشأن تنامي مشاركة الصين في مشاريع البنية التحتية الحساسة بالخليج.
وقالت مجموعة أوراسيا الاستشارية للمخاطر السياسية في تقرير، إنه مع عدم وجود خلافات كبيرة بين الصين والسعودية بشأن حقوق الإنسان، فإن زيارة بينغ “من المرجح أن تكون أكثر إيجابية” من الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى المملكة في تموز الماضي.
تنامي قوة الصين
على مدى العقود القليلة الماضية، نمت الصين لتصبح مركز التصنيع في العالم، وأكبر مصدر للسلع، ما حوّلها من سوق ناشئة إلى قوة اقتصادية عظمى.
واتسمت فترة رئاسة الزعيم الصيني، جين بينغ، بالطموحات الكبيرة، إذ تتمثّل رؤيته في جعل الصين القوة العالمية الرائدة بحلول عام 2049، وذلك في الذكرى المئوية للحكم الشيوعي.
وبينما كانت تشهد كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تحديًا لتفوقهما الاقتصادي، ظهرت الصين، وبين عامي 2002 و2022، شهدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تراجعًا في حصتهما من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بنفس الفترة التي ارتفعت فيها حصة الصين.
اقرأ أيضًا: سياسات الصين لمنتصف القرن الـ21.. هيمنة وقمع
–