تقرير حقوقي يوثّق تجنيد أطفال في “الجيش الوطني” شمالي سوريا
قالت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” الحقوقية، إن “حركة التحرير والبناء” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، مستمرة بتجنيد الأطفال، ووثّقت بيانات 17 طفلًا تم تجنيدهم واستخدامهم في مهمات قتالية.
واستندت المنظمة في تقريرها الصادر اليوم، الأربعاء 7 من كانون الأول، إلى بيانات لـ17 طفلًا مجندين في صفوف “حركة التحرير والبناء”، وشهادات لعائلات بعض الأطفال، وقياديَّين في الفصيل.
وذكر التقرير أن فصائل “التحرير والبناء”، وهي “أحرار الشرقية” و”الفرقة 20″ و”جيش الشرقية” و”صقور الشام”، جنّدت أطفالًا ضمن صفوفها.
وأشارت المنظمة إلى أن “أحرار الشرقية” و”الفرقة 20″ و”جيش الشرقية” ضمت 800 مقاتل جديد إلى صفوفها منذ مطلع العام الحالي، وتقدّر نسبة الأطفال المجندين بنحو 40%.
وتخرّج العناصر من ثلاثة معسكرات تدريبية، أعلنت عنها “حركة التحرير والبناء” على الحسابات الرسمية، وعلى حسابات الفصائل التابعة لها.
وأضاف التقرير أن الفصيل تلاعب ببيانات الأطفال الشخصية، مشيرًا إلى دور أهالي الأطفال الذين قدموا أوراقًا ثبوتية مغلوطة (هويات شخصية مزوّرة)، لافتًا إلى أن استصدار تلك الهويات كان من مراكز السجل المدني التابعة للمجالس المحلية في المنطقة.
ورصدت المنظمة اتباع الفصائل في تجنيد الأطفال أسلوبين، الأول هو الإعلان الرسمي عن رغبة الفصيل بضم عناصر جدد إليه، وذلك عن طريق الحسابات الرسمية لها على مواقع التواصل الاجتماعي، والثاني اختيار عناصر من الفصيل للأطفال، وإغراء ذويهم بالمال والميزات الأخرى.
وأوضحت المنظمة أن فصائل تنضوي تحت راية “الجيش الوطني”، جنّدت منذ مطلع العام الحالي ما لا يقل عن 40 طفلًا، وأخضعتهم لمعسكرات تدريبية إلى جانب المنتسبين الجدد البالغين.
ورغم نفي “الجيش الوطني” وجود عمليات تجنيد لأطفال، وتعهده بمحاسبة المخالفين، وتسريح الأطفال في حال وجودهم، لا تزال الاتهامات موجودة، رغم بيان وزارة الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة” المظلة السياسية لـ”الجيش الوطني”، في أيار 2020.
ونص البيان على منع تجنيد أو تطوع الأطفال دون سن الـ18 ضمن “الجيش الوطني”، كما نص على وجوب التسريح الفوري للأطفال المنتسبين.
ويسيطر “الجيش الوطني” على ريفي حلب الشرقي والشمالي ومدينتي تل أبيض ورأس العين شمال شرقي سوريا، وتنضوي تحت رايته فصائل عديدة بمسميات مختلفة.
“حركة التحرير والبناء”
شُكّلت “حركة التحرير والبناء”، في 15 من شباط الماضي، بعد اندماج كل من “أحرار الشرقية” و”جيش الشرقية” و”الفرقة 20″ و”صقور الشام”، وكُلّف حينها قائد “جيش الشرقية”، الرائد حسين الحمادي، بقيادة التشكيل، بينما عُيّن قائد “أحرار الشرقية”، المعروف بـ”أبو حاتم شقرا”، نائبًا له.
ويتركّز عمل “الحركة” في مدينتي رأس العين شمال غربي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة، منطقة عمليات “نبع السلام”، وبنسبة أقل في ريفي حلب.
وتُتهم الفصائل المنضوية تحت راية “حركة البناء والتحرير” بارتكابها العديد من الانتهاكات، حتى وصلت إلى فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات، في آذار 2021، على فصيل “أحرار الشرقية”.
وشملت العقوبات حينها أحمد إحسان فياض الهايس المعروف باسم “أبو حاتم شقرا”، ورائد جاسم الهايس الملقب بـ”أبو جعفر شقرا”، وهما قياديان في “تجمع أحرار الشرقية”.
اقرأ أيضًا: “حركة التحرير والبناء”.. اندماج جديد تحت مظلة “الجيش الوطني”
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :