أطلق ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة لتسليط الضوء على آلاف المعتقلين في سجون النظام السوري، في محاولة للتأثير إعلاميًا على المجتمع الدولي، ومطالبته بإخراجهم قُبيل المفاوضات، المزمع عقدها بين المعارضة والنظام، أواخر الشهر الحالي.
رسائل تلقاها ناشطون من ذوي المعتقلين، كانت هي الدافع لبدء حملة “خروجي قبل تفاوضكم”، بحسب طارق الحموي، أحد القائمين عليها، ومدير قسم الفوتوغراف في شبكة شام الإعلامية، الذي قال لعنب بلدي إن ناشطين تلقوا رسائل من ذوي المعتقلين، طالبت بتسليط الضوء على معاناة أبنائهم وأقاربهم في سجون الأسد، والمطالبة بالإفراج عنهم قبل الجلوس على طاولة التفاوض.
وكانت مضايا دافعًا رئيسيًا لذوي المعتقلين، للمطالبة بإخراج أبنائهم، بعد النجاح الكبير الذي حققه الإعلام في الضغط على المجتمع الدولي لإدخال المساعدات العاجلة إليها، وإنقاذ نحو 40 ألف مدني محاصر فيها، وفقًا للحموي.
معتقلون سابقون يشاركون بقصصهم
معتقلات ومعتقلون سابقون، شاركوا الحملة قصصهم وآلام تجاربهم داخل المعتقلات، منهم دانيا، الفتاة الدومانية، التي تحدثت لعنب بلدي عن تجربتها داخل المعتقلات “اعتقلت بسبب نشاطي المعارض على صفحتي في موقع فيسبوك، وبقيت في المعتقلات مدة عام وشهر، تنقلت خلالها بين أقبية الأمن والمخابرات في طرطوس ودمشق”.
تعرضت دانيا للتعذيب الجسدي والنفسي خلال تجربة وصفتها بـ “المريرة” داخل سجون الأسد، وشاركت بالحملة كي توصل صوت المعتقل الغائب داخل السجون، حسب قولها، وأضافت “تكلمت بصوت كل المعتقلين الذين يواجهون آلامًا أصعب من الموت، وكي أوصل صوتي لأي شخص يمكنه مساعدتهم.. لست يائسة من هذه الحملة، فقطرة الماء صغيرة، لكنها تستطيع حفر الصخر”.
استمرار رغم احتمال الفشل
محاولة للضغط على الدول الراعية لمؤتمر جنيف 3، هو ما يحاول ناشطو الحملة تحقيقه، بحسب رضوان الهندي، أحد ناشطي الحملة في مدينة حمص، وقال لعنب بلدي “نحن نسعى للضغط على الدول والمعارضة بعدم قبول التفاوض قبل الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين في السجون، رغم يقيننا برفض النظام ذلك بادئ الأمر، وإيجاد ذرائع لذلك بدعم من حلفائه”.
احتمال الفشل ربما سيحيط بالحملة، رغم كل الجهود المبذولة لإنجاحها، لكن الاستمرار فيها هو واجب إنساني لا يمكن التخلي عنه، كما رأى الهندي، وتابع “نؤمن أن ما نقوم به هو لرفع الظلم عن شعبنا، وسنزرع الأمل في ظل محاولة أعداء الثورة زرع اليأس والظلم”.