يشهد مركز محافظة السويداء جنوبي سوريا هدوء حذرًا وإغلاقًا جزئيًا للمحال بعد مظاهرة وأحداث اقتحام لمبنى المحافظة، أدت إلى وقوع قتيلين وعدة إصابات.
وبحسب موقع “السويداء 24” المحلي، شهد اليوم، الاثنين 5 من كانون الأول، عودة الهدوء إلى شوارع المدينة، مع حركة محدودة للمارة في الأسواق.
وتسبب إطلاق النار، الأحد، بتضرر بعض واجهات المحال في محيط مبنى المحافظة.
ويشهد مبنى قيادة الشرطة المجاور لمبنى المحافظة استنفارًا من القوى الأمنية، وفق الشبكة، في حين لم تخرج في المدينة اليوم أي تجمعات احتجاجية، مع بدء عمال البلدية عمليات التنظيف في محيط مبنى المحافظة.
ونقل موقع “الراصد” المحلي أن الحركة طبيعية، وحركة المواصلات خفيفة نتيجة نقص الوقود، وعلى الرغم من أن أغلبية مدارس المدينة فتحت أبوابها، منع الأهالي أبناءهم من الذهاب إلى المدارس بسبب الخوف والقلق الذي راودهم من اليوم السابق.
وأوضح الناشط مروان حمزة المقيم في مدينة السويداء لعنب بلدي، أن الوضع طبيعي في المدينة، مع إغلاق جزئي في الأسواق وحالة حذر.
وأضاف أن آثار إطلاق النار وتكسر واجهات المحال تطغى على محيط مبنى المحافظة، كما أشار إلى عدم وجود أي نية لتحركات احتجاجية اليوم.
وبثت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون اليوم، الاثنين، مشاهد من داخل مبنى المحافظة، تظهر آثار حريق وتخريب طال المبنى.
ماذا حدث؟
بدأت، ظهر الأحد، مظاهرة خرج فيها المئات من أبناء المحافظة للتنديد بالأحوال الاقتصادية وارتفاع الأسعار في البلاد.
وتطورت أحداث المظاهرة إلى اقتحام المتظاهرين مبنى المحافظة، حيث مزّقوا صور رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وبحسب موقع “السويداء 24″، أحرق المحتجون مصفحة لقوات النظام بمحيط مبنى المحافظة بعد اقتحامه.
وأوضح ناشطون محليون لعنب بلدي، أن قوات النظام أطلقت الرصاص الحي على مقتحمي مبنى المحافظة، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 18 آخرين، فيما اتهمت وزارة الداخلية في حكومة النظام المتظاهرين بقتل عنصر من شرطة المدينة.
وأرجع الناشطون انطلاق المظاهرة في السويداء إلى “تراكمات سابقة” لقمع النظام للسكان، وتردي الحالة المعيشية.
من جهتها، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا وصفت فيه المتظاهرين في السويداء بـ”الخارجين عن القانون”، واتهمت بعضهم بحمل الأسلحة وإطلاق النيران.
وأشارت الوزارة إلى أن المتظاهرين دخلوا المبنى “بقوة السلاح”، و”خربوا” أثاث المكاتب، و”سرقوا” محتويات المبنى، و”أضرموا” النار بالمبنى وبالسيارات المحيطة به، واتهمتهم “بإطلاق النار عشوائيًا”.
واختتم البيان بتهديد المتظاهرين بملاحقتهم، واتخاذ “الإجراءات القانونية بحق كل من يعبث بأمن واستقرار محافظة السويداء وسلامة مواطنيها”.
وليست المرة الأولى التي تخرج فيها مظاهرات بمحافظة السويداء، إذ قطع محتجون، في أيلول الماضي، طريق أم ضبيب، احتجاجًا على تردي الواقع المعيشي.
وشهد شباط الماضي خروج العشرات في مظاهرات لأكثر من عشرة أيام، طالبوا فيها بتحسين الوضع المعيشي، بالتزامن مع رفع الدعم الحكومي من قبل حكومة النظام عن شريحة كبيرة من أبناء المحافظة.
ومنذ عام 2020، تشهد محافظة السويداء احتجاجات شعبية متكررة تحوّل بعضها إلى مظاهرات ذات مطالب سياسية، نادت بإسقاط النظام السوري، بينما لم يتجاوز معظمها حدود المطالب بتحسين الواقع الأمني والخدمي.
–