وصفت وزارة الداخلية في حكومة النظام السوري المتظاهرين في السويداء بـ”الخارجين عن القانون”، واتهمت بعضهم بحمل الأسلحة وإطلاق النيران.
وجاء في بيان للوزارة اليوم، الأحد 4 من كانون الأول، أن “مجموعة من الأشخاص الخارجين عن القانون، وبعضهم يحمل أسلحة فردية، أقدموا على قطع الطريق بالإطارات المشتعلة بجانب دوار المشنقة في محافظة السويداء”.
وأضافت الوزارة، “ثم توجهوا فيما بعد إلى مبنى المحافظة، وأطلقوا عيارات نارية بشكل عشوائي، ما أدى إلى إصابة عنصر وعدد من المواطنين الموجودين في المكان”.
وأشارت الوزارة إلى أن المتظاهرين دخلوا المبنى “بقوة السلاح”، و”خربوا” أثاث المكاتب، و”سرقوا” محتويات المبنى، و”أضرموا” النار بالمبنى وبالسيارات المحيطة به، بحسب قولها.
واتهمتهم بقتل عنصر من قوات النظام من مبنى قيادة الشرطة، إثر محاولتهم اقتحام المبنى و”تصدي” العنصر لهم.
في حين ذكرت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أن العنصر قُتل على يد “قناص”، في أثناء تصديه لـ”الخارجين عن القانون”.
واختتم البيان بتهديد المتظاهرين بملاحقتهم، واتخاذ “الإجراءات القانونية بحق كل من يعبث بأمن واستقرار محافظة السويداء وسلامة مواطنيها”.
ولم يأتِ البيان على ذكر المظاهرة التي اندلعت قبل اقتحام المتظاهرين مبنى المحافظة، ولا المطالب التي نادى بها المحتجون نتيجة الأوضاع الاقتصادية والخدمية المتردية، كما لم يذكر وجود أي إصابات بين المتظاهرين.
بينما أشار رئيس مجلس محافظة السويداء، رسمي العيسمي، عبر التلفزيون الرسمي السوري إلى هذه المطالب، وأرجع سببها إلى “الحصار على الوطن”، وطالب أهالي السويداء بـ”التهدئة والصبر”.
بدوره، قال عضو الهيئة الروحية الإسلامية التوحيدية في مدينة جرمانا بريف دمشق عبد اللطيف كرباج، عبر إذاعة “شام إف إم” المحلية، “المواطن له الحق بأن يشكو وأن تلبى مطالبه قدر الإمكان دون العبث بمقدرات البلد كونه لا يحل مشكلة، وعلى الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها بألا نصل إلى هذا الوضع”.
مظاهرة قوبلت بالعنف
وكان شخص قُتل وأصيب متظاهرون جراء إطلاق نيران في محيط مبنى المحافظة، بحسب ما نقلته شبكة “الراصد” وموقع “السويداء 24” المحليان اليوم، الأحد، عن مصدر طبي في مستشفى “السويداء” الحكومي، إذ توفي الشاب مراد المتني متأثرًا بجروحه، مع وقوع عدة مصابين.
وبدأت المظاهرة ظهر اليوم، حين خرج المئات من أبناء المحافظة للتنديد بالأحوال الاقتصادية وارتفاع الأسعار في البلاد.
وتطورت أحداث المظاهرة إلى اقتحام المتظاهرين مبنى المحافظة، حيث مزّق المتظاهرون صور رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وقال موقع “السويداء 24″، عبر “فيس بوك“، إن المحتجين أحرقوا مصفحة لقوات النظام بمحيط مبنى “السرايا” الحكومي بعد اقتحامه.
وبالتزامن مع الاضطرابات التي تشهدها المدينة، أشعل محتجون الإطارات على طريق دمشق- السويداء، بالقرب من قرية حزم.
وأوضح ناشطون محليون لعنب بلدي، أن قوات النظام أطلقت الرصاص الحي على مقتحمي مبنى “السرايا”، ما أدى إلى إصابة نحو خمسة أشخاص بعضهم بحالة خطرة.
وأرجعوا ما حصل اليوم في السويداء إلى “تراكمات سابقة” لقمع النظام للسكان، وتردي الحالة المعيشية.
الناشط مروان حمزة، المقيم في مدينة السويداء، أوضح لعنب بلدي أن المظاهرة بدأت بشكل سلمي بمطالب اقتصادية وخدمية، ولكن أحد الحواجز الأمنية أطلق النار على المتظاهرين ما أدى إلى “استفزاز” المتظاهرين و”فلتان الأمور وخروجها عن السيطرة”.
ورغم محاولة قوات النظام منع المتظاهرين من الدخول إلى مبنى المحافظة، حيث لم يكن المحافظ موجودًا، دخل المحتجون المبنى وحطموا بعض الأثاث وصور رئيس النظام.
وأضاف الناشط أن نحو ألف متظاهر شاركوا اليوم في الاحتجاجات.
وليست المرة الأولى التي تخرج فيها مظاهرات بمحافظة السويداء، إذ قطع محتجون، في أيلول الماضي، طريق أم ضبيب، احتجاجًا على تردي الواقع المعيشي.
وشهد شباط الماضي خروج العشرات من المتظاهرين لأكثر من عشرة أيام.
ومنذ عام 2020، تشهد محافظة السويداء احتجاجات شعبية متكررة تحول بعضها إلى مظاهرات ذات مطالب سياسية، نادت بإسقاط النظام السوري، بينما لم يتجاوز معظمها حدود المطالب بتحسين الواقع الأمني والخدمي.
–