عنب بلدي – محمد النجار
أخفقت ثلاثة منتخبات عربية من أصل أربعة مشاركة بنهائيات كأس العالم في قطر، بالتأهل وتخطي مرحلة المجموعات في البطولة التي تعد الأكثر شعبية بالعالم.
وبقيت حظوظ العرب وآمالهم معلّقة على منتخب المغرب الذي تأهل للدور الـ16، في أول تجمع رياضي كروي عالمي تشهده منطقة الشرق الأوسط ودولة عربية في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
أداء جيد وحضور لافت ونتائج تاريخية في بعض المباريات لم تشفع لكل من منتخبي تونس والسعودية بتجاوز مرحلة المجموعات، في حين كان أداء المنتخب القطري مخيّبًا لآمال الجماهير التي انتقدت ما قدّمه على المستطيل الأخضر.
أسود الأطلس.. أمل العرب
يحمل منتخب المغرب العربي، أو أسود الأطلس كما يلقبه عشاقه، آمال العرب في المونديال، بعد تأهله متصدّرًا المجموعة السادسة برصيد سبع نقاط، جمعها من تعادل سلبي مع كرواتيا، وانتصار بهدفين دون رد على بلجيكا، وفوز بهدفين لهدف على كندا، وهو المنتخب العربي الوحيد الذي لم يخسر في البطولة.
وتأهل مع المغرب ثانيًا المنتخب الكرواتي برصيد خمس نقاط، في مجموعة شهدت صدامات ومواجهات قوية، استطاع المنتخب المغربي أن يترأسها بأداء نال إشادة وإعجاب الجماهير المتابعة لمونديال العالم عامة، والجماهير العربية خاصة.
وشهدت المجموعة خروج منتخب بلجيكا المدجج بالنجوم والذي يحتل المركز الثاني في تصنيف “فيفا” العالمي للمنتخبات، وخروج المنتخب الكندي الذي لم يحقق أي انتصار بعد عودته للمونديال منذ مشاركته لأول مرة 1986.
ويلاقي المنتخب المغربي نظيره الإسباني في دور الـ16 من البطولة، في 6 من كانون الأول الحالي، حاملًا طموح العرب من أجل المضي قدمًا في البطولة لتحقيق رقم تاريخي جديد له في كأس العالم، إذ يعد التأهل إلى ثمن النهائي في مونديال المكسيك عام 1986 أفضل إنجاز لمنتخب أسود الأطلس في كأس العالم.
وتعتبر مشاركة المغرب في مونديال قطر السادسة في تاريخه ضمن نهائيات كأس العالم بعد الظهور في بطولات: 1970، 1986، 1994، 1998، 2018.
وصار المهاجم يوسف النصيري أول لاعب مغربي يسجّل في نسختين مختلفتين من كأس العالم، بتسجيله مؤخرًا في مرمى كندا وتسجيله في 2018 ضد إسبانيا.
العنابي يخيّب الآمال
كان صاحب الأرض، المنتخب القطري، أول المغادرين من كأس العالم مع انتهاء الجولة الثانية من دور المجموعات، بعد ثلاث خسائر، وبأداء غير مرضٍ للجماهير التي كانت تنتظر نتائج إيجابية، وانتهازًا للفرصة بعوامل الأرض والجمهور والتحضير الجيد، إذ حصلت قطر على حق الاستضافة منذ 12 عامًا.
كان الخروج مبكرًا مخيّبًا للآمال المعقودة، فهو الحضور القطري الأول في نهائيات كأس العالم منذ انطلاق صافرتها في 1930 بالأوروغواي، ولم يستطع العنابي تحصيل أي نقطة، وتذيّل ترتيب مجموعته الأولى.
وخسر العنابي في افتتاحية كأس العالم أمام الإكوادور بهدفين دون رد، في 20 من تشرين الثاني الماضي، وبثلاثة لهدف أمام السنغال، وفي مباراة تحصيل حاصل خسر بهدفين دون رد أمام هولندا.
وتأهل عن المجموعة إلى دور الـ16 كل من منتخبي هولندا برصيد سبع نقاط، والسنغال ثانيًا بست نقاط.
نتيجة تاريخية لا تكفي تونس
لم يشفع الفوز التاريخي لمنتخب تونس على بطل العالم نسخة 2018 المنتخب الفرنسي بهدف دون رد، في الجولة الثالثة من دور المجموعات، بالتأهل إلى دور الـ16 من النهائيات.
أربع نقاط من تعادل سلبي مع الدنمارك وخسارة بهدف دون رد أمام أستراليا وفوز على فرنسا، وضعت المنتخب التونسي في المركز الثالث من المجموعة خلف الفرنسي الأول والأسترالي الثاني.
ولم تكلل المشاركة السادسة لنسور قرطاج في نهائيات كأس العالم بالنجاح، إذ لم يصعد من مرحلة المجموعات في جميع مشاركته في نسخ: 1978، 1998، 2002، 2006، 2018، 2022.
وكان المنتخب التونسي أول منتخب من إفريقيا يفوز بمباراة في كأس العالم عندما تغلب على المكسيك بثلاثة أهداف لهدف في كأس العالم لكرة القدم 1978.
أداء للأخضر دون تأهل
خرج المنتخب السعودي من مرحلة المجموعات رغم المفاجأة التي أحدثها بفوز تاريخي على الأرجنتين في الجولة الأولى بهدفين لهدف، في مواجهة لأول منتخب عربي ضد الأرجنتين في تاريخ كأس العالم، وتكللت بالفوز عليه أيضًا.
أداء لافت وحضور مميز على المستطيل الأخضر اقتصر على فوز وحيد على التانجو وخسارة من بولندا بهدفين دون رد، ومن المكسيك بهدفين لهدف، جعل المنتخب السعودي يتذيّل ترتيب المجموعة الثالثة برصيد ثلاث نقاط.
وتأثر الأخضر السعودي بإصابة عدد من لاعبيه أمثال سلمان الفرج وياسر الشهراني ومحمد البريك، وعبد الإله المالكي بسبب الإيقاف، في مشاركة تعد السادسة للسعودية في نهائيات كأس العالم بعد نسخ: 1994، 1998، 2002، 2006، 2018.
ولم يتمكن الأخضر السعودي من تجاوز مرحلة المجموعات خلال مشاركاته سوى مرة واحدة كانت نسخة مونديال 1994.
لم يلبِّ المونديال تطلّعات الشارع الرياضي العربي، لكنه حمل معه أرقامًا جديدة لخزينة المنتخب السعودي، كالفوز التاريخي على الأرجنتين والذي كسر سلسلة تاريخية للمنتخب الأرجنتيني الذي وصل إلى 36 مباراة دون هزيمة، وحرم التانجو من كسر رقم إيطاليا كأكثر فريق في التاريخ على صعيد سلسلة “اللاهزيمة”.
ونجح قائد المنتخب السعودي سالم الدوسري في معادلة رقم سعودي صامد منذ 28 عامًا، عندما سجل هدفين في مونديال قطر، معادلًا رقم مواطنه فؤاد أنور قائد الأخضر السابق.
كما عادل الدوسري رقم مواطنه النجم المعتزل سامي الجابر بتسجيله ثلاثة أهداف في تاريخ المونديال كأكثر اللاعبين العرب إحرازًا للأهداف في كأس العالم، مع التونسي وهبي الخزري.
أرقام “خجولة”
مشاركات عديدة لمنتخبات عربية في العرس العالمي كانت خجولة ولا تلبي الطموحات، حققت أرقامًا لا تعبّر عن آمال الجماهير وتطلّعاتهم، وأبرزها:
–احتاجت المنتخبات العربية إلى 44 عامًا حتى تسجل الفوز الأول لها في كأس العالم (أول مشاركة كانت في 1934 لمنتخب مصر)، وهو الذي جاء في نسخة الأرجنتين 1978، حين فاز المنتخب التونسي 3-1.
-منتخب مصر هو صاحب أول مشاركة عربية على الإطلاق في البطولة في كأس العالم بإيطاليا 1934.
-اللاعب المصري عبد الرحمن فوزي هو أول لاعب عربي على الإطلاق يسجل ثنائية في مباراة واحدة بكأس العالم، وجاء ذلك أمام المجر في نسخة إيطاليا 1934.
-منتخب السعودية هو أول فريق عربي يلعب المباراة الافتتاحية لكأس العالم، وكانت ضد روسيا في نسخة 2018 وانتهت بخسارته خمسة صفر، ثم لعبت قطر مباراة الافتتاح في المونديال الحالي، وخسرتها بهدفين أمام الإكوادور.
-أفضل مشاركة عربية في كأس العالم كانت من نصيب المنتخب المغربي، الذي احتل المركز الـ11 في الترتيب العام للبطولة بالمكسيك 1986 عقب خروج ألمانيا في دور الـ16 بالخسارة بهدف دون مقابل.
-المنتخب الجزائري هو الفريق العربي الأفضل في الترتيب التاريخي لكأس العالم بحلوله في المركز الـ43 برصيد 12 نقطة من أصل 13 مباراة، قبل مونديال قطر.