الأسعار هاجسهم الأول..
كأس العالم يُخرج السكان من “بؤس المخيمات” في الحسكة
الحسكة – مجد السالم
على الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها النازحون في مخيم “التوينة”، الذي يبعد نحو خمسة كيلومترات عن شمال غربي الحسكة، لم تتراجع هواية متابعة وتشجيع فرق كرة القدم لدى النازحين فيه، خصوصًا مع انطلاق كأس العالم في قطر منتصف تشرين الثاني الماضي.
وتنوعت وسائل حضور المباريات والاحتفالات بالفوز لدى النازحين في المخيم، إلا أن الهدف منها كان واحدًا، إرضاء الشغف ومتابعة مباريات المنتخبات المفضّلة مباشرة.
الهواتف المحمولة لعرض المباريات
الشاب شهاب المطر (25 عامًا) قال لعنب بلدي، إنه كان محظوظًا لامتلاكه هاتفًا محمولًا تمكّن من تثبيت تطبيقات وبرامج عليه لمشاهدة أحداث كأس العالم عبرها.
يمضي شهاب معظم وقته يستخدم هذه التطبيقات، ويتابع أحداث المونديال منذ انطلاقه بتفاصيلها، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
شهاب اشتكى من أسعار باقات الإنترنت في المخيم، فتكلفة الباقة المحددة بـ25 جيجابايت تصل إلى نحو 35 ألف ليرة سورية (ستة دولارات تقريبًا)، لكنه يتجاهل هذه المشكلة حتى الآن، معتبرًا أن تشجيع الأرجنتين “يستحق ذلك”.
ويعتمد شباب المخيم على الاشتراك في مجموعات لشراء باقات الإنترنت لمشاهدة المباريات مع الأصدقاء عبر جهاز أحدهم.
من المخيم إلى مقاهي الحسكة
لؤي سليمان (31 عامًا) فضّل حضور مباريات كأس العام في المقاهي العامة بالحسكة، التي جهزت شاشات كبيرة من أجل الحدث، لأن المشاهدة الجماعية ستجعل الأجواء “حماسية واحتفالية”.
لؤي قال لعنب بلدي، إن اتفاقًا عقده مع مجموعة من أصدقائه للحضور في مقهى معيّن قبل بداية عرض المباريات، إذ ينتظرون الحافلة التي ستقلهم من مخيم “التوينة” إلى مدينة الحسكة يوميًا لحضور المباريات.
أجواء المباريات وحماسة التشجيع تُخرج لؤي ورفاقه إلى حد ما من “بؤس المخيم” ولو لساعات، بحسب ما قاله لعنب بلدي، ويتمنى لو أن معظم المباريات تُنقل خلال ساعات النهار، لكن المباريات المهمة منها تُلعب ليلًا وتستمر حتى وقت متأخر، ما يصعّب عليه العودة إلى مكان سكنه في المخيم نظرًا إلى عدم توفر المواصلات.
أسعار الخدمة في المقاهي، بما فيها الشعبية، مكلفة نوعًا ما، بالنسبة للنازحين القادمين من المخيمات، بحسب لؤي.
ويتكلف الشخص الواحد بين 15 ألفًا و20 ألف ليرة سورية لحضور المباراة، وتناول بعض المشروبات خلال الجلسة.
ويزداد اهتمام سكان المخيمات بحضور المباريات يومًا بعد آخر، بحسب ما رصدته عنب بلدي من آراء سكان بعض المخيمات المنتشرة شمالي وغربي الحسكة، على الرغم من ظروفهم الصعبة.
بعض النازحين في مخيم “التوينة” لم يكونوا من المهتمين بحضور المباريات خلال السنوات الماضية، لكن فوز المنتخب السعودي المفاجئ على الأرجنتين، واحتفال الناس به، كان دافعًا لهم للاحتفال، ما زاد من شعبية البطولة.
كما أن توفر التلفاز أو الشاشات الصغيرة لدى بعض النازحين في خيامهم أو مساكنهم المؤقتة، دفع بجيرانهم لزيارتهم لحضور المباريات عبر إنشاء اتصال (اقتران) بين الهاتف المحمول وشاشة التلفاز.
وتعتبر هذه الوسيلة الأكثر شيوعًا لحضور المباريات في المخيم، خصوصًا أن عددًا قليلًا جدًا من قاطنيه يمكنهم تأمين اشتراك بالقنوات الرياضية المأجورة، وهناك ما هو أكثر أولوية من الرياضة، كتأمين المواد الغذائية الأساسية.
تجارة اشتراكات القنوات الرياضية
مع انطلاق مباريات كأس العالم في قطر، رصدت عنب بلدي إعلانات نشرتها بعض المحال التجارية في الحسكة عن بيعها اشتراك في القنوات الرياضية، عبر أجهزة “بي إن سبورت”، أو عبر الإنترنت.
وتبلغ تكلفة تركيب جهاز مع لاقط إشارة (صحن) واشتراك في قناة رياضية لمدة عام 27 دولارًا أمريكيًا، بينما تبلغ تكلفة تجديد الاشتراك عند انتهاء العام 15 دولارًا.
وتفاوتت أسعار هذه الخدمات بين المحال التجارية، إذ بلغ سعر الجهاز فقط مع اشتراك لمدة عام 30 دولارًا، بينما عُرض في محل تجاري آخر بسعر 40 دولارًا.
وفي حال تأمين الاشتراك فإن مشكلة الكهرباء تقف عائقًا أمام متابعة المباريات، وهي مشكلة لا حلول لها، بحسب ما رصدته عنب بلدي لآراء النازحين في مخيم “التوينة”.
بينما لم تحظَ المخيمات الواقعة شمال شرقي سوريا بالمبادرات التي حظيت بها مناطق أخرى لحضور المباريات، كتأمين ساحة عامة وتركيب شاشة عرض لمباريات كأس العالم، إذ غابت الجمعيات المحلية أو المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في المخيم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :