أعلنت الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة لها أن العام المقبل سيحقق رقمًا قياسيًا لمتطلبات الإغاثة الإنسانية يصل إلى 51.5 مليار دولار بزيادة قدرها 25% مقارنة ببداية العام الحالي.
وجاء في بيان الأمم المتحدة الصادر اليوم، الخميس 1 من كانون الأول، أن هناك 339 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة في 69 دولة، بزيادة قدرها 65 مليون شخص مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالة الطوارئ، مارتن غريفيث، “الاحتياجات الإنسانية مرتفعة بشكل صادم، وستمتد أحداث هذا العام الشديدة إلى عام 2023”.
وأضاف، “ينهك الجفاف والفيضانات القاتلة المجتمعات من باكستان إلى القرن الإفريقي، كما حولت الحرب في أوكرانيا جزءًا من أوروبا إلى ساحة معركة، وأضحى الآن أكثر من 100 مليون شخص مشردين في جميع أنحاء العالم، وكل هذا علاوة على الأثر المدمر الذي خلفه الوباء على أفقر دول العالم”.
وأوضح غريفيث أن هذا النداء يعتبر “شريان الحياة” بالنسبة للأشخاص الذين هم على “حافة الهاوية”، أما بالنسبة للمجتمع الدولي، فإنه “استراتيجية للوفاء بالتعهد بعدم ترك أي شخص خلف الركب”.
وعن المستقبل القريب، نوّه البيان إلى أنه سيواجه ما لا يقل عن 222 مليون شخص في 53 دولة انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول نهاية العام الحالي، كما سيواجه 45 مليون شخص في 37 دولة خطر المجاعة.
وتتعرض الصحة العامة لضغوط بسبب فيروس “كورونا”، و”جدري القرود”، والأمراض المنقولة، وتفشي “الإيبولا” و”الكوليرا”.
ويؤدي تغير المناخ إلى زيادة المخاطر وهشاشة المجتمعات، إذ إنه بحلول نهاية القرن الحالي، يمكن للحرارة الشديدة أن تودي بحياة العديد من الناس تمامًا مثل مرض السرطان.
وقدمت المنظمات الإنسانية هذا العام مساعدات لدرء الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لـ157 مليون شخص، تشمل مساعدات غذائية لـ127 مليون شخص، وما يكفي من المياه الصالحة للشرب لحوالي 26 مليون شخص، والمساعدة في كسب العيش لـ24 مليون شخص، والصحة والدعم النفسي والاجتماعي لـ13 مليون طفل ومقدم رعاية، واستشارات الصحة الوالدية لـ5.2 مليون أم، وخدمات الرعاية الصحية لـ5.8 مليون لاجئ وطالب لجوء.
وحتى منتصف تشرين الثاني الماضي، قدم المانحون تمويلًا بقيمة 24 مليار دولار، لكن الاحتياجات تزداد بوتيرة أسرع من الدعم المالي، حيث تبلغ فجوة التمويل حاليًا 53%، لذلك تضطر المنظمات الإنسانية إلى تحديد من تستهدفه بالأموال المتاحة.
ما الوضع في سوريا؟
في الإحاطة الشهرية لمجلس الأمن، في 29 من تشرين الثاني الماضي، قال غريفيث، إن أعداد السوريين المحتاجين للمساعدات الإنسانية تزداد كل عام.
وتوقع غريفيث أن يصل عدد السوريين المحتاجين للمساعدات إلى أكثر من 15 مليون شخص في العام المقبل، مقارنة بـ14.6 مليون في العام الحالي.
وذكّر غريفيث مجلس الأمن بأن الشمال السوري لا يزال يواجه أزمة مياه ناجمة عن عوامل، مثل قلة هطول الأمطار والجفاف وتدمير البنية التحتية للمياه وانخفاض منسوب المياه في نهر “الفرات”، مضيفًا أن “الانتشار السريع لـ(الكوليرا)، وهو مرض ينتقل عن طريق المياه الملوثة، لا ينبغي أن يفاجئ أحدًا”.
كما أثرت أسعار الغذاء العالمية المتصاعدة بشكل كبير على السوريين، وهم يكافحون من أجل وضع الطعام على المائدة، بينما يقترب شتاء قاسٍ آخر، حيث تعيش ملايين العائلات في الخيام.
وشدد منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة على أهمية استمرار إيصال المساعدات إلى شمال غربي سوريا من خلال العمليات عبر الحدود من تركيا، التي ستنتهي بحلول نهاية العام الحالي.
–