حمص.. قتلى وجرحى بمواجهات بين مجموعات من تجار المخدرات
شهدت مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي واحدة من أعنف المواجهات المسلحة منذ اتفاق “التسوية” في أيار 2018، إثر خلاف بين مجموعات من تجار المخدرات في المحافظة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في حمص، أن اشتباكات شهدتها مدينة تلبيسة مساء الأربعاء 30 من تشرين الثاني، نتيجة خلاف بين عائلة “الأسود” وعائلة “الدريعي”.
وبدأت المواجهات على خلفية مقتل محمد خليل الدريعي (أبو جنيد)، القيادي السابق في فصائل المعارضة بالمنطقة، وتصاعدت حدتها إثر مقتل عبد الرحمن طه خلال عملية استهداف الدريعي، ما أدخل عائلة “طه” على خط الاشتباكات.
واستمرت المواجهات حتى ساعات مبكرة من فجر اليوم، الخميس، واستُخدمت فيها القنابل وقذائف “RBG”، كما أُحرقت بعض المحال التجارية وسط المدينة.
جذور المشكلة
بحسب معلومات متقاطعة لعنب بلدي، فإن مجموعات عائلة “الأسود” تُعرف أيضًا باسم مجموعات “الضميري”، ولها ارتباطات مع “الأمن العسكري” في حمص.
أما مجموعة “أبو جنيد” أو عائلة “الدريعي” فهي جماعة مسلحة تعمل بتجارة المخدرات في الريف الشمالي لمحافظة حمص.
وجاءت هذه الاشتباكات على خلفية ثأر قديم تعود جذوره إلى أيلول الماضي، عندما قُتل أحد أفراد عائلة “الأسود” على يد مجموعة “أبو جنيد”.
وعادت مجموعة “الضميري” قبل أيام لاستهداف “أبو جنيد” وابن عمه محمد الملقب بـ”أبو سارة”، ما أسفر عن مقتلهما على الفور.
محمد خليل الدريعي أو “أبو جنيد” كان أحد قياديي الصف الثاني في “جيش التوحيد” بحمص، وعقب “التسوية”، تحول إلى أحد أبرز تجار المخدرات في المنطقة.
وزادت تحالفاته مع “حزب الله” اللبناني في حمص من نفوذه، إذ توسعت شبكة أعماله خلال السنوات القليلة الماضية لأعمال السلب والنهب والخطف في ريف حمص الشمالي.
ليلة دامية
مصدر محلي من أبناء مدينة تلبيسة ومقيم فيها، تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن الاشتباكات ما كانت لتتطور لولا مقتل رحمون طه “عن طريق الخطأ”.
في حين كان هدف عائلة “الأسود” يقتصر على استهداف أفراد مجموعة “أبو جنيد”.
وتركّزت الاشتباكات في الحي الشمالي لمدينة تلبيسة، وانتقلت إلى شارع الكرامة، وانتهت بإحراق محال تجارية تعود ملكيتها لأفراد من عائلة “الدريعي”.
ناشطون وحسابات إخبارية محلية، تداولوا تسجيلات مصوّرة تظهر اندلاع النيران في أحد شوارع مدينة تلبيسة، وسط اشتباكات عنيفة.
وبينما لم تصدر حتى الآن إحصائية عن جهة طبية حول أعداد القتلى والجرحى التي خلّفتها الاشتباكات، قال مراسل عنب بلدي في المنطقة، إن ستة قتلى وعددًا غير معروف من الجرحى خلّفته الاشتباكات حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
وشهدت المنطقة استقرارًا جزئيًا للوضع الأمني بعد مرور فترة على سيطرة النظام على المحافظة، باستثناء عمليات الاغتيال والاستهداف بحق عناصر من النظام بين الحين والآخر، وكتابات معارضة له على الجدران.
ومع بداية عام 2018، بدأ النظام بالضغط عسكريًا على ريف حمص الشمالي للدفع بترحيل مقاتلي المعارضة إلى الشمال السوري، فشنّ، مدعومًا بسلاح الجو الروسي، حملة أدت إلى توقيع اتفاقية “تسوية” برعاية روسية في أيار 2018، حلّت بموجبها فصائل المعارضة في المحافظة.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في حمص عروة المنذر.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :