قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، إن الأطراف في سوريا بحاجة إلى خفض التصعيد والتركيز على العملية السياسية، داعيًا إلى ضبط النفس وسط “اتجاه مقلق نحو التصعيد”.
في إحاطته الشهرية لمجلس الأمن، الثلاثاء 29 من تشرين الثاني، قال بيدرسون، إنه يخشى من أن تصعيدًا في العمليات العسكرية قد يؤدي إلى انهيار “الجمود الاستراتيجي” الذي جلب هدوءًا نسبيًا لما يقرب من ثلاث سنوات.
وأشار المبعوث إلى تصاعد الضربات المتبادلة في الأشهر الأخيرة بشمال شرقي البلاد بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) من جهة، وتركيا و”الجيش الوطني” من جهة أخرى، بالإضافة إلى ضربات جوية وبرية لقوات النظام في إدلب شمال غربي سوريا، وضربات إسرائيلية على دمشق وحمص وحماة واللاذقية، وغارات جوية على الحدود بين سوريا والعراق من بين حوادث أخرى.
وقال بيدرسون لمجلس الأمن، إن “الوضع مقلق للغاية، وهناك مخاطر حقيقية للتصعيد”.
ودعا “جميع الجهات الفاعلة إلى ضبط نفسها والانخراط في جهود جادة لإعادة الهدوء، والتحرك نحو وقف إطلاق نار يشمل كافة الأراضي السورية، والتعاون لمكافحة الإرهاب بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي”.
وفي حديثه عن الوضع العام في سوريا، أعرب بيدرسون عن قلقه من “أننا على مفترق طرق”، نظرًا إلى احتمال استئناف العمليات العسكرية، قائلًا إنه يخشى من تداعيات هذه العمليات على المدنيين السوريين والاستقرار الإقليمي.
وأكد المبعوث ضرورة استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف والعودة للحل السياسي.
من جهته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية، مارتن غرفيث، إن أعداد السوريين المحتاجين للمساعدات الإنسانية يزداد كل عام.
وتوقع غرفيث أن يصل عدد السوريين المحتاجين للمساعدات إلى أكثر من 15 مليون شخص في العام المقبل، مقارنة بـ14.6 مليون في العام الحالي.
وذكّر غرفيث مجلس الأمن بأن الشمال السوري لا يزال يواجه أزمة مياه ناجمة عن عوامل، مثل قلة هطول الأمطار والجفاف وتدمير البنية التحتية للمياه وانخفاض منسوب المياه في نهر “الفرات”، مضيفًا أن “الانتشار السريع لـ(الكوليرا)، وهو مرض ينتقل عن طريق المياه الملوثة، لا ينبغي أن يفاجئ أحدًا”.
وفي السياق، قالت الممثلة الأمريكية في مجلس الأمن، ليندا توماس جرينفيلد، إنه يجب على الأطراف في سوريا الالتزام بالوصول إلى حل سياسي بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن “2254”.
وأضافت أن روسيا تواصل عرقلة جهود الحل السياسية باحتجاجها على “التفاصيل التعسفية”، وأن هذه الاحتجاجات توفر غطاء لنظام الأسد، الذي يبدو أنه سعيد جدًا بالحفاظ على الوضع الراهن، حسب تعبيرها.
ودعت جرينفيلد إلى وقف العنف في شمال غربي سوريا، وشجعت جميع الأطراف على الاتفاق على وقف إطلاق نار شامل على مستوى البلاد وتطبيقه لحماية المدنيين من العنف.
وقالت الممثلة، إن الولايات المتحدة تحث على وقف فوري للتصعيد في شمالي سوريا، وإنهم قلقون للغاية من الأعمال العسكرية الأخيرة التي تزعزع استقرار المنطقة وتهدد هدف التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة”، وتعرض المدنيين والعسكريين الأمريكيين في المنطقة للخطر.
وأطلقت تركيا عملية “المخلب- السيف”، في 20 من تشرين الثاني الحالي، استهدفت بها مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وحزب “العمال الكردستاني” في العراق وسوريا، بضربات جوية، ردًا على تفجير شارع الاستقلال باسطنبول في 13 من الشهر نفسه.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 23 من تشرين الثاني الحالي، إن العمليات الجوية التركية ضد “قسد” في شمالي سوريا “ليست سوى البداية، وإن تركيا ستشن عملية برية في الوقت المناسب”.
وطلبت روسيا من تركيا الامتناع عن هجوم بري واسع النطاق في سوريا، بينما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها لتأثير العملية العسكرية التركية المحتملة على مهمة التحالف الدولي بمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
–