لم تمضِ أشهر قليلة على انتهاء معاناة المزارعين في إدلب وريفها من غياب الكهرباء، حتى عادت مشكلة من نوع آخر بارتفاع رسوم الكهرباء في المنطقة.
ودفعت التسعيرة الجديدة العديد منهم للاستغناء عن الكهرباء، واستبدال ألواح الطاقة الشمسية بها، لتأمين احتياجاتهم من الطاقة للعناية بأراضيهم.
وبلغت تعرفة الكيلوواط من الكهرباء عند بدء شركة “Green Energy” باستجرار الكهرباء من تركيا لتغذية محافظة إدلب في أيار 2021، نحو 0.85 ليرة تركية للاستهلاك المنزلي و3.35 ليرة للاستهلاك التجاري والصناعي.
بينما صار سعر الكهرباء للكيلوواط 3.5 ليرة للاستهلاك المنزلي، وخمس ليرات للاستهلاك التجاري والصناعي.
الطاقة الشمسية بديل
المزارع فادي الحسيني (45 عامًا) قال لعنب بلدي، إنه قرر البحث عن خيار بديل للكهرباء هربًا من التكاليف، ما دفعه لتزويد مشروعه الزراعي بمنظومة طاقة شمسية.
وأضاف أن الطاقة الشمسية تشغل مضخة البئر في أرضه لري المشاريع الزراعية حوالي عشر ساعات في اليوم، دون أن يكون مجبرًا على دفع رسوم تفوق قدرته.
“لا مجال للمقارنة بين استخدام الطاقة الشمسية لضخ المياه في المشاريع الزراعية، وغيرها من أنواع الطاقة سواء الديزل (المازوت) أو الكهرباء من الناحية المادية”، تابع فادي، لافتًا إلى أن التكلفة التشغيلية بعد تركيب ألواح الطاقة الشمسية تصير “صفرًا”.
المزارع سميح المندو، وضع 400 لوح لري مزروعاته التي غطت مساحة واسعة من الأرض، وقال إن هذا الحل الأفضل ليستطيع المزارعون الاستمرار بعملهم دون خسائر كبيرة.
من جهته، قال المهندس الزراعي أيمن الرحال، إن الطاقة الشمسية الخيار الأفضل بالنسبة للمزارعين باعتبارها تستخدم طاقة متجددة، ما يقلل الأضرار على البيئة ويخفّض التكاليف على المزارعين.
عراقيل استخدام الطاقة الشمسية
رغم توجه العديد من المزارعين لاستخدام الطاقة الشمسية، ما زالت بعض العقبات تواجههم وتمنعهم من الاعتماد الكامل عليها.
وتعد العقبة الرئيسة شراء وتجهيز الطاقة الشمسية، التي يمكن أن تصل تكلفتها إلى آلاف الدولارات، وفق ما قاله المزارع فادي الحسيني.
وقال المزارع سميح المندو، إنه يعاني تعطل ألواح الطاقة الشمسية بشكل مستمر، واضطراره لتغيير البطاريات المشغلة للألواح بين الحين والآخر، لكنها تبقى أفضل الحلول للاستمرار في إنتاج المشاريع الزراعية، بحسب تعبيره.
وتختلف أسعار الألواح المستعملة المتوفرة بكثرة في أسواق إدلب بحسب جودة اللوح ومقاسه، إذ تتراوح بين 40 و55 دولارًا، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
ويتراوح عمرها بين سنة وخمس سنوات، بينما تتراوح أسعار البطاريات المشغلة بين 150 و300 دولار أمريكي.
ويقابل الدولار 5500 ليرة سورية، بينما يعادل 18.62 ليرة تركية، بموجب أسعار الصرف اليوم، الأحد 27 من تشرين الثاني.
وتتطلّب منظومة الطاقة الشمسية ألواحًا وأسلاكًا وبطاريات وجهازًا مسؤولًا عن عملية تنظيم الكهرباء وإدارة الأحمال، يُعرف بـ”إنفرتر”، وهو ما يزيد من تكلفة اعتماد ألواح الطاقة الشمسية خيارًا بديلًا للمحروقات.
بدورها، عملت العديد من المنظمات خلال الأشهر الماضية على توزيع منظومات للطاقة الشمسية على المزارعين ذوي الدخل المحدود، فجمعت كل ستة بساتين مع بعضها، وأعطت المزارعين منظومات لتخفف عنهم عبء التكلفة المالية.
وتشهد محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة حكومة “الإنقاذ” أزمة في توفر المحروقات منذ حوالي شهر، تزامنًا مع قرار بإلغاء التراخيص السابقة الممنوحة لشركات استيراد وتجارة المشتقات النفطية كافة.
ويبلغ سعر مبيع أسطوانة الغاز المنزلي 12.140 دولار أمريكي، وسعر ليتر البنزين المستورد 1.285 دولار، وليتر المازوت المستورد 1.078 دولار أمريكي.
في حين يبلغ سعر مادة المازوت من النوع “المحسّن” 0.662 دولار لليتر الواحد، و0.577 دولار للنوع “المكرر”.
شاركت بإعداد هذا التقرير مراسلة عنب بلدي في إدلب هدى الكليب
–