اكتشف السرطان بشكل مبكر.. اختبار الواسمات الورمية
د. أكرم خولاني
يعتبر السرطان من أخطر الأمراض، فهو يحصد أرواح 9.6 مليون شخص حول العالم سنويًا، 70% منهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث يقود تأخر التشخيص إلى فشل العلاجات وزيادة معدلات الوفيات، ولذلك يعمل العلماء بشكل حثيث على تطوير طرق واختبارات للكشف المبكر عن الأورام، ومن هذه الاختبارات ما يُعرف باختبار الواسمات الورمية (Tumor Marker Test).
ما المقصود بالواسمات الورمية
الواسمات الورمية، وتسمى أيضًا المشعرات الورمية أو واصمات الأورام (Tumor markers)، هي مشعرات حيوية توجد في الدم أو البول أو أنسجة الجسم، تفرز من خلايا الورم مباشرة أو من الخلايا غير الورمية استجابة لوجود الورم في الجسم، وبعض هذه الواسمات تكون خاصة بنوع واحد من الأورام، وبعضها يمكن العثور عليه في عدة أنواع منها، كما أنها يمكن أن ترتفع أيضًا في حالات أخرى سليمة، لذلك لا تكفي الواسمات الورمية لتأكيد تشخيص الورم بل يحتاج الأمر إلى العديد من الإجراءات التشخيصية الأخرى.
متى يُطلب اختبار الواسمات الورمية وما استخداماته
يُطلب إجراء اختبار الواسمات الورمية في أثناء العلاج من مرض السرطان، أو بعد الانتهاء من العلاج، أو عند وجود خطر الإصابة بالسرطان، فهو يُستخدم في الحالات التالية:
- وضع خطة للعلاج: اختيار الإجراء المناسب كإضافة علاج كيماوي، أو مناعي، أو إشعاعي بعد الإجراء الجراحي أو في اختيار تركيبة دوائية معيّنة.
- متابعة العلاج ومعرفة مدى فعاليته: إذا انخفضت مستويات واسمة الورم، فهذا يعني أن العلاج فعال.
- يساعد في معرفة إذا كان السرطان قد انتشر إلى الأنسجة الأخرى.
- يساعد في التنبؤ بمسار للمرض: توقع فرصة الشفاء لدى المريض من خلال إمكانية التنبؤ بسلوك الخلايا السرطانية واستجابتها للأدوية.
- يساعد بتوقع نكس السرطان بعد العلاج: حيث يساعد فحص هذه المؤشرات بشكل متكرر في الكشف عن إمكانية عودة السرطان بأقصر وقت ممكن ما يزيد نسبة الشفاء.
- الكشف عن الإصابة بالأورام لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بسبب وجود عوامل خطورة: يمكن أن تشمل عوامل الخطورة تاريخ العائلة والتشخيص السابق لنوع آخر من السرطان.
كيف يُجرى اختبار الواسمات الورمية
يوجد العديد من واسمات الأورام الموجهة في الجسم، ويعتمد اختيار أحدها لفحصه على عدة عوامل أهمها: صحة المريض، والتاريخ المرضي، والأعراض المصاحبة للمرض.
وتختلف طريقة إجراء الاختبار تبعًا للواسمة الورمية المطلوبة، وتعتبر اختبارات الدم أكثر أنواع اختبارات علامات الأورام شيوعًا، ويمكن أيضًا استخدام اختبارات البول، أو الخزعات.
اختبار الدم: يجرى هذا الاختبار بأخذ عينة دم من أحد الأوردة الموجودة في الذراع باستخدام إبرة صغيرة ثم توضع في أنبوب الاختبار لتحليلها لاحقًا في المختبر باستخدام أجهزة خاصة، ولا يحتاج هذا الاختبار لأي تحضيرات خاصة كالصيام مثلًا. اختبار البول: يقوم المريض بإعطاء عيّنة من البول في عبوة صغيرة خاصة ليتم تحليلها في المختبر، ولا يحتاج هذا الاختبار لأي تحضيرات خاصة.
الخزعة: يقوم الاختصاصي بإخراج قطعة صغيرة من الأنسجة عن طريق قص الجلد باستخدام إبرة خاصة، وفي بعض الحالات قد يتطلب هذا الإجراء تحضيرات خاصة كالصيام عن الطعام والشراب لعدة ساعات قبل إجرائه.
ما أهم الواسمات الورمية المعروفة وما الأورام المرتبطة بكل منها وما العيّنة المطلوبة لفحصها؟
“CA 125”: سرطان المبيض- عيّنة دم.
“CA 15-3″ و”CA 27-29”: سرطان الثدي- عيّنة دم.
“CA 19-9”: سرطان البنكرياس، القنوات الصفراوية، المرارة، المعدة، القولون- عيّنة دم.
“Calcitonin”: سرطان الغدة الدرقية النخاعي (MTC) وتضخم خلايا “C”- عيّنة دم.
“CEA” (carcinoembryonic antigen): سرطان القولون والمستقيم وسرطانات الرئة والمعدة والغدة الدرقية والبنكرياس والثدي والمبيض- عيّنة دم.
“CgA” (Chromogranin A): أورام الغدد الصم العصبية (أورام سرطانية، ورم أرومي عصبي)- عيّنة دم.
“DCP” (Des-gamma-carboxy prothrombin): سرطان الخلايا الكبدية (HCC)- عيّنة دم.
“EGFR mutation”: سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، وأحيانًا الرأس والعنق- عيّنة نسيجية.
“Fibrin/Fibrinogen”: سرطان المثانة- عيّنة بول.
“PSA”: سرطان البروستات- عيّنة دم
“Gastrin”: تضخم خلايا “G”، ورم منتج للغاسترين (ورم غاستريني)- عيّنة دم
“AFP”: سرطان الكبد، وسرطان المبيض أو الخصيتين- عيّنة دم
“B2M”: الورم النقوي المتعدد، وبعض الأورام اللمفاوية، وسرطان الدم- عيّنة دم أو بول أو سائل نخاعي.
“BCR-ABL”: سرطان الدم النخاعي المزمن (CML) وسرطان الدم الليمفاوي الحاد الإيجابي (ALL)- عيّنة دم ونخاع العظام.
“Hcg”: أمراض الخصية والورم الأرومي الغضروفي، أورام الخلايا الجرثومية، سرطان المشيمية- عيّنة دم أو بول.
“HER2”: سرطان الثدي، والمعدة، والمريء- عيّنة نسيجية.
“JAK2 mutation”: أنواع معيّنة من سرطان الدم، الأورام النقوية التكاثرية، وخاصة كثرة الحمر فيرا- عيّنة دم ونخاع العظام.
“KRAS mutation”: سرطان القولون، سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة- عيّنة نسيجية.
“SMRP”: ورم الظهارة المتوسطة (سرطان نادر مرتبط بالتعرض للأسبست)- عيّنة دم.
“Thyroglobulin”: أورام الغدة الدرقية- عيّنة دم وعينة نسيجية.
ما عيوب اختبار الواسمات الورمية
مع أن لاختبارات الواسمات الورمية فوائد كثيرة لأنها توفر معلومات مفيدة للغاية في التوجه للتشخيص واختيار ومتابعة العلاج، إلا أن عليها ملاحظات:
- قد تكون العديد من واسمات الورم مرتفعة أيضًا لدى الأشخاص الذين يعانون أمراضًا أخرى غير السرطان.
- لن يكون لدى كل شخص مصاب بنوع معيّن من السرطان مستوى مرتفع من علامة الورم المرتبطة بهذا النوع من الأورام.
- ليس لكل سرطان واسمة ورمية مرتبطة به.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :