خلال الأسابيع الماضية، شهد “وادي السيليكون” في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي كان مصدرًا موثوقًا للوظائف ذات الأجور المرتفعة والأسهم المزدهرة، “وقتًا عصيبًا” مع كبرى شركات التكنولوجيا التي توالت إعلاناتها بالتسريح الجماعي للموظفين، ليبلغ عددهم أكثر من 135 ألف موظف على مستوى العالم.
ووفقًا لموقع “Layoffs“، الذي يتتبع خسارات الوظائف في مجال التكنولوجيا، فقد أكثر من 135 ألف شخص عملهم في جميع أنحاء العالم، منذ بداية العام الحالي، من حوالي 800 شركة تقنية، 40 ألفًا منهم منذ بداية تشرين الثاني الحالي.
ماذا حدث؟
آخر المنضمين لـ”موسم التسريح” شركة “أمازون” العالمية، التي أكّد مديرها التنفيذي، آندي جاسي، مؤخرًا، أن التسريحات التي نفذتها الشركة سوف تستمر بداية العام المقبل، دون أن تحدد رائدة المبيعات الإلكترونية عدد الموظفين المسرّحين.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” ذكرت أن “أمازون” تخطط لتسريح ما يقرب من عشرة آلاف موظف ضمن أقسام الشركة في جميع أنحاء العالم.
من جانبها، أعلنت شركة “ميتا“، المالكة لـ”فيس بوك” و”إنستجرام” و”واتساب”، أنها ستسرح 11 ألف موظف، أو حوالي 13% من إجمالي موظفيها.
وبرر الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرج، التسريحات بالقول، إنه كان مخطئًا لكونه “مفرطًا” في التفاؤل بشأن نمو الشركة المستقبلي على أساس تطور الشركة خلال الوباء (كوفيد- 19).
وقال زوكربيرج، إن الشركة ستصبح الآن “أصغر حجمًا وأكثر كفاءة” من خلال خفض الإنفاق والموظفين، وتحويل المزيد من الموارد إلى “عدد أقل من مجالات النمو ذات الأولوية العالية”، بما في ذلك الإعلانات والذكاء الصناعي و”الميتافيرس”.
وسبق أن أعلنت شركة “تويتر”، بقيادة مالكها الجديد الملياردير إيلون ماسك، تسريح 50% من موظفيها، وسط تقارير عن استقالة أعداد كبيرة من الموظفين، بعد أن دعاهم ماسك للعمل لـ”ساعات طويلة بضغط عالٍ” أو الاستقالة.
بينما تحدث المدير التنفيذي لشركة “آبل”، تيم كوك، منتصف الشهر الحالي، عن أن الشركة “تتباطأ” في التوظيف، وأنها “متشددة” للغاية في اختيار الموظفين الجدد في أقسام معيّنة.
المدير التنفيذي لشركة صناعة المعالجات “إنتل”، بات غيلسنجر، أعلن، أواخر الشهر الماضي، عن خطط لخفض التكاليف بنحو ثلاثة مليارات دولار على مدار العام المقبل، وأن تسريح الموظفين جزء من ذلك، وسط تقارير تفيد بأن الخطط ستؤثر على 20% من الموظفين.
ما الأسباب؟
السببان البارزان اللذان أدلت بهما معظم الشركات التي أعلنت عن تسريح جماعي للعمال، أنها وظفت العديد من الموظفين في أثناء فترة الوباء، عندما ازدهر قطاع التكنولوجيا، بقضاء معظم الناس وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وازدياد الإعلانات والتسوق عبر الإنترنت، فيما انحسرت الأرباح بعودة المستخدمين إلى حياتهم اليومية.
وثاني الأسباب يعود لارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، وإحجام العلامات التجارية عن إنفاق الأموال على الإعلانات، التي تعتبر أهم مصادر الأرباح لشركات التكنولوجيا، حيث كانت مصدر 90% من أرباح “تويتر” العام الحالي.
وأعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الشهر الحالي، في محاولة للسيطرة على التضخم المرتفع، عن زيادته الرابعة على التوالي على أسعار الفائدة بنسبة 0.75%.
وبحسب تقرير لـ”نيويورك تايمز”، في نيسان 2021، جنت الشركات التقنية الخمس الكبرى خلال 2020 مرابح بلغت أكثر من 1.2 تريليون دولار (تريليون = ألف مليار)، ونمت بشكل أسرع، وحققت أرباحًا أكثر مما كسبته خلال فترة الوباء.