أصوات السوريين حاضرة في كأس العالم رغم العقبات
رفض العديد من السوريين أن تغيب أصواتهم عن الحدث الذي تتوجه إليه أنظار العالم بأسره، ما دفعهم للبحث عن أي فرصة لمتابعة مباريات كأس العالم.
ومنذ انطلاق بطولة كأس العالم، حاول السوريون في مختلف المناطق تحدي الظروف الاقتصادية والأمنية، لتشجيع منتخباتهم المفضّلة والحفاظ على خصوصية هذا الحدث العالمي.
محاولات تتحدى العوائق
أظهر عشاق كرة القدم في مناطق سيطرة النظام مخاوفهم من أن تعوقهم ساعات “تقنين” الكهرباء الطويلة، وارتفاع تكاليف الذهاب إلى المقاهي، عن متابعة مباريات كأس العالم.
وتجاوزت ساعات “التقنين” ست ساعات قطع مقابل ساعة وصل واحدة فقط، ما جعل خيار الاشتراك بتطبيق “IPTV” المخصص لفتح القنوات المشفرة خيارًا غير مرضٍ، خصوصًا أن قيمة الاشتراك بالتطبيق بلغت حوالي 7500 ليرة شهريًا (1.5 دولار أمريكي).
بينما يبلغ الحد الأدنى لتكلفة حضور المباريات في المقاهي حوالي 4500 ليرة سورية (الحد الأدنى لسعر كوب شاي)، بحسب ما قاله سكان محليون لعنب بلدي.
في المقابل، أقيمت خلال الأيام الماضية العديد من الفعاليات لمشاهدة المباريات بشكل مجاني، إذ افتتحت شاشات عرض في بعض الأماكن العامة، بينها ساحة الجاحظ في منطقة أبو رمانة بدمشق، وفي المزة.
كما جهزت التجمعات الطلابية في بعض الجامعات أماكن لنقل المباريات بقدرات “محدودة” في مقاهي الجامعات والسكن الطلابي.
بينما أعلنت سينما “سيتي” في دمشق نقل جميع المباريات، وبلغ سعر التذكرة الواحدة 14 ألف ليرة سورية.
ويقدّر متوسط الرواتب الشهري للموظفين في سوريا (في القطاع الخاص والعام) حوالي 149 ألف ليرة سورية، بحسب موقع “SalaryExplorer”.
ووصل سعر مبيع الدولار إلى 5530 ليرة سورية، وسعر شرائه إلى 5480 ليرة، وفق موقع “الليرة اليوم”، المتخصص بأسعار صرف العملات الأجنبية.
خيام المونديال
بوجوه تعلوها الدهشة، يجلس عشرات الأطفال حول شاشات عرض المباريات في مخيمات شمال غربي سوريا، عقب مبادرة أطلقها فريق “ملهم التطوعي” بالتعاون مع السفارة السورية في قطر، لتجهيز شاشات عرض لنقل المباريات.
وتجمع سكان المخيمات كبارًا وصغارًا أمام شاشات العرض ليعيشوا حماسة المباريات ويكونوا جزءًا من هذا الحدث، حتى وإن اقتصرت مشاركتهم على أصوات التشجيع.
ولم تكن هذه المبادرة الوحيدة، إذ أطلق “الهلال الأحمر القطري“، ومنظمة “قطر الخيرية“، مبادرات مشابهة شملت مخيمات النازحين في الشمال السوري، وبعض مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان.
كما جهزت المنظمات شاشات عرض لنقل المباريات مجانًا في بعض المقاهي شمال غربي سوريا.
من جهة أخرى، توجه بعض سكان المنطقة للاشتراك بتطبيق “IPTV” بشكل جماعي من خلال تقاسم تكلفة الاشتراك التي تتراوح بين 15 و25 دولارًا سنويًا.
بينما يعتمد آخرون على الذهاب إلى المقاهي التي تبدأ تكلفة الدخول إليها من عشر ليرات تركية أجرة “فتح طاولة” (نصف دولار تقريبًا)، وفق ما أفاد به مراسل عنب بلدي.
في حين يبلغ الحد الأدنى للأجور لعمال المياومة (على اعتبار أن نسبة 85% من العاملين في شمال غربي سوريا هم من الفئة المذكورة) 60 ليرة تركية (3.22 دولار أمريكي).
وينتهك “IPTV” حقوق الملكية للمباريات من خلال قرصنة قنوات “beIN” بوسائل غير قانونية، ما يجعل استخدامه غير قانوني ويفرض خسائر على مجموعة “beIN” الإعلامية المختصة بنقل الأحداث الرياضية حول العالم.
خيارات محدودة شرقي سوريا
بحسب ما رصدته عنب بلدي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لم تشهد مناطق شمال شرقي سوريا مبادرات لعرض المباريات في الساحات العامة وبشكل مجاني.
ويعتمد معظم السكان على مشاهدة المباريات عبر الهاتف المحمول من خلال مواقع البث المباشر التي تنقل المباريات بطريقة “غير قانونية”، من خلال الاشتراك بخدمة إنترنت بحوالي 50 ألف ليرة سورية تضمن مشاهدة المباريات دون انقطاع، وفق ما أفاد به مراسل عنب بلدي في المنطقة.
بينما يرتاد البعض المقاهي التي توفر مشروبات بأسعار “مقبولة” وتنقل المباريات دون رسوم إضافية.
كما يعتمد آخرون على مشاهدة المباريات عبر القمر التركي كبديل عن الاشتراكات المكلفة، إذ تتراوح تكلفة الاشتراك بين 30 و40 دولارًا سنويًا.
وتبدأ رواتب العاملين في “الإدارة الذاتية” بـ360 ألف ليرة سورية (70 دولارًا أمريكيًا)، وتصل حتى 900 ألف ليرة سورية (200 دولار) تبعًا للمؤسسة التي يعمل فيها الموظف أو المنصب أو الشهادة التي يحملها.
وانطلقت، في 20 من تشرين الثاني الحالي، بطولة كأس العالم في قطر بنسختها الـ22 بمشاركة 32 منتخبًا من قارات العالم.
وتعتبر البطولة الأولى من نوعها في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بمنطقة الشرق الأوسط والدول العربية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :