كثّف سلاح الجو التركي قصفه لمواقع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في المحيط الشمالي لبلدتي تل تمر وأبو راسين، في إطار حملة “المخلب- السيف” التي أطلقتها أنقرة قبل عدة أيام.
وأفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة أن الجيش التركي استهدف اليوم، الخميس 24 من تشرين الثاني، قرى تل الورد، وربيعة، وودادا عبدال، والعوجة، والغربية، بقذائف الهاون والأسلحة المتوسطة.
بينما توسعت دائرة القصف لتشمل مناطق من أرياف حلب الشرقية والشمالية، بحسب وكالة “هاوار”، التي تتخذ من شمال شرقي سوريا مقرًا لها.
وقالت “هاوار” أيضًا، إن القصف التركي خلّف قتلى من “قوات تحرير عفرين” الكردية، التي تتشارك الأهداف مع “قسد” دون تبعية معلنة لها، إذ أعلنت اليوم عن مقتل خمسة مقاتلين إثر الهجمات التركية خلال الأيام الماضية.
وفي خضم تصاعد وتيرة العمليات العسكرية، تحدثت وسائل إعلام معارضة عن مقتل أحد مستشاري مظلوم عبدي إثر قصف جو تركي، الأربعاء.
بينما نقل موقع “باس نيوز” الكردي، ومقره بروكسل، عن مسؤول كبير في “قسد”، أن ريزان كلو، مستشار الشؤون المدنية لعبدي، أصيب بـ”جروح خطيرة” إثر الاستهداف الذي وقع في مدينة القامشلي.
عبدي يناشد.. ويهدد
دعا القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى وقف الهجوم البري التركي المحتمل، لأن من شأن ذلك أن يدمر شمالي سوريا ويعطل القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأضاف عبدي في مقابلة مع صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، أن “الولايات المتحدة لم تفعل ما يكفي لمنع الرئيس التركي من تنفيذ تهديداته بشن عملية عابرة للحدود”.
كما دعا السطات العليا في الحكومة الأمريكية إلى “زيادة الضغط على أنقرة”.
وفي مؤتمر صحفي أجراه عبدي في الحسكة، قال إن “قسد” لا يمكنها ملاحقة خلايا تنظيم “الدولة”، بسبب انشغالها بالتصدي للهجمات الجوية والقصف المدفعي التركي، في إشارة إلى إيقاف العمليات ضد التنظيم بسبب الهجمات التركية.
https://www.youtube.com/watch?v=7Ow3VUR9rGE
استهداف “الهول”
مع تصاعد حدة القصف، تحدثت وسائل إعلام مقربة من “قسد” عن أن قصفًا جويًا تركيًا استهدف مخيم “الهول” شرقي محافظة الحسكة، الذي يضم عائلات لمقاتلي تنظيم “الدولة”.
وقال مدير المركز الإعلامي لـ”قسد”، فرهاد شامي، عبر “تويتر”، إن الطيران الحربي التركي استهدف نقطة حراسة تديرها “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) مسؤولة عن حماية مخيم “الهول”.
وأشار إلى احتمالية فرار بعض عائلات مقاتلي التنظيم منه، إذ شرعت “قسد” بمطاردة فارين منه، بحسب شامي.
بينما قال مراسل عنب بلدي في الحسكة، إن القصف التركي الذي استهدف ريف الحسكة الشرقي يبعد حوالي ستة كيلومترات عن المخيم، وبالتحديد في منطقة الخاتونية.
عبد السلام الحسين، أحد أعضاء “شبكة نهر ميديا” المحلية المختصة بتغطية أخبار المنطقة الشرقية من سوريا، قال لعنب بلدي، إن استهدافًا ثانيًا شهده محيط المخيم، مساء الأربعاء، وطال نقطة حراسة لـ”أسايش”، إلا أن النقطة تبعد عن سور المخيم حوالي كيلومترين.
اقرأ أيضًا: سجون تنظيم “الدولة”.. ورقة لـ”قسد” ضد عملية تركية شمالي سوريا
تركيا تستهدف مصادر تمويل “قسد”
تركز القصف التركي منذ عدة أيام على مواقع نفطية تعتبر أحد المصادر الأساسية لتمويل “قسد”.
وطال القصف محطة “دجلة للنفط” شمال بلدة الجوادية بريف القامشلي الشرقي، ما تسبب باندلاع حريق فيها، واستمر لساعات.
وأفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة، أن قصفًا تركيًا طال معمل “غاز السويدية” في ريف المالكية شرقي الحسكة، الأربعاء، وتكرر فجر اليوم.
كما استُهدفت نقاط لـ”قسد” في مدخل بلدة القحطانية الشرقي، وقرية تل حمدون ومزرعة “عز الدين جولي” وقرية جرنك غرب ناحية عامودا، بالإضافة إلى قصف نقطة تحصين لـ”قسد” في قرية هيمو غرب القامشلي، وقرية تل زيوان شرق القامشلي.
في حين أعلنت “قسد” عبر موقعها الرسمي عن مقتل اثنين عناصرها، خلال جولة القصف حتى الأربعاء.
العمليات لن تتوقف
تزامن التصعيد العسكري في المنطقة مع تصريحات أطلقها الرئيس التركي حول العمليات التي نفذتها تركيا، في 20 من تشرين الثاني الحالي، قائلًا: “ما هي إلا البداية”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، الأربعاء، خلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لحزبه “العدالة والتنمية” في العاصمة أنقرة، نقلتها وكالة “الأناضول” التركية
وتعهّد أردوغان بـ”اجتثاث الإرهابيين من مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب” شمالي سوريا.
“التزمنا بتعهداتنا حيال الحدود السورية، إذا لم تستطع الأطراف الأخرى الوفاء بمتطلبات الاتفاقية (سوتشي)، فيحق لنا أن نتدبر أمرنا بأنفسنا”، قال أردوغان.
وبدأت العمليات العسكرية التركية بعد تفجير استهدف شارع الاستقلال في منطقة تقسيم باسطنبول، في 13 من تشرين الثاني الحالي، واعتقلت السلطات بعدها مجموعة من المشتبه بهم، موجهة الاتهامات إلى حزب “العمال الكردستاني” (PKK)، الذي تعتبر أنقرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) امتداده في سوريا.
–