تركيا تقصف مواقع نفطية شمال شرقي سوريا.. أردوغان: ما هي إلا البداية
صعّدت تركيا من قصفها على مناطق نفوذ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في محافظة الحسكة، منذ الساعات الأولى لصباح اليوم، الأربعاء 23 من تشرين الثاني، وتركّز الاستهداف على مصادر النفط التي تعتمد عليها “قسد” كمصدر تمويل رئيس.
بينما قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن حملة القصف التي تشهدها المنطقة منذ أيام، “ما هي إلا البداية”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة، أن تركيا قصفت اليوم حقل “عودة” النفطي شرقي بلدة القحطانية، باستخدام الطيران المسيّر.
كما طال القصف محطة “دجلة للنفط” شمال بلدة الجوادية بالقرب من الطريق الدولي، ما تسبب باندلاع حريق فيها، تبعه توجه سيارات الإسعاف إلى المنطقة.
وذكر المراسل أن أبرز الأهداف التي طالها القصف التركي كان معمل “غاز السويدة” في ريف الماليكة شرقي الحسكة، الذي يمد معظم مناطق “قسد” بالغاز، ما خلّف أضرارًا كبيرة فيه.
كما جرى استهداف نقاط لـ”قسد” في مدخل بلدة القحطانية الشرقي، وقرية تل حمدون ومزرعة “عز الدين جولي” وقرية جرنك غرب ناحية عامودا، بالإضافة إلى قصف نقطة تحصين لـ”قسد” في قرية هيمو غرب القامشلي، وقرية تل زيوان شرق القامشلي.
من جانبها، قالت وكالة “هاوار“، ومقرها شمال شرقي سوريا، إن أحد عناصر “قسد” قُتل، وأصيب اثنان آخران، بقصف مسيّرة تركية على نقطة مشتركة لـ”قسد” مع القوات الروسية جنوبي بلدة عامودا.
كما أعلنت “قسد” عبر موقعها الرسمي عن مقتل اثنين عناصرها، إثر استهداف نقطة مشتركة لها مع قوات التحالف الدولي بريف محافظة الحسكة، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
كما أشارت إحصائية نشرتها الوكالة إلى مقتل ثلاثة عناصر وإصابة اثنين من قوات النظام السوري، إثر القصف التركي الذي تشهده المنطقة.
“هاوار” قالت أيضًا، إن القوات الروسية المنتشرة في مناطق نفوذ “قسد” بالحسكة أخلت قاعدتها الواقعة بحي الحمرة شمال ناحية تل تمر قبيل الاستهداف التركي، وعادت إليه بعدها.
كما طال القصف التركي، بحسب الوكالة الكردية، ثاني أكبر محطة لتجميع النفط في مدينة القامشلي، وهي محطة “سعيدة” في الريف الشمالي الشرقي للحسكة.
أردوغان يعلّق
وتزامن التصعيد العسكري في المنطقة مع تصريحات أطلقها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول أن العمليات التي نفذتها تركيا، في 20 من تشرين الثاني الحالي، “ما هي إلا البداية”، بحسب وكالة “الأناضول” التركية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها اليوم، الأربعاء 23 من تشرين الثاني، خلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لحزبه “العدالة والتنمية” في العاصمة أنقرة.
وتعهّد أردوغان بـ”اجتثاث الإرهابيين من مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب”، شمالي سوريا.
وقال الرئيس التركي، “التزمنا بتعهداتنا حيال الحدود السورية، إذا لم تستطع الأطراف الأخرى الوفاء بمتطلبات الاتفاقية (سوتشي)، فيحق لنا أن نتدبر أمرنا بأنفسنا”.
وأشار أردوغان إلى أن محاولات العالم الغربي لفصل التنظيم الإرهابي الذي ينشط في شمال سوريا (واي بي جي/ بي واي دي) عن “بي كي كي” أمر غير مجدٍ.
وتابع، “مصممون على إغلاق كامل حدودنا الجنوبية من هاتاي إلى هكاري بشريط أمني، حتى لا نترك لأحد إمكانية مهاجمة الأراضي التركية، ومن خلال العمليات التي نفذناها، أسسنا جزءا من هذا الشريط وسنكمل ما تبقى بدءًا من تل رفعت ومنبج وعين العرب”.
واعتبر أردوغان أن العمليات التي نفذتها تركيا في مناطق داخل سوريا والعراق، ستضمن “سلامة” أراضي البلدين.
وسبق أن قُتل عنصران من قوات “هات” (مكافحة الإرهاب) التابعة لـ”قسد” في قصف طائرة مسيّرة على أحد المعسكرات شمال الحسكة، بالقرب من قاعدة التحالف الدولي في تل بيدر، الثلاثاء.
ويستمر القصف التركي المكثف ضد مواقع “قسد” منذ عدة أيام، في اتهامات توجهها تركيا لأحزاب كردية تشكّل عصب “القوات” بوقوفها خلف تفجير ضرب منطقة سياحية باسطنبول التركية قُتل فيه مدنيون.
اقرأ أيضًا: كيف خُطط لهجوم اسطنبول.. ومن عمار جركس؟
العملية لم تتوقف
شن سلاح الجو التركي، الأحد الماضي، غارات على نقاط متفرقة من مناطق نفوذ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في أرياف حلب والرقة، تزامنًا مع إعلان وزارة الدفاع التركية عما أسمته “وقت الحساب”.
وقالت الوزارة عبر حسابها الرسمي في “تويتر” في وقت مبكر من فجر الأحد 20 من تشرين الثاني، إن “وقت الحساب على الهجمات الغادرة قد بدأ”، مرفقة صورة لطائرة حربية.
تبع ذلك تسجيل مصوّر نشرته الوزارة يظهر استهدافًا جويًا لما قالت إنها “أعشاش الإرهاب”، دون تحديد المنطقة.
وعلّق الرئيس التركي عقب حملة القصف بالقول، إن العمليات ربما لن تقتصر على الهجمات الجوية، وقد تتدخل فيها القوات البرية.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في الحسكة مجد السالم.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :