واشنطن تدعو “جميع الأطراف” لوقف التصعيد شمال شرقي سوريا

  • 2022/11/23
  • 3:19 م
نائبة السكرتير الصحفي لـ"بنتاغون"، سابرينا سينغ

نائبة السكرتير الصحفي لـ"بنتاغون"، سابرينا سينغ، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض_ 22 من تشرين الثاني 2022 (البيت الأبيض)

علّقت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على الضربات الجوية التركية شمال شرقي سوريا، واحتمالية تنفيذ عملية عسكرية تركية برية في المنطقة.

وقالت نائبة السكرتير الصحفي لـ”البنتاغون”، سابرينا سينغ، خلال مؤتمر صحفي في “البيت الأبيض“، مساء الثلاثاء 22 من تشرين الثاني، إن الولايات المتحدة تواصل مراقبة ما يحدث على الأرض، وتدعو لوقف التصعيد من “جميع الأطراف”.

كما شددت على أن الضربات من جميع الجهات، تشكّل عامل خطر على مهمة هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” بشكل نهائي، مضيفة، “سنواصل مراقبة ما يحدث على الأرض والتأكد من أن قوتنا آمنة”.

وردًا على سؤال صحفي حول الموقف الأمريكي من العملية التركية، أكدت المسؤولة الأمريكية معارضة الإدارة الأمريكية لكل الضربات التي تحدث من جميع الأطراف، لدورها بزيارة التصعيد في سوريا والعراق، والابتعاد عن هزيمة تنظيم “الدولة”، مشيرة إلى تشجيع أمريكي للتهدئة.

“هذه الضربات تأخذنا بعيدًا عن الهدف، وتخاطر بالتقدم الذي أحرزه التحالف العالمي بشق الأنفس، عندما يتعلق الأمر بهزيمة (داعش)”، وفق تعبيرها.

التصريحات الأمريكية بهذا الشأن، تأتي بعد ساعات من إحاطة للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، عبر تطبيق “zoom”، قال فيها ردًا على سؤال صحفي، إن تركيا تواجه تهديدًا إرهابيًا على حدودها، ولها الحق في الدفاع عن نفسها، الأمر الذي تناقله الإعلام التركي بكثافة.

وفي سياق ردود الفعل، سبقت هذه التصريحات أيضًا دعوة روسيا لـ”الزملاء الأتراك” للتحلي بضبط النفس من أجل منع تصعيد التوتر في جميع أنحاء سوريا، وليس فقط في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية منها، بحسب تعبيره.

لا يمكن إيقاف تركيا

نشرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، الثلاثاء، تقريرًا بعنوان “لا يمكن للولايات المتحدة وروسيا وقف التوغل التركي الجديد في سوريا”.

وجاء في التقرير أن واشنطن وموسكو قد لا تحاولان جاهدتين وقف التهديد التركي تجاه “القوات الكردية” المتحالفة مع الولايات المتحدة في سوريا.

كما نقلت الصحيفة عن هاورد آيزنستات، من معهد “الشرق الأوسط” وجامعة “سانت لورانس”، قوله، إن تركيا جادة بشأن هجومها الحالي في سوريا، وينسجم ذلك مع مصالحها الأمنية وحاجة الرئيس التركي، رجب طيب أروغان، للظهور بقوة في الانتخابات الرئاسية 2023.

وأضاف آيزنستات أنه وبالنظر إلى الظروف الحالية، قد تتمكن الولايات المتحدة أو روسيا من فرض قيود على الإجراءات التركية، لكن لا يمكن إيقافها تمامًا.

ورغم حديث جون كيربي في مؤتمره الصحفي عن حق مشروع لتركيا في الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها، فإنه أبدى معارضة بلاده العمليات عبر الحدود قائلًا، “قد تجبر (الضربات) شركاءنا في (قوات سوريا الديمقراطية) على رد فعل من شأنه أن يحدهم ويقيّدهم في محاربة (داعش)”.

ولا تعكس هذه التصريحات الحالة تمامًا، وفق رأي سونر كاجابتاي، من معهد “واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، الذي اعتبر أن أنقرة لديها كل مقومات تنفيذ توغل بري، وهو ما قد لا تقاومه الولايات المتحدة بشدة، كونها تريد من تركيا، حليفها في “حلف شمال الأطلسي”، قبول انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف.

كاجابتاي لفت إلى ما اعتبره “نهج واشنطن الخفيف” عبر التصريحات التي بالكاد تنتقد تركيا، بشأن “العنف” في سوريا، قائلًا، “لا أستطيع تذكر أي بيان جرت صياغته بلطف حول التوغل التركي في سوريا منذ فترة طويلة”.

وتناولت “بوليتيكو” أيضًا الدعم الروسي في مجالات الاقتصاد والطاقة لتركيا، بما يدعم أردوغان قبل انتخابات العام المقبل، فربما يقبل أردوغان بشار الأسد كـ”حاكم شرعي لسوريا”، ما ينهي فعليًا ما تبقى من الحرب في سوريا، وفق خبراء لم تسمِّهم الصحيفة، مكتفية بالإشارة إلى احتمالية تنحي الولايات المتحدة وروسيا جانبًا، بينما تجري تركيا عمليتها ضد التنظيمات التي تصنفها “إرهابية”.

إصرار تركي

وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين، في 21 من تشرين الثاني الحالي، على متن الطائرة عائدًا من قطر، استبعد أردوغان اقتصار عملية “المخلب- السيف” التي أطلقتها تركيا فجر الأحد الماضي على الضربات الجوية الموجهة ضد مناطق نفوذ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في سوريا، وحزب “العمال الكردستاني” (PKK) في العراق.

كما قال الرئيس التركي، “من غير الوارد أن تقتصر على العملية الجوية، وسنتخذ القرار والخطوة بشأن حجم القوات البرية التي يجب أن تنضم للعملية”، نافيًا في الوقت نفسه إجراء محادثات مع الرئيسين الأمريكي، جو بايدن، والروسي، فلاديمير بوتين، بهذا الصدد.

في غضون ذلك، تواصل تركيا ضرباتها في مناطق شمال شرقي سوريا، بينما تتعرض الأراضي التركية لقذائف مصدرها المناطق ذاتها، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أتراك في 21 من تشرين الثاني الحالي، في منطقة كركميش الحدودية مع سوريا.

وفي 13 من تشرين الثاني الحالي، تعرضت مدينة اسطنبول لتفجير أسفر عن مقتل ستة أشخاص، وإصابة ما لا يقل عن 80 آخرين، في منطقة تقسيم.

واتهمت تركيا “العمال الكردستاني” بالوقوف خلف التفجير، متوعدة بالرد.

مقالات متعلقة

  1. هل أعطت أمريكا الضوء الأخضر لعملية تركيا في سوريا
  2. أنقرة: إسقاط المسيّرة لم يؤثر على عملياتنا شمال شرقي سوريا
  3. البنتاغون يعلن إنجاز نقاط المراقبة على الحدود السورية- التركية
  4. هل صارت عملية تركيا البرية في سوريا "أمرًا واقعًا" على أمريكا وروسيا

سوريا

المزيد من سوريا